رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«موتوا بغيظكم».. لماذا فشل المتطرفون في تحريم الاحتفال بالكريسماس؟

مشاركة المسلمين المسحيين
مشاركة المسلمين المسحيين الاحتفال بالكريسماس

ترافقا لوريس جرجس، ومنال محمد خلال أيام عملهما سويًا بأحد المصانع الكبرى في منطقة شبرا الخيمة بالقاهرة لمدة 7سنوات متواصلة، كانت “لوريس” هي المُدير المباشر لمنال لكن تطورت العلاقة بينهما لتأخذ شكل الصداقة القوية إلى أن أصبحت أخوة.
 ورغم سفر "لوريس" إلى إستراليا لظروف عمل زوحها إلا أنها لم تقطع الصلة الأخوية التي ربطتها بمن اعتبرتها شقيقة العمر"منال"، أعيادهم واحدة وأفراحهم واحدة وكذلك أحزانهم، يحتفلان كل رأس سنة جديدة بمرور عام على أخوة ربما ندرت في هذا الزمان، يسعدان سويًا برمز "البابا نويل"الذي يحمل الهدايا للأطفال. 


 الصداقة التي جمعت منال ولوريس ملخص للعلاقة التي كانت ومازالت تجمع بين فئات الشعب المصري، والتي فشل المتطرفون الذين يدّعون تحريم مشاركة المسلمين احتفالات اخواتهم المسيحيين بالأعياد فى إفسادها .
تاريخ طويل من الفشل لهؤلاء المتطرفين فى مخططهم بدءًا من مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا التي اعتمد فيها على فتاوى ابن تيمية إلى الآن، وتُجدد بعض العناصر المتطرفة نشر هذه الفتاوى، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل مرة تفشل في تحقيق أهدافها المسمومة.


ونستعرض عدد من منشورات "مجموعات" الضلال التكفيرية على الفيسبوك،  وتدعو لتحريم الاحتفال وكذلك التهنئة بعيد الكريسماس. 


من أبرز الفتاوى المُضللة أيضًا جاءت على لسان الداعية السلفى حسين مطاوع، الذى قال فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": إذا كنا نقول بدعية الاحتفال بالمولد النبوي وننكر على من يحتفل به لمخالفة ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفعل صحابته والتابعين من بعده فكيف بمن يشارك المسيحيين احتفالهم بميلاد المسيح، فالمسلم الذي يقر بهذا الاحتفال لا يخلو من حالتين أن يعلم أن هذا الاحتفال محرم وهذا لا عذر له فلا يجوز له أن يهنئهم ولو على سبيل المجاملة.

وتابع: بل قد يخرجه ذلك من الملة إن اعتقد صحة هذه العقيدة ، فإن أعيادنا حق جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن عيدهم هذا باطل لأنهم يحتفلون فيه بميلاد المسيح أو أن يكون جاهلا بالحكم الشرعي وعليه فالواجب عدم كتمان الحق عنه وتعليمه فإن أصر بعد البيان فإنه يلحق بصاحب الحالة الأولى ".

وجاء رد دار الإفتاء على هذه الفتاوى الشاذة، بتأكيدها أن الاحتفال بالكريسماس ليس حرامًا، و قالت أن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 79]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾ [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
 


ورصد المؤشر العالمى للفتوى أن الفتاوى الخاصة بالكريسماس (2%) من جملة الفتاوى المنشورة عالميًّا، فى حين أنها تمثِّل (70%) من جملة الفتاوى الصادرة بحق المسيحيين على مستوى العالم.


وبتحليل فتاوى العينة المرصودة تبيَّن أن فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية جاءت بنسبة (35%) من جملة هذه الفتاوى، فى حين مثلَّت الفتاوى غير الرسمية نسبة (65%)، مما يُبين انشغال تلك التيارات بقضايا من شأنها إحداث خلل فى نسيج الوطن الواحد.

كما أن هناك (80%) من فتاوى التيارات والتنظيمات غير الرسمية تحرِّم الاحتفال بالكريسماس، واحتلت فتاوى الإخوان والسلفيين أكثر من (40%) منها، فى المقابل أجازت فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية الاحتفال بالكريسماس وتهنئة المسيحيين بنسبة (95%).

أما خير دليل على هذا الفشل لتلك الجماعات هو الشارع المصري، الذي شهد انتشارًا واسعًا للمواطنين المسلمين والمسيحيين صغارًا وكبارًا لشراء زينة عيد الميلاد المجيد.


 ففي تصريح لبركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية أوضح خلاله، إن الإقبال على شراء أشجار وهدايا الكريسماس ارتفعت هذا العام بنحو 30% مقارنة بالإقبال العام الماضي.


وتواصلت "الدستور"، مع بعض المواطنين المُسلمين الذين شهدت الأسواق انتشارهم لشراء هدايا عيد الميلاد ومشاركتهم أشقائهم المسيحيين الاحتفال به.


 

منى حسن تقول": أحرص على شراء هدايا عيد الميلاد، والاحتفال بليلة رأس السنة وأسرتي بتجهيز العديد من أشهى الأطعمة التي يفضلونها، كما نتمنى في هذه الليلة أن يبدأ عامًا جديدًا مليئًا بالصحة، والسعادة".


متابعة: "كلنا اتعودنا نعيد على بعض مسلمين ومسيحيين، من زمان وعمر ما حد حايفرق بينا"و أضافت" أنا باشتري بابا نويل لأولادي وهدايا عيد الميلاد، وجارتي المسيحية بتشتري فانوس رمضان وبتاكل معانا من حلاوة المولد، وحانفضل كدة". 

أما أميرة سمير ربة منزل أنها لا تعرف تلك الأقوال المزعومة بأن الاحتفال أو التهنئة بالعام الجديد حرام، موضحة أنه عام قد مرّ على الجميع، لذا فما المانع أن يحتفل الجميع بمروره بكل مافيه من خير وشر، ويستقبل عام أخر بكل الحب.