من ساقطة قيد لمتحررة من الأمية ومعلمة.. نورة ابنة مطروح تحقق حلمها
عاشت بين أب وأم منفصلين وعندما بلغت الثامنة من عمرها قررت أن تتحرر من الأمية ولكن وجدت نفسها ضمن ساقطي القيد بسبب العادات البدوية القديمة التي جعلت والدها يتزوج من والدتها زواجًا قبليًا مشهرًا دون وثيقة زواج رسمية حيث لجأت نورة جاب الله، إلى والدتها لكي تنقذها وتثبت الزواج لكي تتمكن من بناء مستقبلها وتتعلم وتصبح ذات شأن وقيمة في المجتمع.
محنة تحولت إلي منحة وبالعزيمة والإصرار أصبحت نورة جاب الله فرج أول فتاة من أبناء القبائل تلتحق بالجامعة من فصول محو الأمية وحققت حلمها وعملت معلمة لغة عربية بإحدى المدارس في مدينة سيوة وشاعرة حيث التقت “الدستور” ببنت البادية لتسرد قصتها.
وقالت نورة جاب الله بنت قبيلة الشهيبات خلال حديثها لـ"الدستور، إن لم تقف ظروفها عائق في حياتها بل حاربتها حتي وصلت إلي حلمها والتحقت بالجامعة من فصول محو الأمية وأصبحت معلمة وشاعرة، مشيرة إلى أن مطروح لها طبيعة خاصة وعادات وتقاليد حيث تزوج والدها ووالدتها زواجًا قبليًا مشهرًا دون وجود وثيقة رسمية وعند بلوغها العامين انفصل كلًا منهما عن الآخر، والتحقت والدتها بفصول محو الأمية لكي تحصل على شهادة وتعمل حتى تنفق عليها.
وأضافت أنها عندما بلغت الثامنة من عمرها قررت أن تلتحق بفصول محو الأمية لكي تتعلم وتتحرر من الأمية ولكنها وجدت صعوبة في أداء الامتحانات نظرًا لعدم وجود شهادة ميلاد وأصبحت من ساقطي القيد، مؤكدة على أن والدتها قامت بإلحاقها بإحدى المدارس الابتدائية كمستمعة ولم تستطع أيضًا أداء الامتحانات بسبب شهادة الميلاد وعلى الفور قامت والدتها برفع قضية ثبوت نسب وتم استخراج شهادة ميلاد رسمية لها.
وتابعت أنها بعد استخراج شهادة الميلاد قامت بالالتحاق مرة أخري بفصول محو الأمية حتي وصلت إلي المرحلة الجامعية وبمساعدة محافظ مطروح الأسبق الفريق محمد الشحات التحقت بكلية التربية وشاركت في عدة مؤتمرات وأنشطة طلابية حتى تخرجت أصبحت معلمة وشاعرة وتمكنت من كتابة عدة قصائد شعرية من بينها "إحنا بوادي، الهجرة غير الشرعية، الزواج العرفي، اللام الشمسية، قواعد اللغة العربية، قناة السويس، الثورة، القضاء على الأمية غايتنا، احنا ضمائر الغائب، تستاهل والله التقدير".
وأكدت على أن جميع القصائد التي قامت بكتابتها من خلال مواقف مرت بها وكانت وليدة اللحظة وقضايا تهم الشارع المصري مشيرة إلى أنها عقب حصولها على الشهادة الجامعية شاركت في مهرجانات الشعر والأجواد كشاعرة بدوية والملتقى الرابع للشباب كشاعرة باللهجة العامية المصرية، وفازت بجائزة الشعر النسائي شعر اللهجة البدوية في الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للشعر والأجواد الفروسية عام 2008 حيث تم تكريمها من قبل المحافظين وكبار الشعراء.
واختتمت حديثها لـ"الدستور قائلة: "ميأستش ووصلت لحلمي.. اشتغلت مُعلمة في سيوة وأديت رسالتي وعلمت الأطفال ووصلت لقلوبهم عشان يحبوا التعليم ونزلت لمستواهم الفكري"، مرددة: "لا حياة مع الياس ولا ياس مع الحياة بدون ورقه وقلم انت لا شئ"، حيث ألقت نورة جاب الله عددًا من القصائد الشعرية التي قامت بكتابتها على مدار حياتها".
