رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد ممدوح: تنبأت بنجاح فيلم «أبوصدام» قبل تصويره لكنى لم أتوقع الحصول على جائزة «القاهرة السينمائى»

محمد ممدوح
محمد ممدوح

حفاوة كبيرة استقبل بها جمهور مهرجان القاهرة السينمائى فيلم «أبوصدام» الذى عرض خلال الحدث، والذى أبهر النقاد والمتابعين بتقنياته المختلفة واحترافية أبطاله، خاصة النجم محمد ممدوح.

وتدور أحداث العمل حول سائق شاحنات قديم يتمتع بخبرة كبيرة ويدعى «أبوصدام»، ويجسد شخصيته الفنان محمد ممدوح، والذى يحصل أخيرًا على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالى، بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، فيقرر إنجاز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرض إلى موقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

وينطلق عرض فيلم «أبوصدام» فى السينمات يوم ٢٢ ديسمبر الجارى، بعد عرضه لأول مرة فى الدورة الـ٤٣ من مهرجان القاهرة السينمائى، ممثلًا مصر فى الحدث الفنى المهم.

«الدستور» التقت بطل العمل الفنان محمد ممدوح، للحديث عن «أبوصدام» وكواليس الفيلم وأجواء التصوير وغيرها من التفاصيل.

وإلى نص الحوار:

■ هل كنت تتوقع الفوز بجائزة أحسن ممثل عن دورك فى فيلم «أبوصدام» بمهرجان القاهرة السينمائى؟

- لا، لم أتوقع أبدًا الفوز، خاصة مع عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة.

■ وماذا كان شعورك حين قدمك الفنان الكبير رشوان توفيق لتسلم الجائزة؟

- شعرت وكأننى حصلت على أكثر من جائزة، وتقديم الفنان الكبير رشوان توفيق لى على مسرح دار الأوبرا والكلام الذى قاله عنى تكريم كبير لى.

وأشكر جميع مَن وقفوا إلى جانبى، وأولهم زوجتى وأهلى، كما أشكر جمهورى العظيم، والمخرجة المتميزة نادين خان وأحمد فهمى، وكل فريق فيلم «أبوصدام» الذين أبدعوا ولم يقصر أحد منهم فى دوره فى العمل.

■ حدِّثنا عن شخصية «أبوصدام»؟

- هى شخصية مركبة، يعيش أزمة فى أن المجتمع يضعه دائمًا فى قالب ظالم، من ناحية أنه الرجل الضخم القوى، ومع ذلك هو يسعى دائمًا لإثبات حقيقة ما يراه الناس فيه، لأنه مهزوم وأخلاقياته وأزماته النفسية تضعه فى سياقات سيئة وتدخله فى حالات مشوشة، وهذه المشكلات يقابلها فى بيته وفى ظروف عمله.

وأنا لم أغير شيئًا فى شخصية «أبوصدام»، لقد قدمتها كما هى بكل عيوبها، هى شخصية لها جوانب سلبية كثيرة، ولكن من الممكن أن نلتمس لها العذر نتيجة تربيته وما يقابله من مشكلات، وأنا كنت شديد الاقتناع بالشخصية ولذلك قدمتها.

■ ما الذى دفعك إلى قبول الدور؟

- السيناريو الجيد، وكذلك عمق الشخصية، إلى جانب احترافية فريق العمل كله، ومنهم من تعاملت معه من قبل مثل أحمد فهمى فى «عيار نارى».

والحقيقة، أنا كونت تصورًا عن نجاح الفيلم قبل تصويره، رأيته شيئًا مختلفًا وحقيقيًا، والأمر الجيد أن تكون التجربة جيدة، وهذه أول تجربة سينمائية تقام بهذا الشكل فى مصر، ورأيت الفيلم نوعًا من التحدى، كيف أجعل المشاهد يتفاعل معى ويجلس ويستغرق فى المشاهدة.

■ هل تميل دائمًا لأداء الأدوار المركبة؟

- جميع الشخصيات مركبة، ولكن ليس هذا ما يجعلنى أقبل بالأدوار من عدمه، أنا أنحاز إلى الدور الجيد، والكتابة والسيناريو الجيدين، ونقاشى مع المخرج يجعلنى أتقن الشخصية أكثر.

■ حدِّثنا عن تعاونك مع نادين خان مخرجة الفيلم؟

- العمل مع نادين خان ممتع للغاية، وأتمنى من كل قلبى أن تتكرر تجربتى معها مرة ثانية، لأن نقاشنا معًا هو الذى شجعنى على خوض التجربة، إلى جانب أن السيناريو كان ممتعًا.

كنا نعقد ورش عمل ونتباحث حول الشخصيات، خاصة شخصية «حسن التباع» التى جسدها الفنان الشاب أحمد داش، والذى كان يرافقه فى كابينة «التريلا»، حيث يتعرضان معًا إلى مواقف صعبة وظروف معقدة ويضطران إلى مواجهة ذلك.

■ بالتأكيد كانت هناك مشاهد صعبة.. حدِّثنا عنها؟

- كل المشاهد كانت صعبة، ولكن الأصعب حركيًا هو إعادة المشاهد التى تصور فى أثناء قيادة «التريلا»، كنا نتحرك ثم نعود ونتحرك ونعود وهكذا، وما صعب الأمور أكثر أننا كنّا على الطريق الصحراوى الدولى، وهذا طريق سريع والتصوير عليه صعب للغاية، لكن نجحنا فى الأخير.

ومشهد الحادثة كان صعبًا جدًا، لأن التصوير تم فى أثناء وجود مطر حقيقى وكنّا خائفين من أى طوارئ، لأن «التريلا» كادت أن تنزلق على الطريق وكان الموضوع صعبًا، لكن الحمد لله عدى على خير.

■ هل واجهت صعوبة كبيرة فى قيادة «الـتريلا»؟

- جلست مع «أسطوات» فى هذه المهنة، من بينهم الأسطى عمر ووالده، وأنا أوجه لهما كل الشكر.

جلست مع هؤلاء السائقين فترة كبيرة وتعلّمت منهم كيفية القيادة، وتفاصيل المهنة، وأسماء المعدات التى يستخدمونها لتنظيف السيارة.

عقدنا الكثير من الجلسات، وتدربت كثيرًا، وعلمونى القيادة جيدًا، وتعبوا معى للغاية، وأنا سعيد للغاية أننى جلست مع هؤلاء السائقين، لأننى تعلمت منهم الكثير.

عرفت منهم أن لديهم فى «التريلا» سرير وتلاجة ومن الممكن أن يبيتوا ١٠ أيام فى الطريق، وينقلوا نحو ٤٠ طنًا من الأحمال.

■ أغلب نجاحاتك كانت على المستوى الدرامى لا السينمائى.. كيف تفاعلت مع طرح «أبوصدام» فى دور العرض؟

- لم أُكون انطباعات حول هذا الأمر حتى الآن، لأن الفيلم لم يعرض بعد فى دور العرض، وسينطلق عرضه يوم ٢٢ ديسمبر الجارى، لكن رد فعل الجمهور فى مهرجان القاهرة كان إيجابيًا للغاية، وسعدت به جدًا، وأحمد الله على هذا الإنجاز، ولا أشعر بالفرق بين السينما والتليفزيون، أنا أقدم الشخصية بالشكل المطلوب وفقط، هذا ما يشغلنى، والأهم أن أقدم الدور الذى يضيف إلىّ.

■ هل «التريلا» كانت مُصنعة خصيصًا للفيلم؟

- بالفعل، لأنه كان من الصعب أن يتم التصوير داخل شاحنة حقيقية، لأن كابينة التريلا ضيقة للغاية، وكان الأمر يحتاج إلى براح لتصوير مشاهد القيادة إلى جانب تصوير السرير الخلفى الموجود فى الكابينة، ومسألة التصوير داخل الكابينة لم تكن سهلة للغاية، ومسألة التعود على الجلوس فى الكابينة تطلبت منى تدريبًا لمدة أسبوع.

وكنا نصور داخل الشاحنة لوقت طويل وأحيانًا لم نكن نخرج منها طوال مدة التصوير، لكن كان يحكمنا اختلاف إضاءة النهار والليل.

■ التصوير فى مكان واحد لساعة ونصف الساعة طول مدة الفيلم.. ألم يكن ذلك مخاطرة؟

- فعلًا، وكان تحديًا كبيرًا جدًا، والاختلاف عامةً شىء جميل، وهذه التجربة تحدث فى مصر لأول مرة، هذه سينما جديدة ومختلفة، لذلك كنت متوقعًا أن ينال العمل إعجاب الجمهور وما زلت أعدهم بذلك عندما يعرض فى دور العرض.

■ كيف كان التعاون مع الفنان الشاب أحمد داش؟

- العمل مع أحمد داش ممتع جدًا، وأنا سعيد للغاية بالتعاون معه، لأنه تقمص الشخصية جيدًا، وكان ينظف التريلا كأنه «تباع» حقيقى، وأرى أن «أحمد» سيكون من أهم الممثلين فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

هل سيكون هناك جزء ثانٍ من مسلسل «لعبة نيوتن»؟

- لا توجد أجزاء أخرى من «لعبة نيوتن»، لقد اكتفينا بجزء واحد وهو ما تم عرضه فى شهر رمضان الماضى، ولا يوجد أى مخطط لجزء جديد.