رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل محاكمة «سفاح الإسماعيلية».. محطات الجريمة والقضية حتى الآن

سفاح الاسماعيلية
سفاح الاسماعيلية

في أواخر شهر أكتوبر الماضي شهدت مدينة الإسماعيلية جريمة قتل بشعة عندما فوجئ أهالي شارع طنطا بشاب يرتدي ملابس "باتمان" السوداء يذبح آخر ويمزق جسده بالساطور على مرأى ومسمع من المارة ثم فصل رأسه عن جسده وتجول بها وسطهم حتى ألقت قوات الأمن القبض عليه. 

وتستأنف اليوم محكمة جنايات الإسماعيلية محاكمة عبد الرحمن وشهرته "دبور" عن اتهامه بالقتل العمد للمجني عليه وذبحه وسط الشارع ويستعرض "الدستور" محطات الجريمة منذ وقوعها حتى الزج بالمتهم خلف القضبان.

بداية الجريمة
قام عبد الرحمن دبور، بذبح رجل أربعيني وفصل رأسه عن جسده، في أحد الشوارع الرئيسية بالإسماعيلية، وسط ذهول المواطنين، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وتمكنت من القبض على الجاني، وتردد حينها أنه مهتز نفسيًا، وسبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان. 

النيابة تعاين مكان الحادث

انتقل فريق من النيابة العامة إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية، وجمع المعلومات الأولية من الشهود، وتفريغ الكاميرات الموجودة بمكان الحادث، واستمعت النيابة إلي أقوال شهود العيان والأهالي والذين أكدوا قيام الجاني الذي تم إلقاء القبض عليه بعد قيامه بالتعدي على شخص وقتله، ثم حمل رأسه وتجول به في الشارع.

وتبين أن المجني عليه يدعى محمد الصادق، 42 عاما، مقيم بمنطقة البلابسة في الإسماعيلية.

علاقة غير مشروعة سبب الحادث

قال شهود عيان أثناء الواقعة إن الجاني دبور، ردد بعض الكلمات لتبرير جريمته الوحشية بأن المجني عليه اعتدى على شقيقة ووالدة الجاني، وقام بجريمته الوحشية انتقاما لشرفه، ولم يتدخل أي شخص من الموجودين أثناء ارتكاب الواقعة.

قرارات حاسمة للنيابة

اصطحب فريق من النيابة العامة المتهم دبور، إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيل الواقعة، في حضور القيادات الأمنية ورجال النيابة العامة، وقام بتمثيل الجريمة بشكل كامل، بعد استماع النيابة العامة، لأقواله وأقوال شهود عيان الواقعة.

وقررت النيابة العامة حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، وانتداب الطبيب الشرعي إلى مستشفى الإسماعيلية العام  لفحص جسد القتيل، والتأكد من البصمة الوراثية وأن الرأس المفصول لنفس الجسد قبل إصدار قرار بتسليم جثمانه لذويه والتصريح بدفنه.

كما قررت النيابة أخذ عينتي دم وبول من المتهم لتحليلها والتأكد من تعاطيه المواد المخدرة من عدمه، وانتداب خبير الأدلة الجنائية لفحص الأدلة التي عثر عليها بمسرح الجريمة.

تكبيرات ومطالبة بالقصاص

صرحت النيابة العامة بدفن جثة المجني عليه وشيع المئات من أهالي محافظة الإسماعيلية، جثمان ضحية واقعة الذبح، وسط تكبيرات ومطالبة بالقصاص من الأهالي، وتنفيذ عقوبة الإعدام شنقا على المتهم حتى يكون عبرة لغيره، وشفاء صدور ذويه وأهله.

اعترافات المتهم أمام النيابة

اعترف المتهم دبور، في التحقيقات بارتكاب الواقعة صراحة، حيث أقر في الصفحة الخامسة عشرة في التحقيقات بارتكاب الواقعة مستخدما في البداية سلاحا أبيض صغيرا مسددا له عدة طعنات، وفي الصفحة السادسة عشرة، استكمل دبور اعترافاته قائلا: "أحمد حاول يبعد عني ولكني لاحقته وكملت طعن"، وأضاف في الصفحتين السادسة عشرة والسابعة عشرة: "طلعت السكينة الكبيرة وطعنته بأكثر من طعنة".

مخدر الشابو السبب

وفي الصفحة الثامنة عشرة، أردف المتهم قائلا: “هي طلبت معايا كدة لأني كنت شارب قبلها مخدر شابو، وقعدت أضربه بالسكينة الكبيرة كذا ضربة على رأسه وجسمه وكتفه، لغاية ما وقع على الأرض، وفضلت برضه مكمل بالسكينة الكبيرة على رأسه وجسمه ورقبته، وكان فيه واحد راكب عجلة عمال بيحجز وبيقولي خلاص، وأنا مركزتش معاه، وفضلت أكمل ضرب في أحمد، وبعدها رحت مسكت السكينة الصغيرة فصلت بيها رأسه عن جسمه، وأخدت رأسه ومشيت بيها في شارع طنطا”.

الطب النفسي يحسم الجدل

ثبت بتقرير إدارة الطب النفسي الشرعي الصادر عن المجلس الإقليمي للصحة النفسية، خلو المتهم عبدالرحمن دبور من أي أعراض دالة على اضطرابه نفسيًا أو عقليًا مما قد تفقده أو تنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز ومعرفة الخطأ والصواب، وذلك سواء في الوقت الحالي أو في وقت الواقعة محل الاتهام، ما يجعله مسئولًا عن الاتهامات المنسوبة إليه.

أولى جلسات محاكمة السفاح

قررت محكمة الاستئناف بالإسماعيلية تحديد جلسة 4 ديسمبر أولى جلسات محاكمة المتهم دبور الذي قام بذبح شخص وسط الشارع بالإسماعيلية.

وظهر المتهم عبدالرحمن دبور، سفاح الإسماعيلية، لأول مرة، خلف القضبان في أولى جلسات محاكمته، برئاسة المستشار أشرف محمد على توحسين رئيسًا، وعضوية المستشار ولاء محمد مجدي الطاهر، والمستشار ياسر حسنى مدبولى.

ونفى المتهم عبد الرحمن دبور أمام هيئة المحكمة، قيامه بقتل مواطن ذبحا بمحافظة الإسماعيلية، وفصل رأسه عن جسده، في محاولة يائسة لنفي ارتكاب الجريمة، رغم وجود المادة المصورة وشهادة الشهود القاطعة

وبدأت المحكمة إجراءاتها، وفوجئت بعدم وجود محامٍ للدفاع عن المتهم، حيث رفض كل محاميّ الإسماعيلية تولي مهمة الدفاع عن السفاح صاحب واقعة الساطور.

وانتدبت هيئة المحكمة محاميا للدفاع عن المتهم، بعد حضوره أولى جلسات المحاكمة بدون محامين، وذلك لعدم بطلان المحاكمة، وبالفعل تولى أحد المحامين مهمة الدفاع عن دبور، وطلب من هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية لإعطائه فرصة للدفاع.

واستجابت هيئة المحكمة، لطلب الدفاع وقررت تأجيل محاكمة "دبور"، إلى جلسة الثلاثاء الموافق ٦ ديسمبر، لإتاحة فرصة أمام دفاع المتهم للاطلاع وتجهيز دفاعه.

السحر في ثاني جلسات محاكمة السفاح
انعقدت ثاني جلسات محاكمة دبور، واستمعت هيئة المحكمة لدفاع دبور، التي استمرت لقرابة ساعتين وطالب فيها الدفاع بالبراءة للمتهم لأن مخدر الشابو السبب الرئيسي في الجريمة وليس دبور لذهاب عقله وعدم إدراكه بالأفعال التي قام بها.

سمحت هيئة المحكمة لوالدة  دبور بلقاء نجلها أمام هيئة المحكمة، وانفجر دبور بالبكاء الهستيري وحضن أمه، وقبّل قدميها، وطالبها بأن تسامحه، وانهارت الأم بالبكاء وردت عليه بأنها تسامحه.

وقالت والدة المتهم دبور، أمام هيئة المحكمة، إن سلوكيات ابنها بدأت في التغيير عقب تناوله المواد المخدرة خاصة مخدر الشابو، وأثر عليه بشكل كبير، وكانوا يظنونه سحرا وليس تأثير المخدر.

 وأضافت والدة المتهم، أن نجلها أفضل أولادها، ولم تكن تتوقع منه ذلك، وأنه كان يصلي ويصوم.