رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دكتور شريف يونس يناقش كتاب "ما بعد التاريخ" بصالون علمانيون .. الليلة

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يحل الدكتور شريف يونس، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، في ضيافة أمسية جديدة من أمسيات صالون علمانيون، بمقره الكائن في 33 قصر النيل - عمارة دار الكتاب اللبناني - الدور العاشر - شقة 104 - أمام البنك المركزي بشارع شريف، وندوة لمناقشة كتاب "ما بعد التاريخ .. الخيال التاريخي في أوروبا القرن التاسع عشر"، والصادر حديثا عن المركز القومي للترجمة، من تأليف هايدن وايت، وترجمة الدكتور شريف يونس.

وفي مقدمة ترجمته لكتاب "ما بعد التاريخ.. الخيال التاريخي في أوربا القرن التاسع عشر"،  لهايدن وايت
يقول الدكتور شريف يونس: هذا الكتاب صدر في 1973 وتوالت طبعاته منذ ذلك الحين، لأنه شكل ثورة في رؤيتنا للدراسات التاريخية، بأن قدّم رؤية عن الكتابة التاريخية تنفي عنها إمكانية تقديم الماضي بشكل موضوعي، وتُدرج الكتابات التاريخية في باب الأدب لا في باب العلم. بهذه الرؤية تحدى الكتاب وما زال مهنة التأريخ. يرى وايت أن المؤرخ يصنع من الماضي سرديات ذات معنى. ولأنها سرديات فإن بنيتها لغوية وبلاغية.

تنصب هذه الرؤية على الكتابة الحديثة للتاريخ، فهي لا تتناول كتابة التاريخ في العصور الوسطى بطريقة الحوليات، لكن بالطريقة التي نعرفها الآن، وهي كتابة بحث تاريخي عن موضوع معين، ليكن مثلا انهيار الإمبراطورية الرومانية أو تطور الزراعة في العصور الوسطى أو نشأة فكرة التقدم في العصر الحديث.
يرى وايت أن المؤرخ حين يتعامل مع المصادر يختار موضوعا له بداية ونهاية، ويختار الوقائع التي يعتبرها دالة، ويضع هذا كله في صورة سرد متسلسل، وهذا كله في إطار تصور مسبق للحقل التاريخي، تصور غير واعي يسميه "شعرية التاريخ". فالمؤرخ مدفوع في هذا الوضع، وفقا لوايت، للاختيار بين أنماط محدودة للسرد تفرضها طبيعة عملية السرد نفسها، هذه الاختيارات جمالية، تنقسم إلى أنماط الدراما البسيطة الكلاسيكية: الرومانس والتراجيديا والكوميديا والسخرية.

ليس الجديد في طرح وايت هو القول بأن الكتابة التاريخية فن، بل في تحديده لبنية هذه الكتابة وتصنيف الكتابات التاريخية وفقا لأنماط أربعة، سواء على مستوى نوعية الحجج التي يستعملها المؤرخ، أو نوع الدراما، أو نوع المجاز الشعري، أو نوع الأيديولوجيا. وهو يقسم الأيديولوجيات إلى أربعة أنواع، يتناسب كل نوع منها مع نوع أو نوعين من جماليات الكتابة التاريخية المذكورة من قبل. هذه الأيديولوجيات هي: الفوضوية (وقد تكون متفائلة يوتوبية أو تشاؤمية ديستوبية) والجذرية والمحافِظة والليبرالية.
يرى وايت أن كل نوع منها له نفس الكفاءة في التعامل مع مادة التاريخ الأصلية، ولا نستطيع أن نعتبر أي نوع منها أكثر "حقيقية" من غيره، لكننا يمكن أن نفضل نوع أو أكثر منها بناء شكله الجمالي (نمط المجاز أو الحبكة الدرامية)، أو مضمونه الأيديولوجي.