رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: أولياء الله ليسوا معصومين

على جمعة
على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، توجد قاعدة من قواعد الطريق إلى الله تعالى : وهى أن الكريم إذا وهب الإنسان هبة معينة، بأن أعطاه سراً من الأسرار، أو أكرمه بنور من الأنوار، أو فتح عليه بفتح من الفتوح، أو علمه قضية من القضايا، أو رقاه إلى مقام من مقامات العبودية فإنه سبحانه لا يسلبه، ولكن قد يسلب ثوابه والعياذ بالله، وهذا يسمى الخذلان نعوذ بالله منه، ولذلك فإن أولياء الله ليسوا معصومين، بل هم معرضون تحت قدر الله - سبحانه وتعالى - للمعصية, ومعرضون أيضاً للسلب, والسلب هنا هو سلب المكانة وليس سلب المقام, يعنى تجده هو نفسه يشعر بما يشعر به ولكنه يسلب، بمعنى أنه عندما عصى الله تعالى، وأصر على عصيانه، فإن الله - سبحانه وتعالى - يسلب منه ثوابه، يوقف الثواب، لكن ما وصل إليه من مقام فإن الكريم إذا وهب ما سلب.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية: قائلا : المقام مستقر والحال متغير، الحال يرد على الإنسان ويزول, يأتى ويذهب، وهذه الأحوال نجد القلب يمتلئ بها فجأة، ثم بعد ذلك تزول أيضاً فجأة, أي كلمة الحال كلمة تعنى التغير، والزوال بسرعة، وعدم الاستقرار، والإتيان بطريقة مفاجئة، والذهاب عن القلب بطريقة مفاجئة.

وأضح : الأحوال هذه تأتي أيضاً من الواردات، يعنى أن الواردات من قبيل الأحوال، فالإنسان وهو جالس يجد فى قلبه أنه لابد عليه أن يتوب، فهذا وارد، ويجد أنه لابد عليه أن يراقب الله فى أعماله، فهذا وارد، ويجد أنه لابد عليه أن يخلي قلبه من القبيح، فهذا وارد، أو أن يذكر بالذكر الفلاني، فهذا وارد، أو أن يمتنع من الشئ الفلاني، فهذا وارد من الواردات، ثم يزول هذا الأمر، وتزول الرغبة فيه، وينتهي، ويتحول، ولذلك سمى حالاً، ودوام الحال من المحال.

وأضاف "جمعة" الكلام هذا الذي نتكلمه هو أصله فى الطريق من كلام العلماء والمشايخ، ثم شاع فى الناس بعد ذلك: ( دوام الحال من المحال ) { وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } ، ولكن أصلها لما ظهرت شاعت من طريق الصوفية ( دوام الحال من المحال ) .. لماذا ؟ لأنه حال، ولو بقى ما كان حالاً، ولا يكون حينئذ دوام حال بل يكون دوام مقام، فالمقام شأنه الدوام، والثبات، والاستقرار، وعدم السلب.