رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأرض الآمنة.. أهالي سيناء يعودون إلى قراهم فى حماية الجيش.. ومشروعات التنمية تستقبلهم

الأرض الآمنة
الأرض الآمنة

خلال سنوات قليلة نجحت قواتنا المسلحة فى تطهير أرض سيناء من دنس الإرهاب وإعادة إرساء الاستقرار وفرض الأمن، وهى الجهود التى تكللت بعودة الأهالى الذين فروا من ديارهم فى السابق، خوفًا على أرواحهم، إلى قراهم وبيوتهم من جديد فى حماية أبطال الجيش المصرى.

العودة أبلغ دليل على نجاح مهمة قواتنا المسلحة، ومجرد بداية لعمل وجهد كبيرين لمواصلة خطط التنمية وتوفير الخدمات الأساسية والمرافق العامة التى تضمن العيش الكريم لأهالى أرض الفيروز.

لجان الحصر تبدأ عملها لصرف التعويضات

أشاد عبدالواحد محمد، ٥٦ عامًا، أحد أهالى قرى الشيخ زويد، بقرار السماح بالعودة إلى قراهم بعد غياب سنوات، وتقديم جميع المساعدات والتسهيلات بمجرد وصولهم القرية.

وقال: «العمليات الإرهابية التى شنها المتطرفون على قريتى أجبرتنى على الرحيل، والبحث عن مأوى آخر أكثر استقرارًا، واضطررت للذهاب إلى مدينة السادات بمحافظة المنوفية». وأضاف: «الفرحة لم تسعنى حينما عرفت أنه أصبح بإمكانى العودة إلى قريتى ومزرعتى، وأننى سأجتمع مجددًا مع أشقائى وجيرانى بعد أن تفرقنا بين المحافظات، وبمجرد علمى بالأمر لم أطق الانتظار، وقررت السفر إلى أرض الفيروز فى اليوم نفسه ليلًا». وتابع: «فور دخولنا القرية، وجدنا لجانًا تعاين منازلنا، كى تعوضنا وتساعدنا على بنائها، ووفرت لنا محولات كهربائية جديدة، وأصلحت خطوط الكهرباء، وأعادت تشغيل أعمدة الإنارة، وأتاحت لنا أيضًا معدات حرث الأراضى وإزالة الحشائش تمهيدًا لزراعتها بمحصولى الشعير والعدس». واختتم «عبدالواحد»: «قرار عودتنا إلى منازلنا رد على جميع المشككين، ورسالة لكل دول العالم أن مصر آمنة، وأوجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى.

إعادة بناء المنازل المتهدمة

عبر مصطفى سليمان، صاحب الـ٥٠ عامًا، أحد أهالى قرية أبورفاعى بمدينة الشيخ زويد، عن سعادته البالغة بعودته إلى مسقط رأسه، الذى تركه قبل ٧ سنوات رغم أنفه بسبب الإرهاب الغاشم، قائلًا: «أخيرًا رجعنا بيوتنا تانى، دى كانت أمنيتنا الوحيدة فى الحياة».

وأضاف: «أثناء محاربة القوات المسلحة للإرهاب، كان من الضرورى ترك المنازل، حتى لا تكون ثغرات يستغلها الإرهابيون، لذلك انتقلت إلى محافظة الإسماعيلية واستأجرت شقة، والتحق أبنائى بالمدارس والجامعات هناك، واستقرت أحوالنا، ولكن كنا نشعر دائمًا بالغربة، ونأمل فى العودة إلى الديار». 

وتابع: «وصلت القرية قبل ٥ أيام مع أشقائى بعد معرفتهم بقرار العودة، وتجمعنا مع أهالى القرى فى المجلس المحلى للمدينة، وشهدنا لحظة رجوعنا فى موكب ضخم من أفراد القوات المسلحة لتأمين الطرق والتأكد من خلوها من الألغام، ثم بعد ذلك تفحصوا ديارنا، ووفروا لنا أماكن مؤقتة للسكن، لحين الانتهاء من إعادة بناء منازلنا». 

واختتم: «عادت لى الحياة مجددًا بعد الغياب الكبير، الآن أشعر بالأمان، ولكى نتمكن من التواصل الدائم مع أفراد الجيش، أمدنا قائد الكتيبة برقم أرضى من أجل التواصل معه فى حالة وجود شكاوى».

تطوير مطار البردويل ومحطة المعالجة لرى 400 فدان

قال سلامة الرقيعى، عضو مجلس النواب عن دائرة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، إنه يتم حاليًا إنشاء منظومة طرق متنوعة تربط محافظة الشمال بالجنوب فى أرض الفيروز بشكل عام، من خلال طرق بئر العبد والمغارة بطول ١٦٠ كيلومترًا.

وأضاف «الرقيعى» أنه يتم تطوير مطار البردويل ومجمع الرخام فى وسط سيناء وتطوير ميناء العريش البحرى، إلى جانب العمل على تطوير بحيرة البردويل لكى تتم الاستفادة منها فى منظومة الأسماك وزيادة إنتاجها.

وتابع: «يجرى تطوير المنظومة الزراعية الخاصة بمحطة المعالجة الثلاثية (بحر البقر) التى توجد شرق قناة السويس، ويستهدف منها رى ٤٠٠ ألف فدان كمساحة كلية تبدأ الأولى بـ٢٨٠ ألف فدان شمال سيناء».

وذكر: «صرف المياه الخاصة بالمحطة يبلغ ٥ ملايين متر مكعب، لذلك تحتاج إلى مساحة ضخمة، ويتم حاليًا تجهيزها لكى يتم وضعها فى منظومة التنمية الزراعية المستهدفة فى مصر عامة وشمال سيناء خاصة».

وأشار إلى أن هناك منطقة الصناعات الثقيلة المتخصصة فى صناعة الأسمنت والرخام، ويستهدف أن تكون هناك زيادة فى المساحة الصناعية لجذب الاستثمارات الخاصة بالموارد الطبيعية.

ونوه «الرقيعى» بأن هناك رغبة من الأهالى فى تطوير البينة الأساسية، وهى أحد الروافد التى تساعد على التوطين.

تشغيل الهواتف الأرضية وحل مشكلات الكهرباء

أكد عزيز مطر، نائب عن الدائرة الأولى بشمال سيناء، أن قرار عودة أهالى سيناء لمسقط رأسهم بعد ٤ سنوات، يمثل رسالة صريحة لكل دول العالم بأن مصر آمنة خالية من الإرهاب، ويعد ذلك انتصارًا للقيادة السياسية على المخططات الإرهابية التى عجزت جميع دول العالم عن السيطرة عليها. وأضاف «مطر» أن الدولة تحرص على عودة الحياة الطبيعية للأحياء بعد أن كانت مهجورة، من خلال تولى النواب مسئولية رصد مطالب أهالى القرى، والتواصل مع المحافظ والقيادة السياسية لتلبية احتياجاتهم، مشيرًا إلى زيارته قرى أبورفاعى والعراج وأبوفرج، واستماعه إلى مشكلاتهم فى إعادة تشغيل وتأهيل المرافق العامة، لافتًا إلى سعادة الأهالى البالغة بالعودة إلى قراهم وإقامتهم الاحتفالات وتقديمهم الولائم. 

وأكد «مطر» أنه تم حل مشكلات الكهرباء فى معظم القرى من خلال صيانة وتجديد خطوط الكهرباء والمحولات المتهالكة، منها قرية أبوفرج بمدينة الشيخ زويد، فضلًا عن تشغيل خطوط التليفونات الأرضية، وتأهيل المدارس وافتتاح المراكز الصحية، وتطهير المزارعين لأراضيهم من الحشائش، والبدء فى زراعة الشعير والقمح والزيتون. 

وأشار إلى أنه يتم حاليًا النظر إلى المطالب الفردية لأهالى القرى، مثل طلبات تحويل الطلاب من مدارس المحافظات إلى مدارس قراهم.

باحث يطالب بضم قرى الشيخ زويد إلى مبادرة «حياة كريمة»

وصف عبدالمنعم الرفاعى، الباحث فى شئون القبائل، عودة أهالى سيناء إلى منطقة الشيخ زويد بأنه انتصار للقيادة السياسية، ويبعث برسالة لكل دول العالم عن توافر الأمن والأمان فى مصر.

وشدد «الرفاعى» على الفرحة العارمة التى تملكت الأهالى بعد عودتهم إلى الشيخ زويد، مشيرًا إلى أنهم رفضوا تشييد منازل فى المحافظات التى انتقلوا إليها، وكان لديهم أمل كبير فى العودة مرة أخرى، على الرغم من انهيار منازلهم، فى ظل ثقتهم الكبيرة فى قدرة القوات المسلحة على فرض سيطرتها فى سيناء، والقضاء على الإرهاب بكل صوره. وأرجع الفضل فى إعادة سيناء إلى الأفضل للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ظل المجهودات الكبيرة التى يبذلها مع القوات المسلحة، مطالبًا بضم قرى الشيخ زويد إلى مبادرة «حياة كريمة»، تعويضًا للأهالى عن سنوات الحرمان والمعاناة التى عاشوها بعيدًا عن أراضيهم. 

عودة 3000 مواطن للصيد فى ميناء العريش.. والمستفيدون: «روحنا رجعت لينا»

التنمية فى سيناء امتدت لتشمل كل شىء، بما فيه قطاع الصيد، الذى توقف نشاطه لمدة ٤ سنوات تقريبًا، إلى أن عاد من جديد بفضل مجهودات القوات المسلحة وأجهزة الدولة فى القضاء على الإرهاب.

وقال أسامة محمود، صياد فى مدينة العريش، يبلغ ٤٧ عامًا، إنه يعمل فى مهنة الصيد منذ كان عمره ١١ عامًا فقط، ولا يعرف غيرها بعد أن ورثها عن والده وجده، وورثها لأبنائه الذين يساعدونه فى الصيد وبيع السمك.

وأضاف «محمود»: «بعد توقف الصيد فى ميناء العريش، أسرتى عانت كثيرًا، فقد قضيت ٤ سنوات عاجزًا عن توفير نفقات أبنائى الخمسة، ولم يكن لدى أى مصدر دخل يساعدنى على مواجهة ظروف الحياة القاسية بسبب ذلك». وواصل: «عرفت من منشور على إحدى صفحات المحافظة بموقع فيسبوك بإصدار قرار بالسماح للصيادين بالعودة إلى الصيد مرة أخرى، فدخلت الفرحة قلبى للمرة الأولى منذ زمن بعيد، وشعرت بأن الحياة عادت إلىّ من جديد، وأسرعت لأبشر زوجتى وأولادى الذين ذاقوا معى مرارة العيش، منذ انقطاعى عن الصيد».

واختتم: «لحظة نزولى المياه وصيدى أول سمكة بعد توقف ٤ سنوات، كانت أكثر فرحة شعرت بها فى حياتى.. كانت فرحة لا توصف.. حصلت على أعداد كبيرة من الأسماك وبعتها فى السوق، وخصصت بعضًا منها لإطعام أولادى، فقد كانوا ينتظرون لحظة عودتى محملًا بالأسماك».

لم تختلف فرحة سمير مبروك بعودة الصيد عن سابقه، فالرجل البالغ من العمر ٤٥ عامًا، ويقطن قرية الصيادين فى «عزبة أبوسلامة»، يقول إن «روحى رجعت لى بالقرار ده.. قضيت عمرى كله فى البحر، وذكريات أبويا وجدى مدفونة فيه».

وأضاف «مبروك»، لـ«الدستور»: «الجهات المعنية منحتنا مهلة لمدة ١٠ أيام، من أجل الاستعداد لممارسة نشاطنا مرة أخرى، فاستغليت هذه الفترة فى إصلاح المركب الخاص بى، الذى لم يتحرك من مكانه منذ قرار غلق ميناء العريش».

بدوره، قال المهندس سامى الهوارى، رئيس منطقة الثروة السمكية فى شمال سيناء، إن الصيادين عادوا للصيد فى ميناء العريش البحرى مرة أخرى، بعد توقف استمر سنوات، لكن وفقًا لمواعيد ومناطق محددة أقرتها الجهات المعنية.

وأوضح «الهوارى» أن هناك ١٤٣ مركبًا و٣ آلاف صياد عادوا لممارسة الصيد فى غرب ميناء العريش، بدءًا من السابعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، على أن تكون هذه العودة بشكل تدريجى، لحين انتهاء الصيادين من صيانة وإصلاح المراكب وتجديد التراخيص.

وكشف عن تقديم المساعدة للصيادين فى إعادة تأهيل المراكب المتهالكة، ومدهم ببدل صيد لحمايتهم من البرد الشديد، فضلًا عن توفير مستلزمات الصيد من الشباك والغزل وغيرهما