رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علاقات تاريخية وأخوية.. جهود مصر في دول إفريقيا خلال 2021

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

عملت مصر خلال الفترة الماضية على استعادة دورها في إفريقيا كإحدى دوائر الأمن القومي المصري، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والمصالح الحيوية بين مصر ومحيطها الأفريقي.

وما زالت تسعى القاهرة للاهتمام بتعزيز أواصر التعاون مع دول المنطقة بصورة شاملة، لتشمل آفاقا أكثر رحابة من خلال التركيز على مشروعات التنمية بصفة أساسية، والخدمات الاجتماعية من جهة أخرى، وبالفعل استطاعت مصر أن تتحرك ناحية تعزيز دورها، وباتت التحركات المصرية تمضي بخطي ثابتة لتحقيق هدفها فاستردت عضويتها في الاتحاد الإفريقي في يونيو2014 كما حصلت علي عضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقي لمدة 3 سنوات، وترأست لجنة المناخ في الاتحاد الإفريقي لعامين، بالإضافة إلي حصولها على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وانخراطها في العديد من القضايا والملفات التي تشكل أجندات دول القارة، لتعلن بداية عهد جديد فى العلاقات مع القارة السمراء ومساندة الأشقاء الأفارقة فى تحقيق التنمية.

وتعتمد السياسة المصرية تجاه إفريقيا على عدة مسارات متوازية ومتكاملة، فهناك مسار التنمية وزيادة التجارة بين دول القارة الإفريقية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، والتوسع في مشروعات ريادة الأعمال من أجل تحسين مستوى معيشة المواطن الإفريقى وتجفيف بيئة العنف والإرهاب، وتحويل القارة من منطقة طاردة للبشر إلى منطقة جاذبة تنمو بكوادرها وأبنائها ومواردها الضخمة. 

كما تتنى القاهرة القضايا الإفريقية في المحافل الدولية وتدافع عنها من أجل تحقيق العدالة الاقتصادية والتنموية بين الدول الغنية والفقيرة، إضافة إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر فى تسوية الأزمات والصراعات والحروب في العديد من دول القارة والتى تقف عائقا أمام التنمية والاستقرار.

ونرصد من خلال التقرير التالي أبرز العلاقات المصرية مع عدد من الدول في القارة السمراء:

تنزانيا

ساهمت القاهرة في دعم جهود التنمية في تنزانيا عبر توفير الخبرات والإمكانات اللازمة في شتى المجالات، ومن أبرز تلك الجهود مشروع إنشاء سد ومحطة "جيوليوس نيريري" لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجاوات على نهر "روفيجي"، وهو نموذجا لدعم مصر حقوق الدول الأفريقية ودول حوض النيل.

السودان

تتميز العلاقات المصرية السودانية العلاقات التاريخية والأخوية التى ترط بين البلدين، وهناك أوجه كثيرة للتعاون المصري السوداني، فيشمل كافة القطاعات بما يدعم جهود التمنية في السودان، فضلا عن دعم مصر القوي لمسار السلام في السودان.

ويكثف البلدين التعاون إزاء التحديات المشتركة وفي مقدمتها ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث تتطابق الرؤى بين القاهرة والخرطوم في أهمية التوصل إلي اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

جوبا

وفى جوبا نفذت القاهرة مشروع لإنشاء مجمعات لمياه الشرب وتوفير عدد من الدورات التدريبية لإعداد الكوادر، فضلا عن منح الدراسية بالجامعات المصرية لأبناء جنوب السودان، وإرسال شحنات مساعدات إنسانية إلى جنوب السودان، وإرسال قوافل طبية لإجراء مسح طبي على طلبة المدارس.

أوغندا

اعتمد التعاون بين مصر وأوغندا عبر العديد من المشروعات المصرية في شتى المجالات، الصناعة والزراعة والتشييد والبناء والصحة، والتي تسهم في دفع الاقتصاد الأوغندي، كما تدعم الحكومة المصرية إنشاء محطة "بوسيا" للطاقة الشمسية، وتوفر برامج تدريب للكوادر المتخصصة في مجال الكهرباء، وذلك أيضا بجانب تنسيق وتعاون علي المستوى الأمني والعسكري والاستراتيجي، ضمن مقاربة شاملة للتعاون المصري مع أوغندا.

رواندا

فيما تربط مصر برواندا علاقات ذات أهمية خاصة لأسباب جيوسياسية لكونهما دول حوض نهر النيل، فمصر إحدى دولتى المصب، بينما تعد روندا - الواقعة بالهضبة الاستوائية والمصدر الثاني لمياه النيل - إحدى دول المنبع. 

كينيا

شهدت العلاقات بين مصر وكينيا خلال الفترة الأخيرة تعزيزا كبيرا في كافة المجالات، خاصة الصحية والزراعية والثروة الحيوانية، بما يدعم تأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأجل بين البلدين، اتساقًا مع رؤية القيادة السياسية للدولتين الرامية إلى تعزيز العمل والتعاون الأفريقي المشترك.

الصومال

حرصت القاهرة على دعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار في القرن الإفريقي بما يعزز من السلم والأمن الإقليمي والقاري وما تمثله من أهمية استراتيجية وارتباطها بشكل حيوي بالمصالح المصرية. 

الكونغو الديمقراطية

شهدت العلاقات المصرية الكونغولية، تطورًا إيجابيًا وتناميًا ملحوظًا على جميع الأصعدة ، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا وكذلك ثقافيًا. 

جيبوتي

ترتبط مصر وجيبوتي بعلاقات متميزة على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد شهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورا في عهد الرئيس السيسي، لا سيما خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019.

وفي مايو 2021، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بزيارة تاريخية إلى جيبوتي، تعتبر الأولى من نوعها، لتعزيز التعاون بين البلدين، في العديد من المجالات أبرزها التعليم الفني والتعاون التجاري والاقتصادي، والصحة والدواء بجانب التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئة موانئ جيبوتى.