رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخميس.. آخر موعد للتقديم في ورشة «مقاطع ساكنة» بوكالة بهنا الثقافية

مقاطع ساكنة
مقاطع ساكنة

أطلقت وكالة  "بهنا" الثقافية بالإسكندرية، فرصة للتسجيل  في برنامج "مقاطع ساكنة/ أزمان مجردة" وهي ورشة عمل بحثية تسعى للتفكير في أشكال النظر والتفاعل والنقد والكتابات حول السينما والصور المتحركة، على مدار ثلاثة أسابيع خلال الفترة من 30 يناير – 16 فبراير بواقع 4 جلسات أسبوعيًا أيام الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع مع الناقد السينمائي التونسي طاهر الشيخاوي، ويستمر التقديم حتى يوم 20 يناير 2022. 

كانت مساهمات جيل دولوز حول السينما في منتصف الثمانينات من القرن الماضي بمثابة تطور حاسم للغاية في مجال نظرية السينما منذ ذلك الحين، فقد تراوحت محاولات التفكير في الفعل السينمائي، السابقة عليها منذ الحرب العالمية الثانية، سواءً في مظهريه الأداتي والنقدي؛ ما بين العديد من المقاربات الواقعية والظاهراتية واللغوية والنفسية، التي افترضت بشكل مباشر أو غير مباشر حالة التمثيل، بحيث تقع السينما في إطار الحركة المزدوجة التي يصبح فيها الإنسان موضوعًا في نفس الوقت الذي يصبح فيه العالم صورة، لتبقى عملية الإدراك الذاتي/ الطبيعي هي النموذج المرجعي للتفاعل معها.

في المقابل، تمثل مشروع دولوز في استخلاص جوهر السينما، والاشتغال على الشكل السينمائي كوسيط لإنتاج المفاهيم الفلسفية، طريقة للتفكير في العالم، ووصف ما قد يخص السينما حصريًا، وتحليل كيف وبأية أوضاع فردية تفكر السينما في الصور نفسها، بحيث يقدم تصنيفًا لأنواع مختلفة من الصور السينمائية، دون الادعاء بأنها شاملة، تأخذ في الاعتبار التاريخ الكامل للسينما، وتؤسس لشكل متفرد لحالة الإدراك السينمائي.

هكذا قد يبدو راهنًا في غمرة الصور الرقمية المتدفقة حولنا اليوم محاولة استدعاء تلك الأطروحات التي وضعها دولوز في مواجهة أسئلة جديدة، فلا يمثل التعبير بين صورة الحركة وصورة الزمن مجرد تعبير داخلي في تاريخ السينما فحسب، بل يمثل أيضًا ارتباطًا بين السينما والفنون الأخرى وحالة معينة من العالم، ومن تصنيف دولوز للصور يظهر تاريخ السينما كتاريخ للقضايا الجمالية والسياسية والفلسفية ككل، فما هي الطرق التي يمكن أن تظل السينما مناسبة لها، وما هي الأشكال والذاتيات الجديدة التي قد تتطلبها، وما هي التحولات التي وقعت لحالة الإدراك السينمائي بتبدل مسائل المكان والزمان والصورة والأخلاق الآن؟

فعبر مجموعة من الأنشطة الجماعية والتشاركية المختلفة بقراءات لمختارات من نصوص دولوز حول السينما وكتابات أخرى حول تواريخ نظرية السينما، ومشاهدات لأفلام كتب عنها دولوز أو أخرى معاصرة يمكن أن تتقاطع معها، ونقاشات مشتركة مع الناقد طاهر الشيخاوي، وعمليات البحث الجماعي والتفكير عبر السينما وتاريخها وخلق المفاهيم والتمعن في الشكل والجماليات السينمائية والسينما كإنتاج معرفي؛ نحاول النظر في مسارات معاصرة تتمثل فيها تلك الأفكار اليوم عبر أشكال النقد والكتابة والتفاعل مع الصور المتحركة، وتتوجه الورشة إلى صناع الأفلام والصور المتحركة والنقاد والباحثين والمبرمجين والكتاب المهتمين بالسينما عمومًا.

عن طاهر الشيخاوي من مواليد 1954، ناقد ومبرمج تونسي، تخرج من دار المعلمين العليا بتونس، عمل كأستاذ مساعد بكلية الفنون والآداب والعلوم الإنسانية بمنوبة، حيث درّس الآداب والحضارة الفرنسية وتحليل الأفلام وتاريخ السينما، قدّم العديد من الكتابات حول السينما في جرائد ومجلات مختلفة في تونس وفي العالم، كما أدار العديد من الدورات التكوينية. نشّط منذ سنوات العديد من نوادي السينما، وهو عضو مؤسس للجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي ورئيسها لعدة سنوات، أدار في التسعينات مجلة "سينيكري" بتونس، رئيس جمعية "أرخبيل الصور" بفرنسا، ومندوب اللقاءات الدولية للسينمات العربية، ويعمل مؤخرًا كمبرمج ومكلف بالتكوين في مهرجان السينمات الأفريقية بمدينة آبت في فرنسا.