رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن الناس اللى رقصوا فى المركب!

مهابة العلم وقيمته، ومكانة المعلم وهيبته، أمور ينبغي على الجميع صونها والحفاظ عليها وإجلالها.
قصدت أن أقولها من البداية كي أكون واضحاً..
ما فعله الناس اللي رقصوا في المركب لم ينتقص في شيء من كل ما ورد بالسطر الأول من هذا المقال!
المُعلمين ياناس هم «ناس»..  بشر خلقهم الله، يسري عليهم ما يسري على باقي البشر، ولهم الحق في ممارسة كل ما يمارسه البشر، من مظاهر الفرح والتعبير عن الابتهاج والإحساس بالسعادة والشعور بالسرور.
من هذا المنطلق، ومنه وحده، سأختلف اليوم مع كل أولئك وهؤلاء الذين لم يكتفوا بإلقاء اللوم على المدرسين، وقاموا بجلدهم بألسنة حداد، عقابا لهم على فرحهم أو التعبير عن فرحهم،  وترويحهم عن أنفسهم بالطريقة التي راقت لهم، ولا أقصد القرار الذي صدر بحقهم من الجهة التي ينتمون إليها ولا مصدريه، وكل ما سيستتبعه أو يترتب عليه أو يعقبه، فلا شأن لي بهذا ولن أتدخل فيه أو أتطرق إليه لا من قريب أو من بعيد!
وإن كنت قد استأت من استغلال البعض مقطع الفيديو المصور في النيل من شخوص المدرسين، وإيذائهم في أرزاقهم فهو أمر يخصني دون غيري، كوني أرفض الاستغلال وأدينه وأبغضه!
على أية حال..
أنا لا أرى أن المدرسين قد أخطأوا.. «هذا رأيي».
ناس فرحانين في رحلة، عبروا عن فرحهم بشكل مقبول، في مكان مفتوح، بكامل الملابس وبلا أي تلامس، تبقي فين المشكلة؟!
هل قام أحدهم بالرقص داخل الفصول الدراسية؟ 
أو بين جنبات المدرسة أو المؤسسة التعليمية؟ 
أو أثناء شرحه للطلاب، أو خلال اليوم الدراسي؟ 
هل هم تقاعسوا عن القيام بعملهم التعليمي ؟
هل أخلوا بالتزامهم التربوي؟
هل أقدموا على فعل ما من شأنه الإساءة إلى مهنتهم؟
هم تعاملوا خلال يوم رحلتهم كأفراد عائلة واحدة، أقارب وإخوة وزملاء، فما العيب في هذا؟
جميعنا أو جلنا أو بعضنا يرقص بين أهله في المناسبات أو الأفراح العائلية، منا الطبيب ومنا الأديب ومنا المهندس والمدرس، يتساوى الجميع في الاحتياج إلى التعبير عن المشاعر، حتى وإن اختلفت الطرق و الوسائل.
المعلم الذي رقص في المركب هو الذي سيعاود الرقص في فرح نجله أو كريمته، وكذا المعلمة والآخرون، وسيراهم الأقارب والمعارف والجيران والمعازيم، وقد يكون من بينهم طلاب ممن تتلمذوا على أيديهم، وقد يقوم البعض بتصويرهم، وليس في ذلك عيب طالما تم التصوير بمعرفتهم وموافقتهم، ولن يتم استغلاله في إحداث الضرر بهم! 
وبمناسبة التصوير والتشيير، ألم يحن الوقت بعد لوضع ضوابط لمسألة الكاميرات والتصوير؟
إلى متى سيظل الهاتف أبو كاميرا أداة "فضح" مسلطة على تفاصيلنا الحياتية؟!
الموضوع زاد عن حده ولا بد له من تقنين..
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا.