رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي جمعة: توليد العلوم منهج مناسب للخروج من الأزمة الطاحنة التي تمر بها الأمة

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن العلم واضح  سينسب إلى أول من ألف فيه، ولو ألفت جماعة مرة واحدة فسيحدث نزاع أيهم ألف أولاً، ونرجع إلى حلاوة النقاش العلمي والخلاف الثري الذي كان يحرك العقول ويربي النفوس على قبول الرأي الآخر.

وأضاف “جمعة” عبر صفحته الرسمية اليوم: أن الطلاب والعلماء يدربوا على البحث وترتيب الأدلة واستجلاب البراهين وبيان جهة دلالتها، ويخرج العقل المسلم من إسار التقليد والجمود والأزمة الفكرية التي يمر بها إلى نوع آخر من العمق في الفهم والوعي بما يجري حوله، والقدرة على أن تهيئة الأجواء لعودة المجتهدين العظام مرة أخرى قادرين على عرض ما عندهم بالمنطق والبرهان الذي يوافق عليه الجميع حتى ولو لم يتخذوه سبيلا لهم، ولكن يحترمون المنهج ويؤكدون على صحته بغض النظر عن النتائج ومشارب البشر.

وتابع “جمعة”: الحقيقة إن العلم لا يولد كاملا حتى علم العروض الذي ضبط به الخليل بن أحمد الفراهدي الشعر العربي لم يولد كاملا بالرغم من أنه كان شبه كامل إلا أننا رأينا الأخفش وهو يضيف إليه بحر المتدارك، ورأينا علماء هذا الفهم ينشئوا أوزانا أخرى، صحيح إنه لم يتكلم بها العرب، ولم ينقل من شعرهم شيء على أوزانها إلا أنها زادت في العلم، ووسعت من مفهوم الشعر كما أورده الدمنهوري في كتابه الكافي في العروض والقوافي.

وأضاف: توليد العلوم منهج مناسب للخروج العملي من الأزمة الطاحنة التي تمر بها الأمة، ومن منهج الصالحين أنهم ذهبوا إلى العلم بكل فنونه وأنواعه عندما هجم التتار على بلاد المسلمين، وكانت لا تزال مدن تحت سيطرة الصليبيين، ولندرس نموذج الإمام النووي الذي كان يعمل عشرين ساعة في اليوم لحفظ العلم ونقله لمن بعده، حتى إنه لم ينم على جنبه لمدة عامين، ولم يتزوج لكثرة انشغاله بالعلم حتى مات صغيرا لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره بحساب السنة الهجرية، ولنذكر نموذج النويري  في (نهاية الأرب) والقلقشندي في (في صبح الأعشى) وابن منظور في (لسان العرب)، وغيرهم من أصحاب الموسوعات وكيف واجهوا الطغيان والعدوان وتقلب الزمان.