رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دمغة الليزر الجديدة».. نهاية عصر غش الذهب

دمغة الذهب
دمغة الذهب

حالة من القلق يشهدها سوق الذهب هذه الأيام، بعد إعلان وزير التموين الدكتور على المصيلحي، إلغاء التعامل بالدمغة التقليدية على الذهب وعدم الاعتراف بها بعد عام، لتحل محلها الدمغة الليزر.

وجاء القلق نتيجة خوف بعض المستهلكين على مصير مصوغاتهم ذات الدمغات التقليدية، وكذلك آراء التجار في تلك الدمغة الجديدة وخوفهم على مصير بضائعهم أيضًا التي تحمل ذات الدمغة التقليدية.

أما مفاد بيان وزارة التموين والتجارة الداخلية بشأن هذا الأمر فأكد أن تبديل دمغة الذهب من التقليدية إلى الليزر والإعلان عن أن الأخيرة هي الدمغة التي  ستكون معتمدة فقط  في الفترات القادمة، ليس له علاقة بمقتنيات جموع المستهلكين من الذهب المدموغ سابقًا من خلال المصلحة بالدمغة التقليدية المعترف بها، حيث كان وما زال جاريًا العمل بها لحين تغير العمل في المصلحة بالأساليب الجديدة.

كما ذكر بيان وزارة التموين والتجارة الداخلية أن تغيير النظام المعمول به وتغير طابعاته من أحرف قديمة إلى حديثة على مر السنوات السابقة يعتبر شبه تراث تحتفظ به مصلحة الدمغة والموازين، إنما التحديث ومواكبة التطور التكنولوجي في الصناعة وأيضًا في استخدام طرق حديثة للدمغ يعتبر إضافة وتطورًا نوعيًا مطلوبًا للمزيد من الدقة وإحكام الرقابة.

 

تقليل معدلات الغش 

في حديثه لـ "الدستور" وصف سعيد محمد مالك أحد محال الصاغة بحي زهراء المعادي هذا القرار بأنه" تأخر كثيرَا.."، موضحًا أهمية تبديل الدمغة التقليدية للذهب إلى دمغة "ليزر" في تقليل معدلات غش الذهب التي وصفها بأنها قد كثرت بشكل ملحوظ خاصة في عدد من محافظات مصر مثل بني سويف والفيوم بسبب انتشار ورش صناعة  الذهب الصغيرة.

وتابع أن ما يميز دمغة "الليزر" هو صعوبة تزييفها، وذلك على عكس الدمغة التقليدية التي أصبح هناك محترفون في تقليدها خاصة في المناطق الصناعية الصغيرة التي يصعب وصول السلطات إليها.

وأضاف أنه سيعد إنجازًا كبيرًا وانفرادًا إذا استطاعت مصر تطبيق تلك الدمغة الجديدة "الليزر"، مشيرًا إلى أن دول العالم تستخدم طرق أخرى في توثيق مصوغاتها ربما تكون أقل  تطورًا من الطريقة التي تنوي مصر تنفيذها مثل اكتفاؤها بوضع ختم مميز لكل شركة مُنتجة مثلما يحدث بالمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة، حيث شركات الذهب هناك محدودة ومعروفة. 

 

سهولة التقليد 

واتفق معه محمود حسين مالك أحد محال الصاغة بمنطقة ميدان الجامع بالقاهرة، والذي أكد أن الدمغة التقليدية كانت تتسبب في العديد من المشكلات يأتي أولها سهولة التقليد وبالتالي الغش، وكذلك تشويه القطعة الذهبية، وهو الأمر الذي يرفضه العديد من المستوردين، وبالتالي يمثل إحدى مشكلات تصديرنا لهذا المعدن النفيس لأننا من أكثر الدول إنتاجًا له.

أما عن تأثير ما تم تداوله على عمليات البيع والشراء في السوق، أكد محمود أنه لا صحة لما أثير ببعض المواقع الإخبارية، وتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي بخصوص توقف عمليات بيع وشراء المشغولات الذهبية التي تم دمغها بالطرق التقليدية مع سعي وزارة التموين استبدالها بالدمغة بالليزر. 

بينما قال صلاح عبد الهادي نائب شعبة الذهب السابق في حديثه لـ"الدستور" أنه هناك العديد من دول العالم لا تستخدم أيًا من الدمغات على مشغولاتها الذهبية، ولكن تكتفي بالتفتيش مشيرًا إلى أنه والعديد من التجار كانوا قد قدموا اقتراحًا إلى الغرفة  التجارية باستبدال الدمغة التقليدية "بباركود" مميز يسهل استخدامه، ولكن لم تطبق هذه الفكرة إلى أن ظهر قرار الدمغة "الليزر" والتي تشبه "الباركود" .

أما عن تطبيق تلك الدمغة الليزر فأوضح عبد الهادي أنه في حال تم فسيكون إنجازًا كبيرًا، وذلك لصعوبة تحقيقه إلى حد كبير حيث أنه من المفترض في حال تطبيق هذه الدمغة، أن تصك كل قطعة ذهبية بالسوق بها، وهو ما يتطلب جهد ووقت وكذلك تكلفة كبيرة. 

وأكد نائب شعبة الذهب السابق أنه لا داعي لقلق المستهلكين على الإطلاق من عدم شراء مصوغاتهم ذات الدمغة التقليدية من قبل التجار موضحًا أن أمر استبدال الدمغة سيستغرق وقتًا وأنه إلى أن يتم ذلك فعملية الشراء والاستبدال للذهب القديم لن تتأثر على الإطلاق.

 

ما هو نظام تكويد المصوغات الذهبية

ويعتبر نظام تكويد الذهب (QR كود لكل قطعة) عبارة عن إقرار شهادة ميلاد لكل قطعة ذهبية، وبصمة خاصة بها لا يمكن تكرارها، وبه تٌسجل كل قطعة ذهبية على قاعدة بيانات مصلحة الدمغة والموازين، ويتضمن كل كود بيانات تتعلق بمكونات القطعة وزنها ونوع الجرام واسم المصنع وبياناته الضريبية.

وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، فقد سجلت مشتريات المصريين من الذهب مستوى قياسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2021، حيث سجلت 32 طنا، كما ارتفع حجم الإنفاق على المجوهرات بنحو 60% ليتجاوز 19 مليار جنيه.