رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شفيق جلال فى أواخر التسعينيات: «الكاسيت يدمر الفن الشعبى»

شفيق جلال
شفيق جلال

شفيق جلال هو حالة فنية تمزج بين الطرب والأصالة، وخفة الظل والبساطة الغنائية، ويعد واحدًا من أشهر المطربين فى فترتى الأربعينيات والخمسينيات، وعزز شهرته بالمشاركة فى عدد من الأعمال السينمائية.

رحلة شفيق جلال بدأت من الطفولة، فقد اعتاد الغناء داخل الفصل الدراسى، ورغم أنه كان يُعاقب على غنائه بالضرب أحيانًا، لم يكن يتوقف عن الغناء، كما أنه تحمل المسئولية مبكرًا، وعمل منذ صغره فى صناعة الأحذية.

وشاء القدر أن تظهر موهبة «جلال» للنور عندما ذهب لحضور فرح أحد زملائه فى إحدى القرى، فاتفق معه الأخير على أن يغنى مقابل أن يعطيه ٢٠ قرشًا.

وغنى «جلال» وجمع «النقطة» فى طربوشه، التى وصلت إلى ١٠٠ قرش، حصل على نصف ذلك المبلغ والباقى أعطاه للعريس، وكان ذلك المبلغ يوازى الأجر الذى يحصل عليه من العمل فى الأحذية لمدة أسبوع كامل. بدأ الغناء فى كازينو بديعة مصابنى عام ١٩٣٥، حيث كان يؤدى مونولوجات سيد سليمان وإسماعيل ياسين ومحمد الكحلاوى، وفى عام ١٩٤١ التحق بإحدى الفرق الغنائية فى مدينة السويس، وغنى لمدة شهر كامل مع الفرقة نظير ١٠ قروش يوميًا، ثم بدأت العروض الغنائية تنهال عليه من الفرق الغنائية المختلفة، منها فرقة محمود شكوكو التى زار معها معظم مدن مصر وقراها. 

وعندما سطع نجم عبدالحليم حافظ، خفتت شهرة عدد من المطربين وكان من بينهم شفيق جلال، الذى ظل ١٠ سنوات يكافح لإعالة أسرته، لكن صدفة أعادته للحياة مرة أخرى، حينما تأخر «العندليب الأسمر» عن حفل غنائى فى حديقة «الأندلس» عام ١٩٦١، فاضطر المسئولون إلى إحضار مطرب بديل، وكان «جلال» هو المتاح ساعتها، فغنى فى ختام الحفل، بعدما انتهت وصلة المطربين الكبار. 

وحسب تقرير لجريدة «الجمهورية» عام ١٩٩٩، حذر «جلال» أكثر من مرة من ظاهرة انتشار شرائط الكاسيت، لأنه كان يرى أنها تجلب أصواتًا غنائية لا تصلح، إضافة إلى أغنيات رديئة، ولا يصح أن تكون ضمن أغانى الفن الشعبى.

وقال شفيق جلال وقتها: «يجب وضع حد لهذه الظاهرة المؤسفة فى حياتنا، فقد ازدادت تلك الموجة لدرجة أن تلك الشرائط أصبحت توجد فى كل مكان، ويجب تداركها قبل فوات الأوان حتى لا تدمر تراثنا الشعبى».