رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذوو الإرادة الخارقة

من أجمل وأرق وأجلّ المعاني والأحاسيس أن نجعل إنسانيتنا تسمو على كل شيء، فتكون هي البذرة التي تنبع منها قراراتنا، والهدف الذي نسعى لتحقيقه، والغاية التي خُلقنا من أجلها، والحقيقة أن القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" أثبتوا مدى حرصهم على غرس كل المعاني النبيلة بداخل كل إنسان، فمن بضعة أيام كان اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة "ذوي الهمم"، والموافق 3 ديسمبر، وقد قامت الدولة بالاحتفال بهم، ومُحاولة رسم البسمة على شفاههم، وتلبية رغباتهم، وذلك حرصًا من الدولة على دمجهم داخل المجتمع، والاستفادة من قدراتهم التي حباهم الله بها، وبالاستماع إليهم، ودراسة مواهبهم، ثبت أن كلا منهم لديه طاقة وإرادة غير عادية يمكن أن تجعل منه بطلاً ونجمًا في موهبته، ويكون له مستقبل رائع، وهذا لحكمة شديدة العُمق من المولى عز وجل في ترسيخ مفهوم عظيم جاء على لسان الله تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، أي أن الإنسان لو حصل على كل شيء في الحياة لتجبّر في الأرض، أو ربما يُصيبه اليأس والقُنوط، والأدهى من ذلك أنه قد يستصغر النعم ويُسفه منها، لذا كانت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تم توزيع النعم على الإنسان بقدر، حتى يشعر بقيمتها، وحتى يسعى في الأرض ويُعمرها. وعندما يُصاب الإنسان في جسده، أو عقله، أو ماله، يُعوضه الله بنعمة أخرى لا تقل في عظمتها عما أخِذَ منه، وهذا ما أدركناه بالفعل، ونحن نحتفل بذوي الهمم، والذين يستحقون وبجدارة لقب ذوي الملكات والإمكانيات الخاصة، لأنهم بالفعل لديهم طاقة وإمكانيات وإرادة ومواهب جبارة، تجعل الأمل يُبث في قلب الإنسان، ويستشعر مدى احترامه لهم.

ولذا أظهر الرئيس السيسي اهتمامًا بالغًا بهم، فلم يتوان في الاستجابة لرغباتهم ومُتطلباتهم، وحرص كل الحرص على حُضور كل مُناسباتهم، وهذا السلوك الإنساني الرفيع والدافئ ليس بجديد على فخامة الرئيس السيسي، الذي دائمًا ما تتجلى سلوكياته الإنسانية في كل المواقف التي تؤكد مدى إحساسه بالغير، ورغبته في إسعاد المواطنين، وتقديم كل المُساعدات لكل مُحتاج، وتلك السلوكيات تزرع الإنسانية والمسئولية بداخل كل مواطن. فبناءً على توجيهات الرئيس تم افتتاح 12 مركزًا للتخاطب وتنمية المهارات لذوي الهمم، وذلك لتقديم خدمة مجانية في 8 محافظات، في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزارة الشباب والرياضة، ومُؤسسة زايد العليا لأصحاب القُدرات الخاصة، والتي تهدف إلى إنشاء 60 مركزًا للتخاطب بكل مُحافظات الجمهورية، على مدار 3 سنوات، علاوة على إقامة المهرجانات الرياضية، وكذلك تم الاهتمام بالجانب الثقافي، حيث تم عمل مسابقة "الحُلم المصري"، وهي مُسابقة ثقافية فنية رياضية، تم المشاركة فيها في مجالات الفن والأدب والإبداع، وقد حرص الرئيس السيسي على تكريم اللاعبين واللاعبات والمُدربين المُحققين لميداليات في دورة الألعاب البارالمبية "طوكيو 2020م" بقصر الاتحادية، كما أقيمت دورة الألعاب الإفريقية الأولى للأولمبياد الخاص "مصر 2020م" داخل ملعب الدفاع الجوي، تحت رعاية الرئيس السيسي، وضمت 800 لاعب من 42 دولة، لتمثل أكبر تجمع في تاريخ حركة الأولمبياد الخاصة للاعبين الأفارقة، وقد كرم سيادته أبطال مصر الذين حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية وبُرونزية في دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية والعسكرية، وطالب المسئولين بتوفير مُتطلبات أصحاب القُدرات الخاصة من مرافق تسهل حركتهم وسيرهم، سواء في الشوارع أو وسائل النقل العام.

ومن الناحية التشريعية، فقد تم إصدار قانون حُقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018م، وقد صدرت اللائحة التنفيذية للقانون والتي تنظم العمل به. ففي الحقيقة حرص كل مؤسسات الدولة على تقديم كل الوسائل لذوي الهمم، لكفالة تفاعلهم مع كل فئات المجتمع، وذلك لضمان الاستفادة المُزدوجة للطرفين، وذلك باندماجهم مع المُجتمع، واستفادة المُجتمع من إمكانياتهم وقُدراتهم الخاصة.

ولذا، فقد تم التوسع في مظلة الحياة الاجتماعية لهم من كل النواحي، سواء الاجتماعية، أو القانونية والتشريعية، والرياضية، والثقافية، وهذا هو التوازن السليم الذي يُحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين كل المُواطنين، دون تفرقة بينهم على الإطلاق، وتلك هي المبادئ التي رسخها الدستور المصري، وهذه هي المعاني التي ينشدها كل الأديان والكتب السماوية.