رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراه.. أبرز المعلومات عن القديس باسيليوس الكبير

 الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، ذكري رحيل القديس باسيليوس الكبير واضع القداس الباسيلي، وصاحب كتابي 6 أيام الخليقة وحديث إلى الشباب، و قال ماجد كامل عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، أنه يعد القديس باسيليوس الكبير "329- 379 "واحدا من أهم أعمدة الكنيسة في الخمسة قرون الأولي ولقد أطلق عليه المؤرخون هو والقديسين ذهبي الفم وغريغوريوس الناطق بالإلهيات لقب "الأقمار الثلاثة ".

- حياته

وأضاف عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي،  ولد القديس باسيليوس الكبير في مدينة قيصرية الكبادوكية عام 329، وكان والده يعمل أستاذا للبلاغة (ومنه تشرب أول مبادئ الفصاحة والبلاغة ) أما والدته فتدعى إميليا، وهو من عائلة قديسين فأخوه هو القديس غريغوريوس أسقف نيصص وأخيه الأخر هو القديس بطرس أسقف سبسطية أما أخته فهي القديسة ماكرينا وكانت رئيسة دير للراهبات، درس القديس باسيليوس الآداب والفلسفة والبلاغة في قيصرية كبادوكية والقسطنطينية وأثينا، وعمق هذه الدراسات بالكتاب المقدس والعلوم اللاهوتية، ولقد أثرت امتزاج الثقافتين "الدينية والدنيوية" في تعاليمه.

- زيارته لمصر 

وواصل "كامل" قام بعمل عدة جولات سياحية في مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين،  وزار الأديرة المصرية وتعرف علي رهبانها ونظامها وكان أحد الحلقات الهامة في الربط بين الرهبنة المصرية والرهبنة الأوروبية. 

 تمت رسامته قسا في عام 364 م،  وبعد 6 سنوات تمت رسامته أسقفا "عام 370 م" على قيصرية الكبادوك وذلك بعد منافسة قوية مع أشخاص آخرين كان الإمبراطور يساندهم

- المشاكل التي واجهته في أسقفيته


1- الأساقفة القدامى 

أول فريق ناصبه العداء هم الأساقفة الذين كانوا معارضين لرسامته أسقفا، وكانوا يعاملونه باستخفاف مظهرين له العداء ولكنه استطاع أن يكتسب ودهم بالحكمة والحزم والوداعة.

2- تقسيم كبادوكية

صممت حكومة الإمبراطور على تقسيم الإمبراطورية إلى قسمين، وكان هدفهم من ذلك هو تقليص نفوذ القديس باسيليوس الكبير، وقام الإمبراطور برسامة أسقف مناؤي للقديس وحدثت منازعات كثيرة بين الأسقفين حول حدود اختصاصات كل منهما.


3- الإمبراطور فالنس

 وهو أصل كل المشاكل و أكبرها  فهو أساسا أريوسي  النزعة، حاول إحلال الأريوسية محل الأرثوذكسية، فأرسل رسول إلى القديس يدعي "مودستوس" يخيره فيها بين أمرين، أما العزل أو الخضوع للأريوسين، فرفض القديس الاختيارين فازداد الرسول وقاحة وهدده أما بمصادرة أملاكه أو النفي أو التعذيب أو الموت، فرد عليه القديس أما عن المصادرة فليس لديه ألا هذه الخرق وهذه المجموعة من الكتب، أما عن النفي فللرب الأرض وملؤها وجميع الساكنين فيها، أما عن التعذيب فهو لا يفيد جسدا قد مات بالفعل أما عن الموت فهو الصديق الحقيقي الذي سيصحبه في رحلته الأخيرة إلى السماء؛ ازداد الرسول غضبا أكثر

 وذهب الرسول "مودستوس" إلى  الإمبراطور وأبلغه  بالأمر  وطلب منه استعمال العنف ضد القديس فرفض الإمبراطور في البداية خوفا من نفوذ القديس، ولكنه إزاء الضغط الواقع عليه من الحاشية اصدر أمرا بنفي القديس ورتب أن يكون الأمر ليلا تجنبا لثورة الغضب الشديد ولكن مرض ابن الإمبراطور مرضا شديدا نصحه الأصدقاء  انه لن يشفي ألا إذا طلب من صلوات القديس فاشترط عليه القديس أن يتم عماده أرثوذكسيا  بعد شفاؤه وبالفعل شفي الطفل بصلوات القديس ولكن الإمبراطور لم يلتزم بوعده وعمد الطفل علي  يد أسقف اريوسي مما أدي إلى انتكاسة حالته مرة ثانية ووفاته .
أما عدوه القديم "مودستوس" فلقد أصيب بمرض عضال فقصد القديس طالبا صلواته وبالفعل صلي له وطلب له الشفاء ليصبحا صديقين حميمين بعد ذلك .

- متاعبه الأخيرة

 وأوضح "كامل"، أنه في سنوات أيامه الأخيرة عاني من كثير من المتاعب أولا وفاة صديقه الحميم القديس أثناسيوس الرسولي عام 373 وبعدها بعام واحد توفي والد  صديقه الحميم القديس غريغوريوس النزينزي عام 374، (وهو كان أسقفا وقديسا ويدعي غريغوريوس أيضا)، ثم عقد الآريوسيون مجمعا ضد القديس غريغورس أسقف نيصص "أخيه الصغير حسب الجسد"  وحكموا عليه بعزله ونفيه حتى نياحته.

وتكاثرت عليه الأمراض في أيام حياته الأخيرة، حيث اشتد عليه مرض الكبد وعاني كثيرا من آلامه ؛كما سقطت جميع أسنانه، وحاول بعض الأطباء علاجه بالماء الساخن ولكن لم يجدي هذا العلاج كثيرا حتى رحل  في  عام 379.