رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجروب الأدبى التنويرى يحيى ذكرى ميلاد نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

يُنظم الجروب الأدبي التنويري٬ في الثامنة من مساء اليوم الأربعاء، أمسية ثقافية أونلاين عبر تطبيق زووم، تحت عنوان "الانتصار للإنسان مفتاح لفهم عالم نجيب محفوظ"، بمشاركة كل من: الدكتور صلاح السروي أستاذ الأدب المقارن بجامعة حلوان، الناقد المؤرخ الأدبي مصطفى بيومي، والروائي نعيم صبري وتدير الأمسية الكاتبة التونسية بهاء إبراهيم.

وتأتي الأمسية في إطار الاحتفال بذكرى ميلاد أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، وتتناول كيف أسهمت ظروف نشأة نجيب محفوظ في تشكيل رؤيته الإنسانية ــ تحليل للرؤية الإنسانية: العقيدة و الحيرة الوجودية ــ الرؤية الإنسانية مصدر أساسي لمدخلات محلية لرواياته، فكيف تحولت لمخرجات عالمية؟.

حي الجمالية في الحسين، حي شعبي في احتشاد دائم، شأنه شان كل أحياء القاهرة. كان ذلك هو المنشأ و ذلك هو الإطار الأساسي لأعماله. يقول نجيب: "المقهى أول مكان اتصلت فيه بعالم القصص لأن في الطفولة الأولى كانت القهاوي في الجمالية، كل القهاوي ليها شاعر بيحكي قصة من قصصها الشعبية عالربابة. احنا ماكناش نقدر نخش القهوة، كنا بنوقف عالباب و أسمع جزء من القصة عالربابة".

"الحارة الحقيقة هي مولدي و ملعبي، بحبها قوي، ده المكان الي كبرت فيه، بقيت كاتب. خيالي هي مصدره، كتاباتي عنها، باتكلم، اوصف الحياة، هو قبل كل شيء وصف الحارة، وصف العالم هو وصف الحارة.

و كأنه إنكار لوجود باقي العالم، كأنه لو غادر الحارة وجد العدم. هو كاتب شديد التجذر في ذلك الواقع المصري الحضري، في الطبقة المتوسطة أكثر من الطبقة الفقيرة. ابن عائلة برجوازية قاهرية، موظف لمدة طالت 37 سنة و ابن موظف. وكان أسلوب حياته خاضعا لهيكلة حياة موظف صرف لاغيا بذلك كل التابوهات العالقة بالكاتب الفوضوي بحيث يكون ذلك الترتيب المحكم حجز الأساس في كون الكتابة كل حياته.

يقول نجيب: "في العصر الحديث لاحظت اني لما باختار مكان في الحارة المصرية كنت مبسوط أكثر من الكتابة في الفرعونيات عشان كده أغلب رواياتي تتناول الحواري ورغم أنها رمز الحياة لكنها قاسية".

لكن لم يكن المكان هو الدافع الوحيد لتركه الفرعونيات و اتجاهه نحو الكتابة الواقعية بل هي اللحظة أيضا. كان المشروع الأول كتابة قصة مصر، 3 روايات فرعونية امتزج فيها الخيال بالأحداث باستثناء كفاح طيبة. اللحظة تجاوزت كل ذلك، الأحداث الساخنة آنذاك تيارات إيديولوجية، صراع مع الملك، صراع حول الدستور، عدم استقرار السلطة التنفيذية، وجود حزب وطني ليبرالي، احتدام ما بين الحربين. قال نجيب "أنا توصلت لنتيجة، اني كاتب الحاضر، مش بحب اكتب عن الماضي و لا اتوقع المستقبل و تجربتي مع الرواية التاريخية فشلت لاني قمت بنقل التاريخ للحاضر".

ومع ذلك فقد أثبت نجيب لاحقا قدرته الفائقة على التنبؤ و الاستشراف. سنتطرق بدقة لهذه النقطة في الحلقة الثانية المتعلقة برؤيته السياسة و تصوره لــ "السيستم". 
كما يقول نجيب أيضا "لما ابتديت ادخل الواقعية ابتدأت المتاعب مش بس في الحوار لا، في النص نفسه، بستوحي روح المكان و الزمان و الناس".