رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لِمَ تنظم الكنيسة قداس الميلاد والغطاس والقيامة ليلًا؟.. «السنكسار» يجيب

الكاتدرائية
الكاتدرائية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بحلول أول يوم في فترة احتفالات عيد الميلاد المجيد، التي تستمر حتى يوم 19 من يناير الجاري، حيث الاحتفال بعيد الغطاس المجيد.

وأجاب كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، عن السؤال الذي يسأله العديد من الاقباط حول ضرورة أن تتم قداسات الميلاد والقيامة والغطاس ليلا وليس صباحا، فقال إن قداس أعياد الميلاد والغطاس والقيامة يجب أن ينتهي بعد الساعة الثانية عشرة مساء ولو بقليل حتى لا يكون التناول مرتين في يوم واحد.

وأوضح أنه في مثل هذه الأيام من سنة 5501 للعالم، بحساب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تعيد بميلاد السيد المسيح المتآنس بالجسد من العذراء البتول القديسة مريم، وذلك أن الإرادة الإلهية سبق فرسمت أن يصدر أوغسطس قيصر أمره بأن تكتتب كل المسكونة، ولهذا السبب قام يوسف من الناصرة ومعه العذراء إلى بيت لحم ليكتتبا هناك لأنه من سبط يهوذا ومن بيت داود، وبيت لحم هي قرية داود، وحدث أنهما لما وصلا إلى هناك تمت أيامها فولدت ابنها البكر، ولفّته ووضعته في مذود حيث لم يجدا موضعا ينزلان به، وكان في تلك الكورة رعاة متبدون يحرسون حراسة الليل على رعيتهم، فظهر لهم ملاك الرب وأشرق عليهم نور من السماء، وقال لهم الملاك: "لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود، وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي يسبحون الله قائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة".

وأضاف: و لما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: «لنذهب الآن إلى بيت لحم لننظر الكلام الذي أعلمنا به الرب» فجاءوا مسرعين، ووجدوا الطفل ومريم ويوسف وسالومي، وكان المكان مضيئا بالنور، فعلموا أن الكلام الذي بشروا به هو حق، ثم سجدوا للطفل وعادوا وهم يسبحون الله ويمجدونه على كل ما سمعوه ورأوه، وكانوا يبشرون بما عاينوا وسمعوا، ففي هذا اليوم كملت نبوات الأنبياء عن مولد الرب من بتول عذراء.

فقد قال إشعياء النبي: "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل"، ويقول حزقيال عن هذا السر العجيب: "فقال لي الرب هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا"، وعن هذا المولود قال دانيال النبي: "كنت أرى في رؤي الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتي وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه، فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لم يزول وملكوته ما لا ينقرض"، وقال أرميا النبي: "ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقا وعدلا في الأرض، في أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمنا، وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب برنا".

واختتم: «فيجب علينا الآن أن نتوجه بعقولنا نحو مذود بيت لحم، الذي كان ابن الله مضطجعا فيه بالجسد وقت ولادته، متأملين بصمت وهدوء لائقين في سر تجسد الإله وولادته في مذود لأجل خلاصنا، عالمين أنه بهذا يعلمنا احتقار العالم وكل أباطيله، ويحثنا على الاتضاع ومحبة القريب والسعي في خيره، وأن نعيش بالفضيلة والتقوى والآداب المسيحية، غير جاهلين مقدار الكرامة العظيمة التي صارت لنا بواسطة سر التجسد الإلهي، ولأننا قد حفظنا الصوم الذي انقضى، وقد أقبل علينا هذا العيد المجيد، فلنقابله بكل ما هو حسن طاهر، وإن نمد أيدينا لمواساة الضعفاء وسد حاجة المساكين، وإيجاد الصلح والسلام بين إخواننا اقتداء بسيدنا الذي بتجسده صنع سلاما أبديا، ضارعين إليه تعالي أن يتراءف علينا ويغفر لنا خطايانا ويبارك اجتماعاتنا ويحفظ لنا حياة السيد الأب المعظم الأنبا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ويديم رياسته سنين كثيرة ممتعا بسلامة الكنيسة ونمو شعبه في الفضيلة».