ما أهمية «المرشد الزراعي» في النهضة الزراعية المنشودة؟
تعمل الدولة بكامل طاقتها لتحفيز القطاع الزراعي وتلبية كل طلباته بما يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي المطلوب والتوجه بعد ذلك للتصدير لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
وفي الإطار تقدّم نائب بطلب إحاطة لإعادة دور الإرشاد الزراعي «شبه الغائب» بما يساهم في النهوض بالقطاع الزراعي، خصوصاً أن هناك نحو 7 آلاف جمعية زراعية على مستوى الجمهورية تخلو من المرشدين الزراعيين.
ويتمثّل دور الإرشاد الزراعي في التوعية بأساليب وتقنيات الزراعة الحديثة التي تساعد الفلاح في الوصول إلى تحقيق أهداف كثيرة؛ منها على سبيل المثال زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، وتقليل نسبة الأسمدة والتقاوي، وترشيد استهلاك المياه في ظل محدودية الموارد المائية، بالإضافة إلى تطبيق الممارسات الجيّدة في قطاع الزراعة، الذي يعد من أهم وأبرز القطاعات التي تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية والمادة الخام للعديد من الصناعات.
حلقة وصل بين المزارع والتكنولوجيا الحديثة
يقول الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، إنّ الإرشاد الزراعي هو عبارة عن الحلقة بين البحث العلمي والمزارع من خلال نقل أي مستحدثات أو زراعات حديثة وتكنولوجيات من المهندس الزراعي إلى المزارع لتطبيقها في أرضه الزراعية.
ويوضح «متولي» لـ«الدستور» أن هذه التكنولوجيات لها أهمية كبيرة في زيادة الإنتاج الزراعي وهناك ما يسمى بالمرشد الزراعي المتخصص الذي يتخصص في مجال معين كالإنتاج الحيواني بكل أنواعه، ويقوم دوره كذلك على نقل تكنولوجيات الإنتاج الحيواني وهناك إرشاد زراعي في الفواكه أو الإنتاج النباتي من ذرة وقمح.
ويشير إلى أنه منذ عام 1980 لم يتم تعيين خريجي الزراعة رغم وجود معهد الإرشاد الزراعي في أسيوط الذي يخرج خريجين كل عام إلى جانب أقسام الإرشاد بكليات الزراعة، مضيفاً أن هناك نقص كبير في عدد المرشدين الزراعيين، الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة في الإنتاج الزراعي.
ويتابع: «لا بد من التنسيق بين وزارات الري والتموين والزراعة في عمل المرشدين، فكما يوجد مرشد زراعي يوجد أيضاً مرشد للمياه يكون دوره في تعريف المزارعين بكميات الري المطلوبة للأراضي والأوقات المناسبة، ومرشد لترشيد الاستهلاك، وبالتالي يجب أن تتكاتف جهود الوزارات الثلاث كي تساعد في زيادة الإنتاجية بالشكل الذي يحقق أكبر عائد دون وجود فائض».
