رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية ليلة لم ينسها نجيب محفوظ: هكذا غنينا اللحن قبل أم كلثوم

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تحدث أديب نوبل نجيب محفوظ عن ليلة شهد فيها مولد أغنية لأم كلثوم وغناها قبل كوكب الشرق نفسها، وذلك في جلسه جمعته بزكريا أحمد والكثير من الأدباء والزجالين.

وفي لقاء معه نشر على صفحات مجلة الكواكب، يقول نجيب محفوظ: “ليلة عادية لا تميزها أحداث، إلا أنها لم تكن ككل الليالي، لقد استمتعت فيها بكل المباهج من مغنى وطرب وأدب وفاكهة وحكايات، كانت ليلة عيد كبير، اجتمعنا فيها في بيت شيخ الملحنين زكريا أحمد، كنا جمهرة كبيرة من الأصدقاء، منهم من يقرض الشعر، ومنهم من يترجل الزجل، ومنهم من يحترف التأليف، ومن يشتغل بالموسيقى، وكان هذا التباين مدعاة لإقامة ندوة أدبية فنية تحدث فيها الحاضرون عن كل شيء”.

ويضيف نجيب محفوظ: “كان شيخ الملحنين معروفا بدعاباته، وكان لا يفتأ بين الحين والآخر أن يقطع حديث المتحدثين بنكتة أو دعابة يضحك لها الحاضرون، ثم يتبعها بترديد بعض الطقاطيق من النغاء القديم، ثم يسكت فجأة ليستأنف الشعراء والزجالون إلقاء أشعارهم وارتجالهم الأزجال، وهم يتبارون مرة في الهجاء ومرة في المديح، والشيء الوحيد الذي لا زال عالقا في ذاكرتي من هذه الليلة هو قدرة زكريا أحمد واندماجه في تلحين إحدى أغانيه في هذا الجو العاصف، ليلتها كان يلحن أغنية لأم كلثوم مطلعها: إيه اسم الحب دا معرفشي.. دا بينه شيء مبيوصفشي”.

ويواصل: “وكان كلما يلحنكوبليه منها يسمعه لنا لنردده معه، واستمر على هذه الحال حتى مطلع الفجر، وحتى انتهى من تلحين الأغنية كلها، بل لحن لها نهايتين عرضهما علينا، واختلف الحاضرون علي اختيار واحدة من النهايتين، ولكن الشيخ زكريا أحمد انحاز لرأي الأغلبية وبدأنا نردد الأغنية كاملة، ونغنيها جماعة قبل أن تغنيها أم كلثوم، وكنت أشعر بسرور زائد لأنني شهدت مولد اغنية وعشت فيها بالأذن والعين معا، وبعد عشرة أيام كاملة سمعت أم كلثوم تغني اللحن فتذكرت هذه الليلة التي لن أنساها”.