رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رقم تاريخي.. كيف وصلت مصر إلى 5.6 مليون طن صادرات زراعية؟

محاصيل
محاصيل

رقم هو الأول في تاريخها استطاعت مصر تحقيقه هذا العام بمعدل صادراتها الزراعية وهو 5.6 مليون طن، إذ أنها لم تصل إلى هذا الرقم حتى قبل جائحة "كورونا"، وهو الأمر الذي يدعو إلى الفخر بقدرة مصر وتفوقها على نفسها، كذلك إلى البحث وراء الأسباب التي مكنتها من تحقيق هذا الإنجاز، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة"كورونا".

عن هذه الأسباب، أكد الدكتور معتز عبدالمنعم جـمـيل بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا أستاذ الكيمياء وتغذية النبات "للدستور" أنه من بين العوامل التى أدت إلى زيادة الصادرات الزراعية المصرية بهذا الشكل غير المسبوق هو اهتمام الدولة بالمحاصيل الزراعية منذ مرحلة وضع البذور إلى مرحلة الحصاد وقطف الثمار وتجهيزها وتعبئتها، وكذلك شحنها بالطرق المناسبة بحيث تصل إلى المستهلك الأجنبي في أحسن صورة. 

تابع أن الدولة بدأت في تنفيذ خطة موسعة من أجل تحقيق مستويات فائقة في معدلات الصادرات اشتملت إعادة هيكلة التركيب المحصولي، واستخدام نظم الميكنة الزراعية، ونشر الزراعة العضوية على أوسع نطاق، بالإضافة إلى الانتهاء من تطوير الري السطحي.

وأضاف أنه من بين أسباب هذا التفوق هو التوسع الرأسي في المشروعات الزراعية المُستعادة المساحات والتي سبق وأن تم التعدي عليها بالبناء، وكذلك زيادة إنتاجية الفدان ما بين 10 إلى 15 طن للفدان، بالإضافة إلى نجاح الحجر الزراعي المصري في فتح العديد من الأسواق الجديدة الأوروبية وروسيا ونيوزيلندا وأستراليا وأمريكا واليابان، وأيضًا ما اتخذته الدولة من إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وأردف أن تطبيق المواصفات الفنية القياسية العالمية على جميع مراحل تجهيز المنتجات في محطات التعبئة والتغليف ساهم كذلك في رفع معدلات التصدير، بالإضافة إلى امتلاك وزارة الزراعة معامل تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في التغذية جعلت كافة المحاصيل آمنة من تواجد هذه الُمتبقيات، وكذلك اتباع نظام تكويد المزارع لمنع أي تلاعب في جودة الصادرات الزراعية.

وحدّد معتز كذلك بعض العناصر التي من خلالها تتميّز السلع المُصدرة، وهي الجودة التسويقية، جودة الشحن، جودة التركيب الداخلى، جودة الشكل الظاهرى، وجودة الحاصلات الزراعية.

وكان قد أكد السيد القصير، وزير الزراعة، على أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة لدعم الصادرات من خلال فتح أسواق جديدة وتجهيز المعامل بأحدث الأجهزة وتطوير منظومة الحجر الزراعي، مشيدًا بجهود المنتجين والمصدرين والمزارعين المصريين، الذين استطاعوا الاهتمام بجودة المحاصيل وتطبيق كافة المواصفات العالمية القياسية وأيضا العمل في ظل ظروف جائحة كورونا.

وأشاد كذلك بجهود العاملين في الحجر الزراعي الذين كانوا يعملون على مدار الساعة لتسهيل إجراءات التصدير وإزالة كافة العقبات أمام المصدرين.

ووفقًا لتقرير تلقاه وزير الزراعة حول إجمالي الصادرات الزراعية خلال الفترة من 1 يناير 2021 وحتى 31 ديسمبر 2021، بلغت حوالي 5 ملايين و640 ألفا و144 طنا، بزيادة قدرها 486 ألفا و768 طنا عن العام الماضي.

وفيما يلي إنفوجراف يوضح معدلات التصدير بالخمس سنوات الأخيرة:

 

إنفوجراف معدل صادرات مصر في الخمس سنوات الأخيرة

 

وصف كذلك مجدي أبوالعلا، نقيب الفلاحين بمحافظة الجيزة في حديثه لـ"الدستور"، أن واحدًا من أسباب تفوق  مصر على نفسها بتحقيقها أعلى معدلات تصدير المواد الزراعية عام 2021، هو مشروع المليون ونص مليون فدان الذي تبناه الرئيس بد الفتاح السيسي، وأُنتجت أجزاء منه عدد من المحاصيل، بالإضافة إلى ذلك مشروع توشكى الخير الذي أعاد أحياؤه كذلك الرئيس بعد سنوات من التوقف.

وتابع أبوالعلا أن واحدًا من أهم المشروعات التي كان لها الفضل في تفوق مصر في معدل صادراتها الزراعية هذا العام عن أي عام آخر، هو مشروع الصوب الزراعية الذي أنتج كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية خضروات وفاكهة وذلك في الوقت الذي يعاني العالم من  التغيرات المُناخية وتأثيرها على إنتاج الخضروات والفاكهة، استطاع أن يتفادى هذا المشروع ذلك التأثير ووفّر المحاصيل الزراعية، مضيفًا أن المحاصيل الزراعية التي أُنتجتن من خلال الصوب الزراعية تتمتع بجودتها فهي بعيدة عن الأتربة والمبيدات  الضارة وغيرها من العوامل التي قد تضر النبات في حال زراعته بالأجواء العادية.