رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمة الاقتصادية تخطف "فرحة الميلاد" من بيوت لبنان

أعياد الميلاد
أعياد الميلاد

يعيش اللبنانيون أوضاعا معيشية صعبة بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة وتراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار الأمريكي، فضلا عما خلفته جائحة كورونا من جمود على أغلب اقتصاديات العالم.

ويأتي عيد الميلاد هذا العام، وسط عجز قطاعات عريضة من اللبنانيين تعجز عن توفير هدايا الأطفال وإقامة الاحتفالات وتزيين المنازل بأشجار الميلاد، لكن حب اللبنانيين للحياة لم يتوقف، ورغم الضائقة التي يعيشها البلد فإن المظاهر منتشرة لكن على استحياء.

الأكاديمية والكاتبة اللبنانية تمارا برو، قالت للدستور، إن عيد الميلاد هذه السنة لا يشبه أعياد الميلاد السابقة، فقد أثرت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الشعب على القدرة الشرائية للبنانيين.

ارتفاع جنوني في الأسعار

وأضافت أن الجزء الأكبر من اللبنانيين غير قادرين على الاحتفال بهذا العيد بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار.

وتابعت بقولها: كان اللبنانيون كل عام يحتفلون بعيد الميلاد بحيث تقام الصلوات في الكنائس وتجتمع العائلات على العشاء وتقدم الهدايا للأطفال والأقرباء وتملأ المنازل والشوارع بالزينة والأضواء وتنصب شجرات الميلاد العملاقة في مختلف المناطق التي تنافس فيها عواصم العالم الكبرى.

وأشارت إلى أن الغلاء اضطر عدد كبير من اللبنانيين إلى الاستغناء عن بعض هذه العادات، فالبعض قلل من الهدايا التي يوزعها على الأقارب والأطفال، والبعض عجز عن شراء الألعاب لأطفاله التي باتت أسعارها خيالية نتيجة انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي، ومنهم من ألغى تحضير العشاء يوم العيد.

لكن الصورة ليست قاتمة بالمرة، واللبنانيون يحاولون إحياء العيد بحسب قول برو، متابعة: مع ذلك فإننا نرى بعض مظاهر عيد الميلاد حيث نصبت شجرة الميلاد في مختلف المناطق اللبنانية وتقام العروض الموسيقية الخاصة بالميلاد، وما يبعث على الأمل ولو قليلاً.

وقالت إن هناك أعدادا الكبير من المغتربين الذين سيأتون لقضاء العطلة في لبنان مع ذويهم وهذا الأمر من شأنه أن ينعش بعض القطاعات المتهالكة ولو مؤقتاً.

وترى برو، أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وما فرضته جائحة كورونا على لبنان، فإن الميلاد  مازال جامعا للعائلات بروح الألفة العامرة بمحبة المسيح وقدسية هذه المناسبة، مؤكدة أن عيد الميلاد يبقى بارقة أمل ينظر من خلالها بإيجابية ودعاء للخلاص، لما تحمله ذكرى ميلاد المسيح من فرج للمعذبين والمتعبين.