كيف أرخت كتب التاريخ علاقة طه حسين واليهود فى مصر؟

علاقة الدكتور طه حسين (15 نوفمبر 1889 - 28 أكتوبر 1973م) عميد الأدب العربي باليهود فى مصر مستهل القرن الماضي وتحديداً فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى ؛ حافلة بالتأويلات – فما بين اتهامه بموالاة الصهيونية وتفنيد هذا الاتهام باعتبار ان موقفه من يهود مصر  أمراً طبيعيا وأبن سياقه -  آرخت كتب التاريخ لهذه العلاقة بين طه حسين واليهود فى مصر منذ أن تركوا أوروبا وقت اجتياح النازية مجئياً.

طه حسين .. عميد الأدب الذى سكت قلمه من أجل الترويج للصهيونية 

أن يكون الدكتور طه حسين داعماً للصهيونية ومروجاً لمشروعاتهم ومخططاتهم الاستيطانية تذهب الدكتورة عواطف عبد الرحمن، أستاذة تاريخ الصحافة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة عبر كتابها "اليهود المصريون والحركة الصهيونية" الصادر عن كتاب "الهلال" عام 2017 إلى أن الدكتور طه حسين عندما قبل رئاسة تحرير مجلة "الكاتب المصرى" ياتى فى إطار ضمان إسكات الأقلام والألسن المصرية الممثلة فى القيادات الفكرية والثقافية عن محاولة توجيه اللوم أو الهجوم على اليهود أو إثارة القضية الفلسطينية على صفحات الجرائد المصرية؛ لأن ذلك سيجرهم إلى مهاجمة اليهود وكشف أهداف الحركة الصهيونية؛ بحسب ما ذهب إليه بعض المؤرخين فى مصر.

تعاون طه حسين مع اليهود أبن سياقه التاريخي

يتبنى الدكتور محمد أبو الغار فى كتابه "يهود مصر من الازدهار إلى الشتات" رؤية مغايرة لما ذهبت إليه الدكتورة عواطف عبد الرحمن عن علاقة الدكتور طه حسين باليهود فى مصر فى اوائل القرن العشرين؛ حيث أكد على أن رئاسة تحرير مجلة "الكاتب المصرى"؛ ويقول "أبو الغار" :" كان أصحاب مجلة "الكاتب المصري" سبعة شركاء كلهم من اليهود بقيادة عائلة هرارى، ونحن إذا نظرنا إلى هذا الأمر بعين القرن الواحد والعشرين وفكره ربما يصعق البعض من موقف طه حسين ولكن بفكر الاربعينات الليبرالى، مع اعتبار وضع اليهود المصريين بوصفهم مواطنين فإن الأمر يعد طبيعيا"؛ هنا ينتهي الدكتور "أبو الغار" من توجيه أصابع الاتهام الى الدكتور طه حسين بموالاته ودعمه الصهيونية، رغم ان كتابه صدر أولاً عام 2015 عن دار الهلال قبل صدور كتاب د. عواطف عبد الرحمن عن نفس الدار.

عبد اللطيف عبد الحليم يكشف عن مصادر تمويل المجلة

فى دراسة ثرية قدمها الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم، الأكاديمي رئيس مجلس قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم، ثم وكيل الكلية فيما بعد، والشاعر أيضاً نشرتها مجلة "الهلال" عام 2000 عن مجلة "الكاتب المصري" كشف "عبد اللطيف" عن مصادر تمويل مجلة "الكاتب المصري"، قائلاً: "لغطاً أثير حول هذه المجلة، وجهات تمويلها وقد رد عليه طه حسين فى أوانه، وتتعلق القضية بتمويل آل هرارى لها وهم من اليهود المصريين، وهى شبهة واردة، حيث توقفت المجلة سنة 1948 سنة الهزيمة العربية النكراء فى فلسطين، وجاء رد طه حسين ساخراً جداً حين ذكر انه يخدم الصهيونية لأنه أحيا الأدب العربى القديم وأشياء تتصل بعلوم القرآن الكريم، وأرجع التهمة إلى المنافسة التجارية والضغينة السياسية والحسد البغيض، وذكر أنه لم يقبل العمل إلا بعد أن استقصى وأحسن الاستقصاء، وتبين أن الأمر لا يتصل ولا يمكن أن يتصل بالصهيونية.