رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تنقلت بين المهن دون جدوى.. «فتحية»: حياة كريمة فتحت لي باب الأمل

حياة كريمة
حياة كريمة

عديد من الأسر في القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا تعاني من انعدام الدخل الشهري؛ ما يؤدي لوقوعهم في كثير من المشكلات على مختلف الأصعدة التعليمية، الاجتماعية، الثقافية، الصحية، ويخلف ذلك تأثيره على الأطفال وانتشار الجهل، والمرض.

هذا ما سعت مبادرة “حياة كريمة” للحد منه من خلال تقديم يد العون لهم عن طريق تمويلهم للبدء بمشروعات صغيرة أو توفير معاش تكافل وكرامة وغيرها من سبل الدعم، وعليه قالت فتحية عبدالمتجلي، إحدى القاطنات في قرية الناصرية، التابعة لمحافظة الفيوم، 50 عاما، إن “زوجها هرب منذ حوالي 5 سنوات، ولا تعرف طريقًا له، تاركًا لها 3 فتيات تتراوح أعمارهم ما بين 15، 17 ، 19 عام، دون أن يترك لها جنيهًا واحدًا في المنزل، الأمر الذي جعلها تمد يدها للصدقات والنفحات التي يعطيها أهل الخير لها”.
تابعت: حاولت خلال السنوات الماضية العمل في المنازل، لكنني لم أكن مناسبة لهذه المهنة، إذ وقفت الـ 50 عام عائقًا أمامي، حاولت العمل في كل مكان لكنني لم أجد فرصة، وظللت أعيش على الإعانات الشهرية التي تقدمها الجمعيات الخيرية، وطالما بحثت عن زوجي، لأجده في أي مكان ويتشارك معي هذا العبء، لكنني لم أجده، ما دفع البنات للعمل في كل المجالات فمنهن من عملت في أحد المحال التجارية، والأخيرتين عملن في مصنع ملابس، ما جعلهم يتعلمون طريقة قص القماش، وتخيطه، وتصميمه.
استكملت، ظلت حياتهم على هذا الحال، وترك الفتيات دراستهم، لأنهن لم يستطعن التنسيق بين العمل والدراسة، معلقه:" كنت أدعوا الله يوميًا أن ينقذنا من هذه الدوامة التي هدت كل ما بنيناه طوال حياتنا، وأن تحدث المعجزة ويظهر الأب أو ينجيهم الله من هذا الضياع".
أوضحت، أنها فور أن رأت شعار «حياة كريمة»، أخذت تبكي وتحمد الله؛ لأنه استجاب لها، وأرسل له جنود لنجدتها هي وبناتها، وجلست معهم وشرحت حال أسرتها، والمشكلات التي تواجهها، وترجتهم أن يحموا بناتها من هذه الدوامة، وألا يتركوها، معقبه:" وعدوني أنهم مش هيسبونا".
أشارت إلى أنهم سألوها أن كانت تستطيع إدارة ورشة خياطة، وأجابت بالقبول؛ لأنها كانت تعمل بهذا المجال قبل زواجها، ولديها فتاتين لديهن خبرة في هذا المجال، وتم أخذ صورة بطاقتها، وأخبروها أن تتوافد في اليوم التالي لبنك ناصر، للتقديم على تمويل مشروع متوسط، أو صغير، أو متناهي الصغر، وأكدوا أـنهم لن يتركوها إلا والمشروع قائم، ويحقق دخل يلبي احتياجاتها.
أكدت فتحية أنها كانت تشك في تنفيذ المشروع وقبول حصولها على القرض، إلا أنها حصلت عليه بمميزات تناسب وضعها وحالتها، وبالفعل تم بدء العمل بالورشة، وساندتها فتياتها في هذا المشروع، الذي اعتبروه مشروع عائلتهم بأكملها، وبعد ثلاثة أشهر تم حصد أول ثمار للمشروع، وعادت الفتيات للدراسة من جديد.
أضافت أن الرئيس عبدالفتاح السيسي جندي من جنود الله في الأرض، ومبادرة «حياة كريمة» بمثابة بوابة كبيرة لنجدة الأهالي وإنقاذهم من ضغوط الحياة وتقلباتها التي لم يسلم منها أحد، ووجهت الشكر للقائمين على المبادرة الرئاسية بالمحافظة لعملهم الدءوب على مساعدة الأهالي، وتلبية كافة احتياجاتهم في أسرع وقت ممكن، منوهة أن المبادرة تنظر لكافة الأزمات التي يتحدث عنها الأهالي سواء كانت عامة أو خاصة.