رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كن سفيرًا.. خريجو الدفعة الأولى من البرنامج يتحدثون لـ«الدستور»

المشاركون في البرنامج
المشاركون في البرنامج التدريبي

ثمار ونتائج إيجابية حققتها مبادرة «كن سفيرًا» التى أطلقتها وزارة التخطيط فى نوفمبر ٢٠٢٠، حيث أنهى ٥٠٠ شاب وفتاة خلال تلك الفترة جميع مراحل التدريب ضمن الدفعة الأولى من المبادرة ليكونوا بذلك أول سفراء للتنمية. 

وجرى إعداد هؤلاء السفراء وفق حزمة تدريبية لنشر ثقافة التنمية المستدامة بين الشباب، ليصبح هؤلاء، بعد التخرج من البرنامج التدريبى واجتياز كل مراحل الاختبار والتقييم، قادرين على توصيل المعلومة إلى غيرهم فى الجامعات والمحافظات.

 «الدستور» تحاور عددًا من خريجى الدفعة الأولى من المبادرة، حيث يستعرضون أبرز ملامح مشروعاتهم لنشر التنمية فى ربوع مصر، وغيرها من التفاصيل حول طبيعة التدريب الذى حصلوا عليه وطموحاتهم للفترة المقبلة، وغيرها. 

منتصر العطار: ابتكرت أول دراجة ذكية محلية الصنع لمواجهة التغيرات المناخية

قال منتصر العطار، مهندس ميكانيكا وصاحب مشروع E GIKE، إن مشاركته فى مبادرة «كن سفيرًا» أسهمت فى تعزيز مهاراته وإمكاناته وتطوير فكرة مشروعه الخاص عن طريق ما تتيحه من المعرفة والمعلومات اللازمة لمساعدة رواد الأعمال على تنفيذ مشروعاتهم على أرض الواقع، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية «مصر ٢٠٣٠».

وذكر أن مشروعه يدخل ضمن مجال النقل والمواصلات، ويهدف إلى التغلب على العديد من التحديات التى يعانى منها الشارع المصرى، منها إهدار ٨٤ مليار جنيه سنويًا بسبب التكدس المرورى وازدحام الشوارع وضياع الوقت، و٢٣ مليار جنيه بفعل الانتظار الطويل أمام إشارات المرور، إضافة إلى تراجع ترتيب مصر ١٠٨/١٨٥ فى مؤشر النقل والمواصلات.

وأضاف أن ٢٨٪ من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون مصدرها مجال النقل والمواصلات، التى تعرف بغازات الاحتباس الحرارى المسئولة عما يعانيه العالم حاليًا، وتخرج المركبات حوالى ٥٨٪ من إجمالى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى ما ينعكس على العديد من الآثار السلبية، منها تزايد خطر الفقر المائى، وحدوث تغيرات مناخية قاسية مثل الأعاصير وارتفاعات الحرارة لمستويات غير مسبوقة وذوبان الجبال الجليدية وارتفاع منسوب مياه البحر، وهو ما يؤدى لحدوث فيضانات وغمر قرى ومدن بالمياه. 

وشرح فكرة E GIKE، قائلًا: «هى أول دراجة ذكية تصنع محليًا داخل مصر، ويعتمد المشروع على ثلاثة محاور أساسية، الأول يجمع بين النظام التقليدى لتحريك الدراجة ذاتيًا ونظام كهربائى ذكى، والثانى إنشاء محطات للدراجات فى المدن لإتاحة استئجار الدراجات، والثالث توعوى لتشجيع المواطنين على ركوب الدراجات».

وقال: «تعمل الدراجة بسرعة ٣٠ /٥٠ كم فى الساعة، وتتمتع بنظام لقياس معدل نبضات القلب وحرق السعرات الحرارية والسرعة، كما يحقق المشروع ٨ أهداف للتنمية المستدامة وأبرزها مقاومة التغير المناخى».

وكشف عن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى له عن المشروع إلى جانب دعم وزارة التخطيط عن طريق المعهد القومى للحوكمة من خلال مبادرة «كن سفيرًا»، مضيفًا: «الدولة المصرية تمر برحلة تغيير شاملة بدأت من تنمية البشر والمجتمع، وتحتاج إلى دعم وتضافر الجهود من كل الأطراف».

نوران حمدى: تدشين شركة افتراضية لربط رواد الأعمال بطلاب الجامعات

نوران حمدى، تعمل فى شركة متخصصة بمجال التنمية والتطوير، كانت تحلم بأن تبتكر شركات افتراضية تدرب طلبة الجامعات على ريادة الأعمال وتفتح لهم سبل التواصل مع حاضنات الأعمال، وتحقق حلمها بفضل مبادرة «كن سفيرًا». 

تقول «نوران» إن أحد الأصدقاء أرسل لها رابطًا إلكترونيًا أتاحته وزارة التخطيط لتلقى طلبات الالتحاق بالدفعة الأولى من المبادرة، ومن هنا بدأت تجربة الدخول إلى عالم التنمية المستدامة والاطلاع على أهدافها وربطها بما تحقق من مشروعات وإنجازات على الأرض.

وأضافت: «عندما اطلعت على حجم الإنجازات المتحققة على الأرض والحلم الكبير الذى تسعى الدولة لتحقيقه بحلول عام ٢٠٣٠، أردت أن أكون جزءًا من هذا التغيير، لذلك كان قرارى بالاشتراك فى المبادرة».

وتابعت: «تقدمت للاشتراك فى المبادرة ضمن ٧ آلاف شخص، جرت المفاضلة بينهم واختيار ١٦٠٠ شخص ممن تنطبق عليهم الشروط، وبعدها بدأت مرحلة ثانية للتصفيات، إذ طُلب من الـ١٦٠٠ شخص إرسال مقطع مصور مدته ٥ دقائق يُجيب من خلاله عن مجموعة أسئلة، وبناءً على ذلك جرى اختيار ٥٠٠ شخص فقط، لتبدأ فعاليات المبادرة، المكونة من ثلاث مراحل». وأوضحت: «المرحلة الأولى تضم ١٠ محاضرات أونلاين، تعتمد على المهارات الناعمة، فى نهايتها تم إجراء اختبار، أعقبته مرحلة ثانية تضم ١١ محاضرة تتناول أهداف التنمية المستدامة، وفى نهاية المرحلة يكلف كل شخص بإعداد ورقة تحليلية عن فكرة المشروع بما يخدم أهداف التنمية المستدامة». 

وقالت: «كانت آخر مرحلة تدريبية تضم برنامجًا لتدريب المدربين، ضم العديد من الأنشطة المختلفة والمعلومات التى أتاحت لنا الكثير من الأفكار المتبادلة لتحقيق الأهداف المختلفة لكل فرد، وبعد المرور بكل تلك الخطوات جرى طلب عمل اقتراح لمشروع يحقق بعضًا من أهداف التنمية المستدامة، وكيفية تحقيقه وتطبيقه فى المجتمع، مع مراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية». 

وأشارت إلى أن فكرة مشروعها تعتمد على تغيير مفهوم الوظيفة لدى الخريجين، لا سيما مع تصاعد أزمة جائحة كورونا واتجاه عدد كبير من المؤسسات إلى الإغلاق وتخفيض أعداد العمالة، وهو ما حفز الكثير من الشباب لتنفيذ مشروعات ريادية، ومن هنا جاءت فكرة الربط بين الشركات المهتمة بمجال ريادة الأعمال وتأهيل رواد الأعمال وطلاب الجامعات الخاصة والحكومية، عن طريق تدشين شركة افتراضية وتوزيع الأدوار واتخاذ القرارات فى كل ما يخص إدارة الشركة، وفى النهاية يتم تقييم أداء فرق العمل، وبعد ذلك يتم تشبيك أصحاب المشروعات التى تحقق أهداف التنمية المستدامة مع حاضنات الأعمال المختصة.

«التخطيط»: احتفالية بتخريج 500 شاب

وصفت الدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذى للمعهد القومى للحوكمة والتنمية المستدامة الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، مبادرة «كُن سفيرًا» بأنها من أهم المبادرات التى تستهدف تأهيل الكوادر الشابة فى الفئة العمرية ما بين ١٨ و٣٥ عامًا على أهداف التنمية المستدامة، عن طريق سلسلة من البرامج التدريبية وصولًا لتخريج دفعات من سفراء التنمية فى مصر.

وأوضحت أن الدفعة الأولى من المبادرة تقدم لها أكثر من ٧٠٠٠ شاب وفتاة، فى نهاية العام الماضى، وتم تدريب نحو ١٦٠٠ منهم فقط خلال العام الأول، وبعد ذلك تمت تصفية المرشحين واختيار ٥٠٠ شاب وفتاة كسفراء للتنمية المستدامة، مضيفة: «من المقرر إقامة حفل بحضور وزيرة التخطيط لتسليم شهادات إتمام الدورة التدريبية لخريجى الدفعة الأولى من المبادرة خلال الشهر الجارى».

وكشفت عن فتح باب التقديم للالتحاق بالدفعة الجديدة من المبادرة، خلال الربع الأول من العام المقبل، التى من المستهدف أن يتضاعف عدد المقبولين فيها إلى ١٠٠٠ شاب وفتاة، لافتة إلى أن التدريب يتم بشكل إلكترونى بسبب ظروف جائحة «كورونا»، مع إتاحة ورش عمل ولقاءات عن بعد عبر تطبيق «زووم» مع المدربين للرد على أى استفسارات.

نجيب عبدالله: مضاعفة احتياطى الغاز عبر وحدات البيوجاز

نجيب عبدالله، طالب بكلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، يقول إنه خريج الدفعة الأولى من مبادرة «كن سفيرًا»، موضحًا أن فترة التدريب كانت تتميز بالانضباط الذى يرقى للانضباط العسكرى، سواء فيما يخص الالتزام بحضور المحاضرات أو الشرح المكثف أو التطبيق على أرض الواقع». 

وأضاف «نجيب»: «طبيعة عملى فى قطاع البترول دفعتنى للبحث كثيرًا عن مصادر جديدة ومتجددة للطاقة مع تراجع الإنتاج من مصادر الطاقة التقليدية من وقود إحفورى، ومن هنا جاءت فكرة استغلال المخلفات العضوية لإنتاج البيوجاز، حيث تحتل مصر مرتبة متقدمة فى الزراعة والثروة الحيوانية، ما يجعلها فى مرتبة متقدمة أيضًا لاستغلال هذه المخلفات العضوية فى إنتاج البيوجاز». 

وأشار إلى أن البيوجاز فكرة قديمة، لكن تكمن أهميتها فى التحديث بالربط على الشبكة القومية، إذ تعتمد تكنولوجيا الإنتاج على التخمر اللاهوائى للمخلفات الصلبة والسائلة «مخلفات الصرف الصحى ومخلفات المزارع النباتية والحيوانية والقمامة»، بطريقة اقتصادية وآمنة صحيًا لحماية البيئة من التلوث، مع إنتاج غاز الميثان كمصدر جديد ومتجدد للطاقة، ما يسهم إلى حد كبير فى ترشيد استهلاك الطاقة التقليدية كالبترول. 

ولفت إلى أن المحور الثانى من المشروع يعتمد على استغلال الطاقات المتجددة لإنتاج البيوميثان، إذ تنعم مصر بمصدر لا بأس به من طاقة الرياح وأشعة الشمس لوقوعها فى قلب الحزام الشمسى العالمى، ما يجعلها منجمًا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح التى تعتبر موردًا أساسيًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر. 

وأوضح أن أهمية المشروع تكمن فى مضاعفة احتياطى الشبكة القومية من الغاز الطبيعى بقدر ما يتم إنشاؤه من وحدات البيوجاز، كما يحسن المشروع من الدخل القومى لما له من عائد اقتصادى مستدام، ويحسن أيضًا الظروف البيئية لما يحققه من بعد بيئى واضح فى إطلاق الأكسجين وسحب الكربون وتوليد الطاقة النظيفة، بخلاف تحقيقه بشكل مباشر أهدافًا أساسية للتنمية المستدامة، من بينها الصحة الجيدة والطاقة النظيفة بأسعار معقولة والصناعة والابتكار والبنية التحتية والعمل لأجل المناخ وعقد الشراكات. 

آية الأنصارى: أشارك بـ«زراعة الأسطح».. وبدأنا التنفيذ فى القاهرة

تعد آية الأنصارى، خريجة كلية الحاسبات ونظم المعلومات بجامعة الزقازيق، من أصغر المشاركين سنًا فى مبادرة «كن سفيرًا»، فخلال السنة الأخيرة من دراستها فى الكلية، التحقت بتلك المبادرة، حتى تحقق حلمها فى أن تكون متحدثة دولية فى مجال التنمية المستدامة.

ورغم العدد الكبير من المتقدمين، كان لدى «آية» إصرار على تجاوز مراحل التصفية المتتابعة، للوصول إلى المرحلة النهائية، بهدف إصقال مهاراتها وزيادة معرفتها بمختلف أهداف التنمية المستدامة، لتصل بالفعل إلى هذه المرحلة وتشارك فيها من خلال فكرة مشروع فى غاية الأهمية.

وقالت «آية» إن فكرة مشروعها تعتمد على مفهومى زراعة الأسطح، الذى بدأ ينتشر كثيرًا بين أفراد المجتمع، والزراعة الخالية من الكيماويات والمبيدات الضارة، وذلك عن طريق زراعة الأسطح واستغلالها فى إنتاج محاصيل تُستخدم بشكل يومى فى المنازل.

وأضافت أن هذه الفكرة تتيح ثقافة جديدة تضمن الوعى الكامل بالبيئة والزراعة والمناخ، واستغلال الموارد المتاحة بذكاء، مع اقتراح تنفيذها فى مختلف الأماكن، خاصة داخل المدن الذكية الجديدة، بما يعطى انطباعًا حضاريًا رائعًا عن زيادة الوعى بأهمية الزراعة فى هذه المدن.

وأشارت إلى أن الفكرة تتضمن أيضًا تدريب فئات مختلفة من المجتمع وتوعيتها بالمفاهيم الحديثة فى الزراعة، ومدى أهميتها وآثارها عليهم، من حيث تحسين المستوى المعيشى، والعيش فى مجتمع متحضر، والتفكير فى الاستثمار، والمحافظة على موارد البيئة المتاحة، مختتمة بالقول: «تم تكوين فريق عمل بالفعل، ونعمل حاليًا على تنفيذ المشروع فى عدة أماكن متفرقة من محافظتى القاهرة والجيزة».