رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زعيط ومعيط.. ونطاط الحيط

قديمًا قالوا: القوالب نامت والأنصاص قامت..
إحنا  بنى آدمين ومحدش سليم، ولكن طفح الكيل..
حكاية فى بحر.. 
تعرضت امرأة مصرية لمصيبة.. وفاة زوجها. وهى ميسورة الحال ولديها طفلة صغيرة، وهى وحيدة.. ليست لها عائلة مسئولة عنها... مشكلتها أنها كانت الزوجة الثانية.. ارتضت الحال لتعيش مع ابنتها فى الشقة التى اشترتها بمالها الخاص.
أخذتها المتاهة.. وارتضت بشىء أذهلنى.. لقد تزوجت من أحد السائقين الذى كان يعمل لديها.. صدمت ليس لفكرة الزواج طبعًا.. فهذا حقها وأمرها الخاص.. ولكن كيف وهى المتعلمة التى تحتل منصبًا مرموقًا فى إحدى الشركات ولم يتجاوز عمرها الأربعين عامًا أن تتزوج السائق الذى تجاوز عمره الستين ربيعًا؟ وكيف لها أن تتحمل مصروفاته ومصروفات زوجته الأولى وأولاده ومنزله؟ وكيف يرضى هو على نفسه من الأصل؟
ما هذا بحق السماء؟ هل فقدت المرأة المصرية الشابة المتعلمة الموظفة الثقة فى عمرها أم فى الرجال؟
ظاهره تتكرر مع البيه البواب والست هانم مع خالص تقديرى للفنانة العظيمة. 
خلال السنوات العشر الماضية تحديدًا من سنة 2011، هاجرت بعض الأسر من محافظات الدلتا والصعيد للاستقرار داخل بعض الأحياء السكنية فى القاهرة والجيزة ليعملوا بمهنة (حارس عقار).. البيه البواب سابقًا.. واحتلوا الكثير من العمارات بأسرهم وأقاربهم وكل عزيز عليهم.. ليكونوا رابطة البوابين. ويعملوا بشكل منظم ومساندين لبعضهم، ويتكاتفوا على اتحاد الملاك والمستأجرين.. حتى تحولوا إلى مافيا على العقارات تحت مسمى حارس العقار.. البيه البواب سابقًا..
صنعوا لأنفسهم اقتصادًا موازيًا.. لم يتم الكشف عنه بعد.. 
مرحبًا بكم فى الصدمة.. وفى غفلة من الزمن يستيقظ السكان ليكتشفوا أن حارس العقار.. قد امتلك العقار أو بعضه، أو شريك فى أرض مجاورة يملكها هو وبعض حراس العقارات الآخرين. 
كيف صنعت هذه الفئة غير المعلنة لدى الدولة، أملاكها الحقيقية؟
عند الدولة تعمل تحت مسمى "بواب" إلى الاَن، ثم بعد ذلك يتجدد فيلم "البيه البواب" الذى جسده الراحل العظيم أحمد ذكى، رحمه الله عليه!
إن الله خلقنا فوق بعض طبقات.. لنحنو ونعطف ونزكى ونتراحم ولكن هل يجوز وهل يعقل أن البيه البواب يتعدى على الأستاذ والفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس؟ 
هل اختلت الموازين؟ وهل ألغى المال الاحترام والمقامات والعلم والمكانة؟
الحقيقة أن المؤسف فى القصة الواقعية السابقة، أن البيه البواب أحب الهانم.. إحدى سيدات العقار، والتى كانت دائمة العطف عليه.. وتبريره أن كلنا بنى آدمين؟ 
وا أسفاه على الزمان.. ظواهر تستحق الرصد والتحليل.. 
نقطة ومن أول الصبر.. 
سمعت أحد الحكماء الراحلين يوصى ابنه "إذا مراتك.. طلبت منك جنيه اديها اتنين.. أحسن أبوثلاثة واقف على الباب".
أبوثلاثة.. يمكن أن يكون هو البيه البواب.. حارس العقار.. والمدخل لا يقتصر على الجانب المادى فقط.. فيمكن أن تكون كلمات موجهة مثل: صباح الخير يا مدام شكلك تعبان النهاردة.. أو مساء الخير يا مدام شكلك حلو النهاردة.. وقد رأيت واقعيًا ما سبق مع زوجة لم يلتفت زوجها لشكلها مثلما انتبه البيه البواب..
من الآخر.. خلى بالكم من البواب بيه.