رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضبط 1600 عبوة.. مَن يحكم فوضى الأدوية البيطرية في مصر؟

الأدوية البيطرية
الأدوية البيطرية

لا ينكر أحد أن هناك فوضى تعم الصيدليات البيطرية والأدوية المتداولة بها، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة محاربة تلك الفوضى على الأصعدة كافة، من خلال عمليات الضبط المتكررة لشحنات ضخمة من الأدوية.

بالفعل تخوض جهات الدولة الرسمية معارك متعددة لوقف فوضى الأدوية البيطرية، وأسفرت بالفعل العديد من الحملات عن نتائج إيجابية، إلا أن الأزمة لازالت قائمة بسبب وجود صيدليات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

واتساقًا مع ذلك، قامت الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات بحملة مُكبرة بنطاق مديرية أمن دمياط، لضبط المخالفات والقضايا المتنوعة، وأسفرت جهود الحملة عن تحقيق العديد من النتائج الإيجابية.

وضبطت الحملة عيادة بيطرية، ومركز للخدمات والمستلزمات البيطرية، وشركة للتنمية الزراعية شركة للمواد الغذائية، وجميعها تعمل بدون ترخيص.

وبلغت المضبوطات المضبوطة (طنًا واحدًا و1750 عبوة أسمدة ومخصّبات ومبيدات - 2.5 طن أعلاف – 1600 عبوة أدوية بيطرية مختلفة الأحجام – 10 أطنان و1500 كرتونة مواد غذائية) متداولة جميعها بدون ترخيص.

وبالفعل هناك صيدليات بيطرية تعمل خارج الإطار القانوني من خلال بيع أدوية تم حظرها من قبل هيئة الدواء، لتحقيق ربح مادي ولذلك قامت "الدستور" بمغامرة للاتفاق مع أحد تلك الصيدليات لشراء أدوية تم حظرها منذ شهور.

في إحدى الصيدليات البيطرية على موقع "فيس بوك" قامت "محررة الدستور" بالانضمام إلى مجموعة تتاجر في الأدوية البيطرية، وطلبت دواء "تيلوزين" (مضاد حيوي محظور من قبل شعبة الأدوية) وبعد مرور حوالي 10 دقائق أرسل لها أحد الأطباء في تلك الصيدليات التي تبيع هذا الدواء، وقال أنه متاح.

وبالرغم من أنه حظر ذلك الدواء إلا أن الطبيب نصحها بأخذ دواء "تيلوزين" السائل، حيث كان موقعه في محافظة البحيرة ويتم التوصيل من خلال مندوب إلى كا محافظات مصر، ووصل سعر الدواء إلى 12 جنيهًا للعلبة إضافة على 100 جنيه للشحن.

وللأدوية البيطرية المحظورة ضحايا كثيرون منهم إبراهيم عامر، مربي دواجن، والذي أوضح أن كل المضادات الحيوية أصبحت محظورة في الوقت الحالي على الدواجن والماشية بسبب التأثيرات السلبية التي تتضمنها على صحة الإنسان.

وأشار إلى أن تداول أدوية خارج الهيئات الرقابية أدى إلى خسائر متعددة للمربين إذ يلجأ البعض إلى استخدامها لضمان صحة الدواجن، مشيرًا إلى أنه ابتاع في أحد المرات أدوية من خلال إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أدت إلى نفوق 35 دجاجة و40 كتكوت في مزرعته.

أضاف: "خسرت مبالغ ضخمة وعدد من الحيوانات، فبالرغم من ضرورة محاولة الحفاظ على حياة الدواجن أو الحيوانات من خلال الأدوية، إلا أن كثير من تلك الأدوية يؤدي إلى وفاة الحيوانات بدل من إعطائهم صحة أفضل".

وتنص المادة الأولى للقرار الوزاري رقم 1616 لسنة 2000 الخاص بتنظيم بيع وتداول المستحضرات البيولوجية البيطرية، على أنه: "لا يجوز فتح مركز بيطري لبيع وتداول المستحضرات البيولوجية البيطرية (الأمصال واللقاحات) إلا بترخيص من الهيئة العامة للخدمات البيطرية ولا يصدر هذا الترخيص إلا إذا توافرت في المكان الشروط الصحية البيطرية".

وتختص الهيئة العامة للخدمات البيطرية وفقًا لقرار رئيس الجمهورية رقم 187 لسنة 1984، في "الحفاظ على الثروة الحيوانية وحمايتها من الأمراض التي قد تتعرض لها، وعليه تقوم الهيئة بالعمل على تحقيق استراتيجيتها وفق القوانين والقرارات المنظمة لذلك".