رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يقوم من حفرة يقع فى دحديرة

عنوان المقال، مثل عربي قديم يشير إلي من يحاول الخروج من مشكلة ليقع في مشكلة أكبر والمثل يشير إلي صدامات غير متوقعة، والخروج من مشكلة ليواجه المرء أزمة خانقة حتى يقول ليتني قبلت المشكلة الأولى حيث كانت أقل خطرًا وأيسر حلًا، فيشرح الشاكي ظروفه وهو يري أعدادًا من الأدباء والمثقفين الذين يتسولون لقمة العيش بل وكم عدد المرضي الذين ماتوا قبل أوبعد افتضاح عجزهم عن اللجوء للعلاج وشراء الدواء والتآخي مع البلاء.
وآخر يتساءل: كم حفرة على الشخص أن يرتادها قبل أن يرتدي ثوب الشهيد؟..  ثم تسمع آخر يتجرع مرًا ليسمع صرخات آخر ويقول: اقتلونا وارحمونا.. ليسمع تساؤل صديق قائلًا: ألسنا كلنا شهداء هذا العصر الذي تغطي بالعنصرية فيترجم آلامه في كلمتين لا ثالث لهما: "اقتلونا لترحمونا".
ويتردد السائل: ألسنا كلنا شهداء هذا العصر؟.. وصوت شريك الآلام يعزي صديقه في رسالة مطلعها: "ها أنا أكتب من حفرة الظلام الموسومة لشخصي الكريم ، بل الذي كان كريمًا ويوم ولادتي بمداد الأمل المفقود على صفحة سيلتقطها زبانية المستبد وبدوره يلقيها إلى نقرة جديدة موسومة بإبداعات جديدة معنونة بإبداعات العولمة".
ومن بعد تسمع أنات وآهات صيغت في كلمات منها " عبر سني عمري زرت حفرًا عديدة وكأنني في برنامج سياحي يرشدني إلى غرائب الكوكب وعجائب الدنيا"، وإذ بك تسقط في حفرة كانت مغطاة بقش باهت حتى تكرر السقوط فيها من العديد من العابرين الطريق، ولم يفكر أحد في وضع علامة تحذير: "هنا حفرة"، ولكنها تتكرر وبعد الراحة يعود الزائر إلى وطنه ليراه الأفضل بكل المقاييس، فلا يسعه إلا الشكر والتقدير لفرق، لا تهدأ قبل أن تصحح المسار وتتخلص من كل ما يشوه وطني الجميل الذي كثيرًا ما ظلمناه، والمثل يقول من رأي أزمات الغير هانت عليه أزماته لا سيما وهناك من يحرسون ويسهرون لإصلاح ما عطب، وهنا نذكر المثل الفرنسي الذي يترجم الى لغة الضاد على هذا النحو: "مهلًا، انظر إلى الطائر الصغير كيف يجمع القليل من القش ولا يمل حتى يكمل موضع البيض الذي سيصبح طيرًا في أوانه ".
وعودة إلى كورونا والذي ظهر حديثًا أنها غيرت من جلدها أو لونها لتظهر في ثوب جديد الذي تم كشفه يوم أربعة وعشرين من الشهر المنتهي، نوفمبر، وظهرت في جنوب إفريقيا حسب تقرير منظمة الصحة وأول ظهور للفيروس المتحور مؤخرًا كان في بوتسوانا وأعطي اسم أوميكرون، ويقول الباحثون إن خطورته أشد تأثيرًا من الطفرات الأخرى.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن البيانات الأولية تظهر أن سلالة أوميكرون هي السلالة الأكثر تحورًا التي تم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتي الآن، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد من خطر الإصابة مجددًا .
واكتشاف هذا التمحور الجديد والذي ظهر أولًا في بلجيكا، ثم في إسرائيل بيد أنه ظهر أيضًا في البلدان المحيطة بجنوب إفريقيا في بوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو كما تم الإعلان عنه في هونج كونج، مما أدى بمجموعة من الدول إلى تعليق رحلاتها المتبادلة مع كل هذه البلاد، كما يوجد اشتباه في وصوله إلى ألمانيا.
وإن لم توضح لنا منظمة الصحة العالمية سبب تسمية المتحور بـ أوميكرون، إلا أنها أشارت إلى أن بعض طفرات هذا المتحور يندرج مع سلالات أخرى كدلتا وألفا وبيتا، كما أوضحت أن المتحور الجديد يرتبط بواحد من تغييرين رئيسيين عن الإصابة بالسلالة التقليدية للفيروس وارتفاع شديد في العدوى وارتفاع في صعوبة الكشف عنه وفي فاعلية التطعيم والعلاج. وأما عن سر التسمية التي أطلقتها أمس منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد متعدد الطفرات، فعلى ما يبدو أن الإجابة بسيطة جدًا، فعبارة أوميكرون تعني حرف الـ "o"   باليونانية، وهو الحرف الخامس عشر في أبجديتها.
أما لماذا أطلق هذا الحرف على السلالة المستجدة؟، فالجواب سهل أيضًا: الأبجدية اليونانية، إذ اعتادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ ظهور كوفيد- 19 أواخر العام 2018 على استخدام أحرف من الأبجدية اليونانية، كـ "ألفا وبيتا وجاما ودلتا"، من أجل تسمية المتحورات التي طفت إلى السطح.
وأن فريقًا من المتخصصين تابعًا للمنظّمة العالمية أوصى باستخدام الأحرف اليونانية لتسهيل الأمر على غير المتخصصين. كما أنهم أكدوا حينها أن الخبراء لا يطلقون أسماء مدن أو بلدان على متحورات كورونا عامة. كما يذكر أن لجنة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية أعلنت، أن المتحور الجديد الذي تم اكتشافه لأول مرة في جنوب قارة إفريقيا شديد العدوى ومثير للقلق، فيما أعلنت وكالة صحية أوروبية أن خطر انتشاره في أوروبا "مرتفع إلى مرتفع جدًا".
إنها صرخة عالمية لمواجهة هذا الفيروس الجديد وكيفية اتخاذ الوسائل لمواجهة هذا الوباء الخطير.