رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بمناسبة الاحتفال به..

لماذا تختلف الارثوذكسية مع الكاثوليكية حول «الحبل بلا دنس»؟

السيدة العذراء
السيدة العذراء

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية الفترة الحالية بعيد الحبل بلا دنس، والذي يعتبر أشد الخلافات بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

وشرح الأب وليم عبد المسيح الفرنسيسكاني، عقيدة الكنيسة الكاثوليكية في الحبل بلا دنس قائلا: «أعلن البابا بيّوس التاسع، في الثامن من شهر ديسمبر سنة 1854، بشكل رسمي أَنّ مريم البتول قد نُزِّهت عن الخطيئة الأصليّة، وأَنّ اللّه وقّى نفسها من الخطيئة الأصليَّة، منذ الدقيقة ‏الأُولى، هذه العقيدة تؤكِّد تعلّق المؤمنين بأمّ الله منذ تكوين الكنيسة، فهم يعترفون بأنّ مريم العذراء، منذ ‏اللَّحظة الأُولى لتكوينها عُصِمَت، بنعمة من اللّه، من الخطيئة الأصليّة، عاشت حياتها دون أن ترتكب ‏خطيئة واحدة تشبّهًا بابنها الذي تشبّه بالإنسان في كلّ شيء ما عدا الخطيئة»، فإن عاشت مريم حياتها ‏‏«ممتلئة نعمة» من اللّه.

وأضاف: «يهينئنا هذا العيد للاحتفال بميلاد الرب، إذ يذكرنا بأن الله كان يعد البشرية لتجسد الكلمة الأزلي، وقد ‏تدخل بشكل خاص في التاريخ لما أختار مريم البتول وصانها من كل خطيئة لتكون هيكلاً لائقاً للطفل ‏الإلهي وخيمة العهد الجديد، المملوءة من مجد الله، فتتحقق فيها نبوءة سفر التكوين، وتكون حواء الجديدة ‏التى تسحـق مع نسلها رأس الحية القديمة وتهب العالم المخلص الموعود».

بينما تختلف مع ذلك المعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي شرح وجهة نظرها الباحث حلمي القمص يعقوب، في كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟، وقال: «بادئ ذي بدء نقول أن هناك فارق بين الحبل بلا دنس والميلاد البتولي، فالمقصود بالحبل بلا دنس بحسب رأى الإخوة الكاثوليك هو ولادة مريم العذراء دون أن ترث الخطية الأصلية الجدَّية التي سقط فيها آدم وتوارثتها الأجيال، أما الحبل البتولي فالمقصود به ولادة يسوع المسيح بدون زرع بشر وبدون الخطية الجدَّية، وهذا أمر لا خلاف فيه حتى مع غير المسيحيين».

وأضاف: «بين الرفض والقبول: حكى الأب مكسيموس كابس قصة غريبة فقال "حدث أن الدنماركيين بدأوا يُعيِدون هذا العيد في الثامن من شهر ديسمبر وكان ذلك في الجيل «القرن» الثاني عشر، فاغتاظ ملك إنجلترا، أرسل لهم أحد الكهنة لكي يرد عليهم «كي يوضح لهم خطأ عقيدة الحبل بلا دنس، سافر الكاهن ذاهبًا إلى الدنمارك فكاد القارب الذي كان يركبه أن يغرق فصرخ وقال «يا عذراء» فظهر له شيخ مهيب فقال أنى مُرسل من قبل التي أنت طلبت شفاعتها، فهل تَعدْ بأنك تعيد «عيد الحبل بلا دنس» الذي أنت ذاهب لتلاشيه؟! فقال الكاهن في أي يوم تريده؟! فقال في الثامن من ديسمبر، فوعدَّ بذلك وعندئذ هدأت العاصفة ورأى نفسه أنه بالقرب من الشاطئ الذي ركب منه أي شاطئ إنجلترا الذي تركه فنزل وحكى للملك ما حدث.

وهنا السؤال: «هل يمكن أن ننشئ عقيدة بناء على رواية شخص حتى ولو كانت هذه الرواية تتعارض مع الكتاب المقدس؟!».

وتابع: «وظلت هذه العقيدة لقرون طويلة تتذبذب بين الرفض والقبول، فقد رفض القديس أغسطينوس هذا الرأي مما عطل قبول الآخرين له، فيقول الأب أوغسطين دوبره لاتور: هكذا لم يُسلم «القديس» أوغسطينوس أن مريم كانت بلا خطيئة منذ الحبل بها لأنها حُبل بها بعلاقة جسدية.

 لقد كانت عقيدة أوغسطينوس مدة طويلة عقبة في وجه علماء اللاهوت في الغرب «ومنهم القديس توما الاكويني»، دون أن يسلّموا بالحبل بمريم بلا دنس "إذًا هذه العقيدة رفضها كثير من علماء اللاهوت في الغرب مثل بيرنرد كليروفوس الذي مات سنة 1153، وتوما الاكويني الذي مات سنة 1274 وغيرهما.