رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب نفسى عن واقعة بسنت: يجب تصديق الأبناء

بسنت
بسنت

أثارت قصة فتاة كفر الزيات الجدل عبر السوشيال ميديا، إذ قادت مجموعة من الصور المفبركة لطالبة في الأزهر تدعى بسنت إلى الانتحار حتى تتخلص من الوصم بالعار الذي كتب عليها، وليس لها دخل به.

القصة هي أن أحد الشباب قام بتركيب مجموعة من الصور لفتاة بريئة، وساهم أهل قرية كفر الزيات في تداول الصور على نطاق واسع، الأمر الذي جعل الفتاة تدخل في مرحلة من الاكتئاب الشديد، والتعب النفسي الشديد، الذي أجبرها في نهاية المطاف على الانتحار.

كتبت الفتاة رسالة مؤثرة إلى والدتها: "ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم، وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد".

وتصدر هاشتاج "حق بسنت لازم يرجع" منصّات التواصل الاجتماعي، ليطالب الأهالي بتتبع مصادر الصور المفبركة ومعاقبة مرتكبها على جريمته النكراء.

قال الدكتور على عبد الراضي الإخصائي النفسي لـ"الدستور" إن الحوار في عملية التربية مهم جدًا، يجب أن تكون العلاقة بين الآباء والأبناء قائمة على الحقيقة والمصداقية، حتى إذا قام أحد الأشخاص بفبركة بعض الأشياء غير الصحيحة، طالما أن الابن أنكر لابد من تصديقه، وافتراض عنصر الثقة.

واستطرد "عبد الراضي": "المشكلة إننا بنعمل حساب للآخرين حتى لو على حساب أولادنا وعواطفهم ومشاعرهم"، فالحب هنا مشروط، الآباء يحبون أبناءهم إذا كانوا جيدين مجتهدين ودءوبين ومهذبين أمام الآخرين.

هذا الأمر يؤدي إلى الصراع النفسي مع الأبناء الذي يبدأ بالإحباط والاكتئاب ثم الانتحار في أسوأ الحالات، لذلك نؤكد أنه يجب تصديق كلام الأبناء حتى لو كان يحمل شيئًا من الكذب، وحتى لا يتم التعرض لمشاكل خطيرة فيما بعد.

يجب أن يبتعد الآباء عن النقد اللاذع والاتهامات المشكوك في صحتها، والتشكيك المستمر في سلوكيات الأبناء، يجب أن نحثهم على التغيير حتى لا يقعوا فريسة للإحباط، ومن ثم اللجوء إلى الموت لأنه في تلك اللحظة يكون هو الحقيقة الوحيدة، هو المحكمة التي ستظهر كل الوقائع فيما بعد.. حيث الشعور بالندم والانتقام.