رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث في مثل هذا اليوم.. تكريس كنيسة مار بقطر بن الوزير رومانوس الأنطاكي

الكاتدرائية
الكاتدرائية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى تذكار كريس كنيسة مار بقطر بن الوزير رومانوس الأنطاكي.

وروى القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للاقباط الارثوذكس، سيرة مار بقطر في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية"، وقال:" وُلد بقطر في مدينة إنطاكية من أسرة مسيحية نبيلة، والده الأمير رومانيوس من كبار وزراء الدولة الرومانية الذي أنكر الإيمان في أيام دقلديانوس، ووالدته مرثا إنسانة تقية طلبت من الله أن يهبها نسلًا مباركًا فوهبها هذا الطوباوي بقطر، وعاش بقطر تحت رعاية أمه التقية، بينما كان والده سطحيًا في إيمانه وعبادته. ارتبط بقطر بصداقة قوية مع الأمير أقلاديوس ابن خالته، فكانا يشتركان في الهدف والعبادة، وترقى الأمير بقطر في المناصب، إذ كان شابًا تقيًا، جادًا في حياته، زاهدًا في أباطيل العالم وملذاته، رحومًا ولطيفًا للغاية.

واضاف:" إذ جحد دقلديانوس الإيمان رفض الأميران بقطر وأقلاديوس السجود للأوثان، وقد أخفي رجال البلاط الخبر عن الملك لحبهم لهذين الأميرين، فكان الأميران يفتقدان المسجونين ويهتمان باحتياجات المعوزين ويدفنا أجساد الشهداء القديسين. سمع الملك فاستدعى أقلاديوس الذي أعلن إيمانه بمسيحه، فأمر الملك بإرساله إلى صعيد مصر ليُقتل هناك بعيدًا عن إنطاكية حتى لا يثور الشعب.

وتابع: "استدعى الملك دقلديانوس وزيره رومانيوس وقال له بأنه قد بلغه أن ابنه بقطر يقوم بدفن أجساد المسيحيين الذين تقتلهم الدولة، وبافتقاد المسجونين، ثم صار يهدده بقتل ابنه إن لم يجحد مسيحه. أرسل رومانيوس إلى ابنه وأصدقائه لعلهم يستطيعون إقناعه بالعدول عن إيمانه فرفض بإصرار، واستدعاه الملك وصار يلاطفه، فكان بقطر في محبة حازمة يوبخ الملك على جحده الإيمان، طالبًا منه أن يرجع إلى مخلصه ويكف عن عنفه ومقاومته للإيمان. فاستشاط غضب رومانيوس وصار يضرب ابنه ويسبّه ويهدده بل وفقد وعيه وأراد قتله.

واكمل: "بأمر رومانيوس أُلقى بقطر في سرداب مظلم ليتحول السرداب إلى سماء منيرة وشركة مع السمائيين، بينما كانت أمه مرثا قد كرّست كل طاقاتها للصوم والصلاة من أجل إيمان ابنها، بل ذهبت إليه وتحدثت معه وهي في الخارج لتسنده حتى يستحق شرف الاستشهاد، ثم أُخرج بقطر من السرداب، وحاول رومانيوس إغراءه، وإذ فشل أمر عبيده أن يضربوه بالرماح حتى الموت، لكن دقلديانوس استدعاه وصار يلاطفه ويهدده، وأخيرًا أرسله إلى الإسكندرية لتعذيبه وقتله بعيدًا عن إنطاكية.