رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فلتمطر السماء ورودا حمراء من أجلي».. رسائل ميركل في مراسم الوداع

انجيلا ميركل
انجيلا ميركل

"فلتمطر السماء ورودا حمراء من أجلي".. لم تكن صدفة أن تكون أحد الأغاني التي اختارت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، عزفها في مراسم الوداع، ولكنها تستحقها عن جدارة، أن تمطر سماء ألمانيا ورودا حمراء لأجلها.

 

المرأة الحديدية التي حكمت ألمانيا على مدار قرابة 18 عاما لم تكن تهتم بالجوانب العاطفية على قدر اهتمامها بالعمل والانجازات، لذا فأن حفل وداعها منذ يومين، لم يمنعها من الحديث عن خطة لألمانيا لمواجهة السلالة المتحورة الجديدة من كورونا في الساعات الاخيرة بمنصبها، قبيل تسلم أولاف شولتز خلفا لها، لتكشف ميركل قبل رحيلها عن عدة رسائل أخيرة.

 

العمل معا لمكافحة فيروس كورونا

وقالت ميركل اليوم، إن التطعيم قد يصبح إلزاميًا في ألمانيا اعتبارًا من شهر فبراير المقبل، حيث أعلنت ما وصفه خليفتها كمستشار أولاف شولتز بأنه إغلاق على غير الملقحين، حيث وصفت ميركل الوضع بأنه خطير للغاية.

 

المستشارة المنتهية ولايتها، قالت خلال اجتماع مع شولتز وزعماء ألمانيا الستة عشر لإجراء محادثات طارئة السبت، بشأن إجراءات أكثر صرامة لوقف انتشار حالات الإصابة بفيروس كوفيد، أكدت إن عامل التضامن الوطني مطلوب.

 

وقالت: "لقد فهمنا أن الوضع خطير للغاية وأننا نريد اتخاذ مزيد من الإجراءات بالإضافة إلى تلك التي تم اتخاذها بالفعل، وللقيام بذلك، يجب القضاء على الموجة الرابعة، وهذا لم يتحقق بعد".

 

وأضافت: "لقد أظهر العامان الماضيان من الوباء على وجه الخصوص بعدسة مكبرة، مدى أهمية الثقة في السياسة والعلوم والخطاب الاجتماعي، وأيضًا مدى هشاشتها".

 

ومضت قائلة "تزدهر ديمقراطيتنا بالقدرة على فحص الذات وتصحيحها بشكل نقدي.. إنها تنبع من التضامن والثقة".

 

التأكيد على الخلفية المسيحية

خلال مراسم الوداع، عزفت فرقة موسيقية من الجيش الألماني ٣ أغانٍ تمنت ميركل سماعها في يوم وداعها، الأغنية الأولى التي تم عزفها هي "فلتمطر السماء ورودا حمراء من أجلي" وهي أغنية ألمانية طرحت بالأسواق في القرن الماضي.

 

وتقول كلمات الأغنية "عندما كان عمري ١٦ عاما، قلت بهدوء: أريد أن أكون كبيرا.. أريد أن أفوز.. أريد أن أكون سعيدا لا أكذب أبدا"، وتتابع "عندما كان عمري ١٦، قلت بهدوء: أريد كل شيء أو لا شيء".

 

الدموع كانت رفيقة ميركل في الاستماع إلى الاغاني الثلاث، وكانت الأغنية  الثانية، "نسيت الفلم الملون"، والثالثة هي "الآله العظيم، نحمدك"، وعلقت ميركل على اختيار الأغنية الأخيرة بأنها تعود إلى نشأتها في عائلة مسيحية متدينة، إذ كان والدها هورست كاسنر عالم لاهوت بروتستانتي.

 

التواضع والثقة

أكدت ميركل على أن التواضع أمام منصب مستشار المانيا كان رفيقها خلال رحلة ولايتها، لافتة ان هذا التواضع جلب الثقة لها من الشعب الالماني.

 

قالت المرأة الحديدة:" أشعر بالامتنان والتواضع، التواضع أمام المنصب، والامتنان على الثقة.. كنت أدرك دائمًا أن الثقة رصيد مهم في السياسة، وأشكركم من أعماق قلبي عليها".

 

وتابعت "كانت السنوات الـ 16 التي شغلت فيها منصب المستشار الاتحادي مليئة بالأحداث وكثيرًا ما كانت مليئة بالتحديات. لقد تحدتني هذه السنوات سياسيًا وشخصيًا وفي نفس الوقت كانت دائمًا تشبعني".

 

تشجيع لرؤية العالم عبر عيون الآخرين

وقالت: "أود أن أشجعكم على رؤية العالم دائمًا من خلال عيون الآخر، وكذلك إدراك وجهات النظر غير المريحة والمتناقضة أحيانًا للشخص الآخر، والعمل على تحقيق التوازن بين المصالح".

 

وأعربت عن امتنانها لـ"ثقافة النقاش السياسي التي تحسدنا عليها العديد من الدول الأخرى"، معبرة عن اقتناعها بأنه "يمكننا الاستمرار في تشكيل المستقبل بشكل جيد إذا لم نذهب للعمل بالاستياء والتشاؤم، بل بالسعادة في قلوبنا".

 

وتابعت "هذه هي السعادة في قلبي التي أتمناها لكم جميعًا، لبلدنا في المستقبل أيضًا".