رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شهوة الملاك» لياسر عبداللطيف.. تحية للثمانينيات التى نحب حتى جرائمها

نص مختلف يجمع بين الكتابة القصصية والتحقيق الاستقصائى فى قضية فتاة المعادى الشهيرة 

الكاتب يسجل خبرة مجموعة من مراهقى حى المعادى مع مسجل خطر اتهم فيما بعد باختطاف فتاة المعادى من خطيبها واغتصابها 

نص مكتوب بطريقة القطع السينمائى ويدور بين أزمان وأماكن مختلفة 

يوجه الكاتب تحية للفنان حمدى الوزير أشهر من قام بدور المغتصب فى تاريخ السينما المصرية ويُذكر ببدايته كشاب مثالى فى «سواق الأتوبيس»

«شهوة الملاك» نص عابر للنوع من مجموعة «موسم الأوقات العالية» لياسر عبداللطيف، يجمع النص بين خبرة ذاتية للكاتب مع مسجل خطر يسكن عزبة مجاورة لسجن طرة وبين مراهق من المعادى تعرض لاعتداء من هذا الشقى.. تدور الأحداث فى منتصف الثمانينيات، والنص مكتوب بطريقة القطع السينمائى، حيث يتنقل بنا الكاتب بين أزمنة وأماكن مختلفة.. فهو يبدأ بمشهد إعدام ذلك الشقى الخطر الذى اتهم فى قضية اغتصاب فتاة المعادى التى هزت الرأى العام.. ثم يعود بنا إلى شوارع المعادى لنعرف الأجواء التى أحاطت بشلة من المراهقين من أبناء حى المعادى، والظروف التى دفعتهم للتقاطع مع الشقى الذى اتهم فى قضية الاغتصاب، والذى كان يسكن فى عزبة مجاورة لسجن طرة الشهير.. ثم ينتقل بنا مرة أخرى إلى السجن حيث أجواء ما قبل إعدام الشقى «صلاح أبونار»، ثم يقفز إلى الحديث عن الفنان «حمدى الوزير» الذى كان أشهر من لعب دور المغتصب فى السينما المصرية، وكيف انتقل من أداء دور الشاب المثالى فى فيلم «سواق الأتوبيس» إلى التخصص فى أدوار الاغتصاب والتحرش التى أصبحت لصيقة به.. فى الجزء الثانى من القصة، والذى ننشره غدًا، ينتقل الكاتب للحديث عن الضحيتين فى قضية الاغتصاب والظروف الاجتماعية التى أحاطت بهما كطالبتين فى معهد تجارى فوق المتوسط، حيث كان لهذه المعاهد أهمية كبيرة قبل ظهور الجامعات الخاصة.. ويتحدث عن الملابسات التى قادتهما إلى حى المعادى حيث وقعت جريمة الاغتصاب على يد «صلاح أبونار ورفاقه».. النص يجمع بين عدد من عوامل الجاذبية، أهمها أنه عابر للنوعية ويجمع بين تقنيات مختلفة للسرد ويمزج بين واقعة حقيقية وبين قدر من التخييل، كما يمزج بين خبرة الكاتب مع المتهم، وهو شاب مراهق، وبين الحادثة الرئيسية «الاغتصاب».. ويجمع بين التحقيق الصحفى التاريخى فى واقعة جنائية، والتحليل الاجتماعى لأبطالها، وبين الخيال الذى يربط الخيوط ببعضها البعض.. أما على مستوى السرد فهو يسرد بطريقة القطع المتوازى حيث ينتقل من مكان إلى مكان آخر ليضع القارئ فى قلب ما يحدث على ثلاث جبهات فى أزمنة متفاوتة.. أما على المستوى العاطفى فالنص يخاطب نوستالجيا الثمانينيات لدى من تخطوا الخامسة والأربعين، ويحيى نوعًا من الحنين للماضى حتى لو كان فى صورة التذكير بقضية شهيرة أزعجت الرأى العام بشدة، فى تطبيق القاعدة التى تقول «كل ماضٍ هو جميل»، وهى قاعدة عاطفية لا يوجد أى دليل مادى عليها.. نشر الكاتب النص فى مجموعته الأخيرة «موسم الأوقات العالية» التى ضمت مجموعة من نصوصه بعد أن كان قد نشره فى مدونة أدبية متخصصة منذ عامين.. تنشر «الدستور» نص «شهوة الملاك» بعد هذه الدراسة السريعة كنوع من إنعاش ذاكرة محبى الثمانينيات، وكنوع من الاحتفاء بالكتابة الجادة والمختلفة على مستوى آخر.. اليوم ننشر الجزء الأول من «شهوة الملاك»، على أن ننشر الجزء الثانى غدًا بإذن الله.