رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتراح برغبة لمناقشة ظاهرة التغيرات المناخية فى مجلس الشيوخ

محمود بكري عضو مجلس
محمود بكري عضو مجلس الشيوخ

قدم النائب محمود بكري، عضو مجلس الشيوخ، اقتراحًا برغبة لمناقشة ظاهرة التغيرات المناخية.

وجاء في اقتراح النائب أن البشرية تواجه اليوم أكبر تهديد بالتاريخ، "التغير المناخي"، الذي يكاد يكون مصطلحًا لا يعني الكثيرين في مصر، ولكن تأثيرها كبير وخطير على حياة الإنسان.

وأضاف: فقد باتت ظاهرة التغير المناخي واحدة من أهم القضايا التي تشغل دول العالم، بسبب تداعياتها وتأثيراتها على البيئة، التي تشكل في مجملها خطورة على حياة الإنسان، لما ينتج عنها من ظواهر مثل الجفاف نتيجة تأثر الموارد المائية بتغير المناخ، والتصحر الذي يعني تحول رقعة الأراضي الزراعية إلى صحراء، إضافة إلى غرق كثير من المناطق نتيجة ارتفاع منسوب البحر، فضلًا عما أشارت إليه اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من وجود علاقة وثيقة بين تلك الظاهرة وانتشار الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا والملاريا... وغيرها، إلى جانب اندلاع الحرائق في الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتأثيرها على الأمن الغذائي للسكان في عدة بلدان، فوفقًا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الصادر عام 2019، فقد عانى أكثر من 820 مليون شخص من الجوع بفعل تغير المناخ.

وأشار إلى أنه في دراسة حديثة أجراها أحد خبراء الأرصاد الجوية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج، ناقش فيها دلائل تلك الظاهرة بمنطقة الخليج، كشفت عن أن الظاهرة أصبحت ملموسة في الواقع، مدللًا على ذلك بزيادة درجات الحرارة، وارتفاع معدلات العواصف والأعاصير والمنخفضات الجوية المتعمقة، وسقوط الثلوج.

وأضاف: وتشير الدراسات التي اهتمت بتحليل أسباب تغير المناخ إلى أن هناك مسببات طبيعية لتلك الظاهرة- لا دخل للإنسان فيها– مثل البراكين، وسقوط النيازك الكبيرة، إلا أن السلوك البشري غير الرشيد عامل أساسي من العوامل المسببة لتلك الظاهرة، بما يتضمنه من حرق الوقود والمخلفات وعوادم السيارات والمولدات الكهربائية التي تنتج عنها غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، الميثان، والتي من شأنها مضاعفة تلك الظاهرة، فضلًا عن سلوكيات أخرى مثل قطع الأشجار والغابات التي تحد من هذه الملوثات الغازية، والبناء على الأراضي الزراعية وتجريف التربة، وهي في مجملها ناتجة عن غياب الوعي البيئي، ما يعني أن نجاح الدول في مواجهة تلك الظاهرة أمر يرتبط بوعي مواطنيها، وترشيد سلوكهم البيئي.

وأكد أنه على الرغم من معاناة أغلب فئات المجتمع المصري من موجات الحر والتصحر وتدني المحاصيل الزراعية وفقدان التنوع البيولوجي وارتفاع مستوى مياه البحر والأمطار الكثيفة وتساقط الثلوج لا يزالون بعيدين عن الوعي بحجم الكارثة التي يواجهونها، والسبب هو قلة المعرفة العلمية لدى أغلب الشباب والمواطنين بملفّ التغيرات المناخية والتلوث.

وأضاف: ومع ذلك لازالت مواجهة التغير المناخي أمرًا ممكنًا، فبعد إجماع العلماء على حقيقة وتأثير التغيّر المناخي، قام الخبراء العلميون والسياسيون بتطوير مجموعة من الحلول لمواجهة التغير المناخي، وتندرج هذه الحلول تحت فئتين رئيسيتين، هما: التخفيف من حدة التغير المناخي، ويهدف الخبراء هنا إلى إبطاء معدّل التغير المناخي عبر خفض معدلات انبعاثات الغازات الضارة، والفئة الثانية هي التكيّف، والتي يهدف بها الخبراء إلى إنشاء تجهيزات متقدمة لمساعدة البشرية على التكيّف مع آثار التغيّر المناخي، ونحن في أشد الحاجة إلى المضي قدمًا في الطريقين، واللذين يواجهان تحديات كبيرة أهمها محاولة إقناع البشر بإحداث طفرة وتغيير كبيرين في أسلوب حياتهم الحالي، بالإضافة إلى حثهم على إعادة تقييم علاقتهم المباشرة ببيئتهم العمرانية المحيطة .

وأكد أنه خلال جلسة التغيرات المناخية بمنتدي شباب العالم في نسخته الرابعة بشرم الشيخ، تكشفت حقائق خطيرة حول وضع الكرة الأرضية، وما ستتعرض له من مخاطر خلال الثماني سنوات القادمة إذا لم يتحرك العالم لمواجهة تداعيات الانبعاثات التي تلوث المناخ، كما أكد علي ذلك جون كيري، وزير الخارجية الأسبق والمبعوث الأمريكي للمناخ، في كلمته للمنتدي، وكذلك ما كشف عنه مساعد وزير الخارجية المصري لشئون البيئة، والذي قال في كلمته حول التغيرات المناخية أنه في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلي 5,3 تريليون دولار، فإن قيمة المبالغ الجاري تجميعها لا تتجاوز 600 مليار دولار، محذرًا من تأثيرات هذا النقص علي تفاقم المخاطر البيئية حول العالم.

وأعلن النائب محمود بكري تقدمه بهذا الاقتراح برغبة، مطالبًا بإدراج مقرر أو مادة "التربية المناخية" في برامج التعليم في مصر، واعتماد منهج لتدريسها بعيدًا عن الطرق التقليدية للتدريس التي تعتمد على التلقين والحفظ، حيث تستوجب "التربية المناخية" اعتماد مقاربة منهجية في تدريسها مبنية على دعم علاقة التلميذ بمحيطه الطبيعي وتمكينه من الأسس العلمية للتنمية المستدامة بصفة تدريجية، أي بداية من المرحلة الأساسية مرورًا بالمرحلة الإعدادية وصولا إلى المرحلة الثانوية، والهدف من إدراج هذه المادة هو ترسيخ ثقافة التربية البيئية منذ الطفولة وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ على  البيئة ومواجهة آثار "التغيرات المناخية"، كما سيعمل هذا المشروع التربوي الجديد على الموازنة من جهة بين الترفيهي والثقافي وبين النظري والتطبيقي من جهة أخرى، كما طالب بإدراج هذه المادة في برامج التعليم العالي والجامعات لتوعية الشباب الجامعي بظاهرة "التغيرات المناخية" وتداعياتها على البيئة وحياة الإنسان.