رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جنون وإدمان وسحر»..

خدع «دبور الإسماعيلية» للإفلات من العقاب

«بلطجة، إدمان، شذوذ، هلاوس، غياب عن الوعي».. كلها أمور غير أخلاقية ظهرت في قضية «دبور الإسماعيلية» الذي يحاكم حاليًا أمام محكمة جنايات الإسماعيلية بسبب قتل عامل وفصل رأسه عن جسده بـ«ساطور» في الطريق العام.

ونجد أن حياة المتهم مليئة بالزلات غير الأخلاقية والمنحرفة، سواء من خلال أقوال والدته وشقيقه اللذين أكدا أنه كان يعالج لمدة ثلاثة أشهر في مصحة إدمان بسبب غيابه عن الوعي بسبب المخدرات، ولكنهما لم يستطيعا الاستمرار في الإنفاق عليه بسبب مصاريفها العالية واللذين لم يعلما أن بخروجه سيكون الثمن أغلى بارتكاب جريمة يوضح فيها تعطشه للدماء وعدم إدراكه ما فعل من جريمة بشعة أثارت الرأي العام.

وكان من أكثر ما أثاره شقيق المتهم في القضية أنه كان دائمًا في حالة شبة غياب عن الوعي، ليوضح أنه يتحدث عن شخص آخر، أو أن يكون تحت سحر أو عمل جعله يغير من اسمه وطباعه العامة، فقال: «كان بيقول أنا اسمي سيف مش عبدالرحمن، ويقولي أنت بتسحرلي، واقفلوا الباب علشان هما جايين يقتلوني، وكان يسب شيخ الجامع ويقول له أنت مش شيخ»، كما أن ما قاله شقيقه حول علاقته الشاذة بالضحية غير صحيح.

كل هذا يجعلنا نعتقد أن المتهم مريض نفسيًا، ولكن هذا نفاه تقرير الصحة النفسية الخاص بالمتهم الذي أثبت أنه في حالة وعي وإفاقة تامة، ولا يعاني من أي اضطراب نفسي، وليس لديه أي نوع من الهلاوس أو أي سلوك هلوسي، ومدرك للزمان والمكان والأشخاص، وذاكرته جيدة للأحداث القريبة والبعيدة، وكلامه متناسق وإجاباته مناسبة للأسئلة الموجهة إليه، ولكنه يتعمد المراوغة في الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليه، والمتعلقة بموضوع القضية، وذكاؤه في المتوسط الطبيعي بالتقدير الإكلينكي ولا يعاني من اضطراب بالنوم، وقادر على الإدراك والاختيار والتمييز بين الصواب والخطأ، ويدرك قيمة الأفعال وعواقبها.

كما أثبتت لجنة الفحص أنه وقت ارتكاب الجريمة كان تحت تأثير المخدر، ولكن هذا لا يعفيه عن المسئولية، حيث لا يوجد أي أغراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي للمتهم في الوقت الحالي أو وقت الواقعة، وهو سليم الإدراك والاختيار والإرادة والحكم على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب، ويعتبر تعاطيه للمخدرات باستمرار، وكذلك تناوله للشابو والأبتريل قبل الجريمة، من الدوافع القوية لحدوث تلك الجريمة البشعة.