رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد 2021.. حملة عالمية للأزهر‏ لتفنيد المزاعم الصهيوينة باللغتين العربية والإنجليزية

حائط البراق
حائط البراق

كانت ولا تزال القضية الفلسطينية من أكثر القضايا المحورية التي يضعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على رأس اهتمامات مؤسسة الأزهر، مدافعًا عنها في كآفة المحافل الدولية والإقليمية من أجل مناصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة وطنه المستقل وعاصمته القدس، انطلاقا من المسئولية الدينية والتاريخية التي يتحملها الأزهر الشريف تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، واستمرارًا لمناصرة الأزهر لنضال الشعب الفلسطيني.

ولم يترك فضيلة الإمام الأكبر مجالًا أو مناسبة إلا وذكّر بتلك الحقوق المشروعة خلال عام 2021م، وحث على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية في نفوس العقلاء والمنصفين حول العالم، وعقول الأجيال الناشئة بالقراءة عنها والتعريف بها دومًا.

واتخذ الأزهر خلال هذا العام العديد من المواقف الحاسمة ضد الانتهاكات الصهيونية، مستخدمًا في ذلك أشد العبارات لمخاطبة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسئولياته والتوقف عن اتباع سياسة الكيل بمكيالين، ومناصرة الحقوق الفلسطينية في وجه ما أسماه "الإرهاب الصهيوني".

وترصد «الدستور» خلال السطور التالية تفاصيل الحملة..

إدانات وإشادات

سعى فضيلة فضيلة الإمام الأكبر إلى التذكير الدائم بحقوق الشعب الفلسطيني، وإدانة واستنكار الانتهاكات كآفة التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد أفراد وقوات الكيان الصهيوني، وذلك من خلال العديد من البيانات والتدوينات على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي بعدد من اللغات المختلفة لكي يصل صوت الأزهر إلى العالم أجمع، وكان أهمها خلال عام 2021 ما يلي: - 

- 22 إبريل 2021، تابع الأزهر الشريف عن كثب ما تتخذه السلطات الفلسطينية من إجراءات لإتمام الانتخابات، مدينًا التعنت والانتهاكات الصهيونية الرامية لمنع مشاركة الفلسطينيين في القدس في العملية الانتخابية، وذلك من خلال منع المرشحين في مدينة القدس من ممارسة حقهم في التنقل والاجتماع وتنظيم الحملات الدعائية على غرار نظرائهم في المدن الفلسطينية الأخرى، وهو ما اعتبره الأزهر تعديا واضحا وصريحا على كل التشريعات والمواثيق الدولية وبنود الاتفاقيات التي أقرت بحق كل المدن الفلسطينية، بما فيها مدينة القدس الشريف، في إجراء الانتخابات والسماح لأهلها بالمشاركة ترشحًا وانتخابًا ودعاية.

6 مايو 2021، أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات، إرهاب الكيان الصهيوني وانتهاكاته الغاشمة في حق أهالي حي الشيخ جراح بالقدس، عقب الاحتجاجات المشروعة التي نظمها الفلسطينيون إثر محاولات الكيان الصهيوني السطو على منازل الفلسطينين القاطنين بالحي وتهجير سكانه قسريًا، وتفريق المظاهرات السلمية بقوة السلاح والاعتداء عليهم، ما أسفر عن وقوع مصابين.

وفي 18 مايو، أشاد فضيلة الإمام الأكبر بمبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتقديم مصر مبلغ ٥٠٠ مليون دولار كمبادرة مصرية تُخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، كما دعا شيخ الأزهر الدول العربية والإسلامية القادرة، والمجتمع الدولي؛ أفرادا ومؤسسات، للمشاركة في دعم هذه المبادرة الإنسانية، والتضامن من أجل توفير الحاجات الأساسية للعائلات الفلسطينية التي تتضرر يوميًا جراء العدوان الصهيوني الغاشم، وإمدادهم بالمستلزمات الطبية والإغاثية اللازمة، مؤكدًا أن التضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة هو واجب شرعي وإنساني، سائلًا المولى -عز وجل- أن يرزق فلسطين الأمن والأمان، وأن ينعم على هذا البلد الشقيق وهذا الشعب المظلوم بالسكينة والاستقرار. 

- 21 اغسطس 2021، لفت الأزهر الشريف نظر العالم للذكرى الـ 52  لحريق المسجد الأقصى، والتي تعود إلى يوم 21 اغسطس عام 1969، حينما قام المجرم «مايكل دنيس روهان» بإشعال النيران عمدًا بالمصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ليَلْتهم الحريق ما يقرب من ثُلث مساحة المسجد المبارك، بما فيه من محتويات أثرية وتاريخية، واعتبر الأزهر أن تلك الحادثة هي واحدة من أبشع حوادث الإرهاب التي جعلت من أماكن العبادة والمقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مرمى لنيران الاحتلال، وشدد على أن تلك الجريمة كانت وستبقى ذكرى أليمة ألقت بظلالها على كل الأمة.

 8 أكتوبر2021، وقف الأزهر الشريف أمام محاولات الكيان الصهيوني لتهويد القدس بما فيها المسجد الأقصى المبارك والتعدي على دور العبادة، حيث أدان قرار القضاء الصهيوني بأحقية اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، واعتبر ذلك انتهاكًا صارخًا واستخفافًا بالمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية واستفزازًا واضحًا لمشاعر المسلمين حول العالم.

 26 أكتوبر2021، استمرارًا لموقف الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الرافض لسياسة الاستيطان التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، اتخذ الأزهر موقفًا منددًا بكآفة المحاولات الصهيونية للتوسع على الأراضي الفلسطينية، حيث أدان قيام الكيان الصهيوني بطرح مناقصات للاستيلاء على أراضٍ جديدة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، واعتبر ذلك خطوة عدوانية واستفزازية، يجب وقفها على الفور؛ لما سيترتب عليها من تغيير الهوية الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وخلال عام 2021، أصدر فضيلة الإمام الأكبر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك عدد من البيانات الداعمة للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، وهي كالآتي:-

 7 فبراير 2021 ‏

‏"اعتزام المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، بارقة أمل ‏لاستعادة جزء من الحقوق الفلسطينية المغتصبة، أدعو المجتمع الدولي لمساندة الشعب الفلسطيني، حتى إقامة دولته ‏المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".‏

 في 13 فبراير 2021‏، ‏"الحوار الوطني الفلسطيني الذي تم برعاية مصرية خالصة يعد خطوة على الطريق الصحيح لتوحيد الصف ولم الشمل ‏الفلسطيني..  جهود كبيرة تقودها مصر التي كانت ولاتزال داعمًا رئيسًا للقضية الفلسطينية.. أدعو الله أن يوفق الجميع لما ‏فيه الخير لفلسطين الحبيبة".‏

وفي 8 مايو 2021،  "إنَّ اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين، ومن قبلها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله – إرهاب صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزِ، مؤكدًا أنَّ الأزهر الشريف بعلمائه وطلابه، يتضامن كليًا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظ الشعب الفلسطيني بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة".

- 10 مايو 2021 

"لا يزال العالم في صمتٍ مٌخزٍ تجاه الإرهاب الصهيوني الغاشم وانتهاكاته المخزية في حق المسجد الأقصى وإخواننا ومقدساتنا في فلسطين العروبة، مشددًا على أن فلسطين ستبقى ‏أبيَّة على الطغاة مهما طال الزمن، وسيظل شعبها مرابطًا على أرضه وعرضه ومقدساته، مدافعًا عن الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين، فتحية إجلال وإكبار لهذا الشعب المظلوم، اللهم أيدهم بنصرك، واحفظهم بحفظك ورعايتك، وكن لهم عونًا وأمنًا وسلامًا، يا أرحم الراحمين".

- 14 مايو 2021 

"أدعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته.. أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقًا من أجل السلام.. أدعوا الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته".

- 18 مايو 2021

"استمرار الإرهاب الصهيوني في استهداف الفلسطينيين الأبرياء، وتدمير الطرق والأبنية والمنازل وبنايات الهلال الأحمر، وتشريد العائلات وتهجيرهم قسريًا، واستهداف المقار الإعلامية نقطة سوداء تضاف للسجل الدموي لهذا الكيان الغاصب، في ظل تواطؤ عالمي مخزِ.. أسال الله العظيم أن يثبت الشعب الفلسطيني الصامد، وينصره نصرًا عزيزًا".

زيارات رسمية لمتابعة تطورات القضية الفلسطينية

استقبل فضيلة الإمام الأكبر ، خلال عام 2021، العديد من الوفود الفلسطينية للاطلاع المستمر على كآفة الأوضاع والمستجدات على الساحة الفلسطينية، مؤكدًا دعم الأزهر المتواصل للحقوق الفلسطينية، ومن هذه الزيارات:

- 8 يونيو 2021، استقبل فضيلة الإمام الأكبر، بمقر مشيخة الأزهر، وفدًا فلسطينيًّا رسميًّا برئاسة الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، وأعرب عن تقديره لدولة فلسطين الشقيقة حكومة وشعبًا وقدسًا وأقصى، باعتبارها الأرض العربية التي تتبوأ وشعبها منزلة ومكانة خاصة في نفس كل عربي ومسلم وفي قلب كل إنسان حر يؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ويحترم العقائد والمقدسات الدينية ويرفض فكرة الاحتلال التي عفا عليها الزمن، وقرر فضيلة الإمام الأكبر مضاعفة عدد المنح الدراسية لأبناء دولة فلسطين، من 50 إلى 100 منحة دراسية بالأزهر، حبًا ودعمًا لهذا الشعب الأبي وتسليحًا للطلاب الفلسطينيين بمنهج الأزهر الوسطي المعتدل، واستمرارًا لدعم الأزهر ودوره في نشر الوعي وتسليح الطلاب بسلاح العلم والمعرفة لمواجهة الغطرسة والادعاءات والأباطيل، كما سلم الوفد الفلسطيني هدية من الرئيس أبو مازن عبارة عن نسخة خاصة من العهدة العمرية.

- 16سبتمبر 2021، استقبل فضيلة الإمام الأكبر للمرة الثانية، بمشيخة الأزهر، الدكتور محمود الهباش، وأكد فضيلة الإمام الأكبر استمرار دعمه للقضية الفلسطينية، حيث قال إن القضية الفلسطينية قضية الأزهر والمسلمين الأولى، وسيظل نضال شعبها العربي المرابط على أرضنا العربية الطاهرة ومقدسات الأمة مصدر فخر وعز وإلهام في كيفية النضال ضد المحتل الغاشم، وسيظل الإرهاب الصهيوني دليلًا دامغًا على اختلال قيم ومعايير المجتمع الدولي في التعامل مع قضايا الشعوب.

قوافل إغاثية وطبية 

استمرارًا لنهج الأزهر الشريف الداعم للشعب الفلسطيني، وانطلاقًا من المسئولية الإنسانية التي يتحملها الأزهر تجاه القضية الفلسطينية، تم خلال عام 2021 إرسال قافلتين إحداهما إغاثية والأخرى طبية، وذلك بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف لدعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة لما يتحملونه من إرهاب صهيوني غاشم.

 في 23  مايو 2021، أرسل الأزهر الشريف أكبر قافلة إغاثية في تاريخه إلى قطاع غزة، تضامنًا مع الأشقاء في فلسطين وقطاع غزة جرَّاء العدوان الذي تعرض له القطاع من قبل الكيان الصهيوني المحتل خلال هذا الشهر، وحملت القافلة 150 طنًّا من المواد الإغاثية والطبية والغذائية الضرورية إلى أهالي القطاع.

 وفي 27 يونيو 2021، انطلقت قافلة طبية من الأزهر الشريف إلى قطاع غزة، وضمت القافلة 4 سيارات نقل محملة بمستلزمات طبية متنوعة ما بين الخيوط الجراحية وأدوات الجراحة العامة، منها الشرائح والمسامير المستخدمة في عمليات العظام، بالإضافة إلى ملابس وأدوات للتعقيم وأجهزة وريد ومستلزمات عمليات العظام.

القضية الفلسطينية.. قضية وعي وهوية

إيمانًا من الأزهر الشريف بضرورة أن تظل القضية الفلسطينية حية في ضمير ووعي الأجيال كآفة، باعتبارها قضية تهم كل الضمائر الحية المؤمنة بالإنسانية والحقوق المشروعة للشعوب في أرضها، حرص الأزهر على التذكير بكآفة المواقف التاريخية التي تخص القضية الفلسطينية وأيضًا نشر الوعي والثقافة بتلك المواقف والأحداث التاريخية، وذلك من خلال ما يلي: -   

 في يوم 27 مايو، أعلنت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ إطلاقها دورة متخصصة للأئمة والوعاظ المصريين تحت عنوان: "القدس والحق التاريخي"، شارك فيها (١٠٠) واعظ و(٢٥) واعظة، والتي استمرت فعالياتها لمدة أسبوع بنظام التعليم عن بعد، واهتمت الدورة التدريبية برفع الوعي بأبعاد القضية الفلسطينية والتعريف بحقوق الشعب الفلسطيني الضاربة في أعماق التاريخ بجوانبها المتعددة (دينيًا، سياسياً، أمنيًّا، دعويا، إعلاميا، تربويًا، اجتماعيًا، وحضاريًا). 

ختامًا يمكن القول أن تلك المواقف التي توضح اهتمام الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر، بالقضية الفلسطينية خلال عام 2021، تعد امتدادًا لتاريخ أزهري طويل من الدعم والمساندة والتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى للعرب والمسلمين، وتأكيدًا على كون تلك القضية وكآفة تطوراتها هي  محل رصد ومتابعة دقيقة ودائمة من فضيلة الإمام الأكبر؛ وذلك انطلاقًا من المسئولية التاريخية والدينية التي يحملها الأزهر الشريف تجاه تلك القضية العادلة والمنصفة إلى أن يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.