رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مركز الأزهر العالمى للفتوى يكشف آداب الاستماع للقرآن الكريم

الاستماع للقرآن الكريم
الاستماع للقرآن الكريم

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" إن الاستماع إلى القرآن الكريم من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد لربه سبحانه، والتي يتحصل منها على الأجر العظيم، والثواب الجزيل، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. [الأعراف: 204].

وأوضح مركز الأزهر عبر صفحتة الرسمية: يستحب لمستمع القرآن الكريم أن يتحلى بجملة من الآداب، منها: أن يستمع إلى القرآن الكريم بسكينةٍ وإنصاتٍ، وأن يتدبر ويتفكر فيما يسمعه من آيات الذكر الحكيم، وأن يستمع إلى القرآن الكريم بعيدًا عن الضوضاء؛ ليكون ذلك عونًا له على الخشوع والتدبر، وألا يشوش على قراءة القرآن، ولو بمدح القارئ والثناء عليه، وأن يكون مُتوضئًا؛ ليسجد سجدة تلاوة إذا استمع إلى آية سجدة، وأن يتفاعل مع ما يسمعه من آيات القرآن الكريم، فإذا استمع إلى آية بشارة سأل الله إياها، أو آية عذاب تعوذ بالله منه، وأن يداوم على استماع القرآن الكريم؛ ليكون دائم الصلة بالله تعالى.

وفى إجابة سابقة لدار الإفتاء حول حكم الإستماع للقرآن الكريم، قالت "الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، فإن قراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته بتدبر كلاهما عبادة من أفضل العبادات، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) رواه الترمذي.

وعن عبد الله بن مسعود قال: "قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقْرَأْ عَلَيَّ). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: (نَعَمْ). فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا) قَالَ: (حَسْبُكَ الآنَ). فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ" رواه البخاري.

والمفاضلة بين العبادات لا بد فيها من الوقوف على الأدلة، فإذا لم يثبت دليل يفضل عبادة على أخرى؛ فالواجب السكوت عن ذلك، وإرشاد كل متعبد إلى ما يفتح الله به عليه، فمن يجد همته في التلاوة اشتغل بها أكثر، ومن وجد همته في الاستماع والإنصات اشتغل به أكثر. وإن كنا نرى أن الأفضل هو القراءة؛ إذ التلاوة تشتمل على الاستماع إلى قراءة نفسه، وتشتمل على زيادة، وهي القراءة بتحريك اللسان بكلام الله تعالى، والنظر في المصحف الشريف، ولهذا كانت القراءة أفضل.

وفي جميع الأحوال ينبغي على المسلم التنويع بين القراءة والإنصات، والحرص على ما يكون فيه قلبه أقرب للخشوع والتدبر والفهم لآيات القرآن الكريم. والله أعلم.