رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستفيدون من مبادرة «إفريقيا أقوى بصحة أفضل» يتحدثون لـ«الدستور»

مبادرة إفريقيا أقوى
مبادرة إفريقيا أقوى بصحة أفضل

لا ينكر أحد أن مصر أطلقت خلال السنوات القليلة الماضية عددًا لا بأس به من المبادرات الخاصة بالأفارقة والجاليات على أرضها، لا سيما المبادرات الصحية التي تسعى إلى تقديم الخدمات العلاجية المجانية لهم على أرض مصر.

وجنبًا إلى جنب تسير البرامج التي تطلقها مبادرة «حياة كريمة» سواء للمصريين أو للجاليات الإفريقية هنا، حتى يتساوى جميع المواطنين في حقهم بالعلاج لا سيما المجاني، حتى مع الأمراض التي تستلزم رحلة طويلة.

وكان آخر تلك المبادرات مبادرة «إفريقيا أقوى بصحة أفضل»، وانطلقت بالتعاون بين مؤسسة صناع الخير للتنمية ومؤسسة الحلم الإفريقي وتحت رعاية وزارتي التضامن والهجرة؛ لتقديم خدمات طبية ذات جودة وبالمجان لـ10 آلاف من الجاليات الإفريقية بمصر بمشاركة الهلال الأحمر المصري. 

محمد أحمد، ٣٥ عامًا، إفريقي من جمهورية تشاد، يعيش في مصر منذ 4 سنوات، قال عن المبادرة: «نحن جميعًا ندرك دور مصر منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، وهي تعتبر الحصن الحصين للأمة الإسلامية والعربية والإفريقية خاصة، ودومًا ما تعمد إلى مساعدة باقي الدول في كل المواقف والأزمات، إذ إن دور مصر في جميع المجالات معروف ومشهود للجميع، سواء التعليمي أو ما يتعلق بجانب التنمية أو الصحة فهي لم تترك مجالًا يساعد الأفارقة على حياة أفضل إلا قامت بإطلاق المبادرات والبرامج له لذلك فإن دورها لا يخفي على أحد».

كان محمد أحد الشباب الأفارقة الذين شاركوا في مبادرة الكشف على فيروس سي وأحد المستفيدين أيضًا من مبادرة إفريقيا بصحة أفضل، والتي يقول إنها شملت جميع التخصصات الطبية واستطاع أن يقوم بإجراء كشف طبي على نظره من قبل المبادرة.

وأثنى على تركيز مصر على المبادرات الصحية الخاصة بالأفارقة على أرضها، لكون إفريقيا بشكل عام منذ سنوات وهم فأر تجارب الدول الأوروبية ويعاني أهلها من التدهور الصحي، وتعتبر إفريقيا أولى دول العالم الثالث التي تعاني على المستوى الصحي وتحتل المرتبة الأولى في ذلك منذ الاستعمار حتى الآن، مبينًا أن مصر تدرك ذلك جيدًا لذلك تركز بشدة على المبادرات الصحية الخاصة بالقارة.

وأضاف: «المبادرة تصب في حاجة الإنسان الإفريقي بشكل كبير، نظرًا للاضطهاد الذي يعاني منه الأفارقة، وارتفاع نسب الفقر والأمية وتعتبر الأمراض مستوطنة في إفريقيا مقارنة بباقي القارات، ومصر لها دور ريادي في محاربة تلك الأمراض البالغة ولإتمام دورها الريادي في الشأن الإفريقي، ولكونها ليست المبادرة الصحية الأولى التي تقوم بها على الجانب الصحي أيضًا».

تابع: «نحن في تشاد ندرك جيدًا ضعف الجانب الصحي لنا مقارنة بدول إفريقيا الأخرى، لذلك أغلب المستفيدون من تلك المبادرات الصحية يكونون من جمهورية تشاد، ومصر تعتبر الملجأ الأول على المستوى الصحي بالنسبة للأفارقة، ومبادرة بهذا الشكل والحجم لا نقول إلا أنها أتت في الصميم».

واستطرد: «تظهر أهمية المبادرة أيضًا في أنها تشعرنا نحن الأفارقة بأن الواقع العام في المجتمع المصري يشملنا بشكل جيد، لأن كل الأفارقة لهم ارتباط شديد بمجتمعاتهم وبذلك المبادرة تطرق جانبًا إيجابيًا لكل إفريقي في مصر، خاصة أن أغلب الطلاب مثلي يستفيدون منها ويعكس نمط الأطفال تلك إيجابيًا على مجتمعاتنا لأننا ننقل تلك التجارب والأفكار إلى دولنا من خلال التطوير الفكري».

وتابع: «المبادرات التي تطلقها مصر للأفارقة تأتي في صالحها لأن القصور في إفريقيا كثير مقارنة بالدول الأخرى ويعتبر مستديمًا لا سيما على المستوى الصحي وانتشار الأمراض والأوبئة».

واختتم: «إفريقيا تحتاج إلى الكثير من المبادرات في التعليم والصحة والكهرباء والماء والأمية لأنها متفشية خاصة من جانب المرأة، هناك أمور كثيرة محتاجة للمبادرات، ومصر رائدة في الوقت الحاضر لأن مصر تستطيع مساعدة الأيادي العامة والمؤسسات ولها دور في هذا».

سواكن جازي، إفريقية من شمال السودان على أرض مصر، وإحدى المستفيدات من مبادرة إفريقيا أقوى بصحة أفضل، إذا أجرت كشفًا طبيًا على العين في أول قافلة طبية للمبادرة وتنتظر صرف النظارة الطبية الخاصة بها.

وقالت: «المبادرة جيدة وتستهدف صحة الأفارقة وهي ليست المرة الأولى فقد سبق وأطلقت مصر مبادرة الكشف عن فيروس سي للأفارقة، واستفاد منها كثير من الجاليات الإفريقية على أرض مصر مثل المصريين تمامًا».

وتابعت: «عادة المبادرات في مصر خصوصًا الفترة الأخيرة هي مبادرات ناجحة تستهدف ما يحتاج إليه بالفعل المواطن الإفريقي على أرضها، وجميع المبادرات التي تم إطلاقها من قبل مصر تجاه الأفارقة تعتبر مبنية على حاجة المجتمع لها، مثل 1000 قائد إفريقي الذي شاركت فيه منذ فترة، أو مبادرة مصر للقيادة كلها مبادرات تتعلق بالتنمية المستدامة في مصر وتصب في صالح الأفارقة بشكل كبير، التي تمتلك الموارد لكن تحتاج إلى من يقوم تلك الأمور، وهو الدور الذي تلعبه مصر باحترافية شديدة لأن إفريقيا تحتاج إلى القيادة الصحيحة».

وكانت سواكن إحدى المشاركات في برنامج 1000 قائد إفريقي، كذلك إحدى المستفيدات من مبادرة إفريقيا بصحة أقوى لذلك ترى أن تلك المبادرات تقوي العلاقات المصرية الإفريقية، لا سيما أن مصر أصحبت مرتبطة بالقارة أكثر من ذي قبل خاصة بعد رئاسة الاتحاد الإفريقي والاتجاهات الأكاديمية في مصر لإفريقيا.

واختتمت: «منذ سنوات أعيش هنا ولا يوجد أي تمييز في مصر بين المصريين والأفارقة، الشعب المصري اجتماعي وحيوي، لذلك فالجانب العنصري شبه معدوم في مصر ونحن لا نشعر به، ولا يوجد فارق بيننا وبينهم وسياسة مصر احتوائية وتعتبر البيت الداخلي، لذلك نجد في مصر كل ما نحتاجه من خدمات صحية وتعليمية وغيره».