رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء عرب يعانين من نقص وغلاء الفوط الصحية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كل فترة منذ ظهور فيروس كورونا ووصوله إلى ذروات ومتحورات متعددة، تجد رانيا حمد معاناة شديدة في الحصول على احتياجاتها النسائية، ويكون يوم العشرين من الشهر هو أزمة بالنسبة لها، إذ تقبع في حجرتها بمدينة البصرة في العراق، تقصّ الأقمشة القديمة وتصنع منها ما يشبه الفوط الصحية النسائية، حتى ترتديها أثناء فترة حيّضها والتي تأتي عادةً بعد أيام قليلة من اليوم العشرين في الشهر الميلادي.

لجأت رانيا من محافظة البصرة، إلى تلك الوسيلة منذ نهاية مارس العام 2020، ذروة تفشي الفيروس بالعراق. تقول: «حين كنت ابتاع عبوتين من الفوط الصحية كي تكفيني، تفاجأت برفض البائع في السوبر ماركت الحصول على إثنين وأعطاني واحدة فقط وقال إنها تعاني نقصًا، ثم تناقصت الواحدة إلى لا شيء».

ليست رانيا العربية الوحيدة التي تعاني خلال ذروات فيروس كورونا من نقص وغلاء أسعار الفوط الصحية، فهناك عربيات أخريات تشاركن في معاناة البحث والحصول على الفوط الصحية اللازمة شهريًا، منذ جائحة فيروس كورونا.

تنص قرارات سابقة وقوائم مُوضوعة من قبل تلك الحكومات على الاكتفاء باستيراد المواد الأساسية فقط في أوقات الغلق العام، والتي لم تكن من بينها الفوط الصحية لعدم اعتبارها منتج أساسي، بيد أن كورونا كشفت عوار تلك القرارات والتي بموجبها لا يستطيع التجار استيراد الفوط النسائية في بعض الأوقات ولا يكن لها الأولوية.

الفوط الصحية هي وسيلة تستخدمها النساء أثناء فترة الحيض (الدورة الشهرية)، وتكون مصنوعة من القطن، وتمتص تدفق الدم خلال تلك الأيام، وهناك أنواع منها سمكية للنساء اللاتي تأتي دورتهن قوية، وآخرى رفيعة للنساء ذات الدورة الضعيفة في تدفق الدم.

يتسق ذلك مع تحذير خرج من صندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسف، من انقطاع مخزون وسلسلة توريدات الفوط الصحية في بعض البلدان، وفقدان المجتمعات إمكانية الوصول إليها، ومواجهة الموردون مشاكل في شحن الفوط الصحية؛ لعدم إدراجها كمواد أساسية أثناء الإغلاق العام.

الصندوق أكد في تحذيره من أن الوباء له تأثير شديد على النساء في فترات الحيض، بسبب غلق المطارات والمرافق الصحية وتقيد حركة الاستيراد تقويضًا للجائحة، وتأثير ذلك على الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء بما في ذلك المنتجات المتعلقة بالحيض.

تسترجع رانيا معاناتها خلال الفترة الأخيرة والتي لازالت مستمرة: «منذ جائحة فيروس كورونا وتعاني بعض الأحياء والقرى في العراق من نقص الفوط الصحية، لكن لا نقدر أن نشكوا معاناتنا تلك لأنه من العيب في العراق أن تتحدث الفتيات بتلك المواضيع في العلن».

لجأت رانيا إلى الأقشمة بينما أخريات من قريتها استخدمن أوراق الجرائد لامتصاص تدفق الدماء في فترات الحيض: "استخدم الأقمشة وأقوم بغسلها وتركها تجف، أتحمل ذلك الجهد إلى جانب الألم الجسدي الذي أشعر به في فترة الحيض والمزاج السيء وجسدي المُتَكسر، وبحس بقهر وأنا بصنع شيء كهذا".

نفس حيلة الأقمشة البالية لجأت إليها حنين آسر، 22 عامًا، لبنانية تقطن في حي "التنك" الذي يعد من أفقر أحياء بيروت بحسب منظمة الأمم المتحدة للسكان، منذ شهر مايو الماضي، بعدما أصيبت الفوط الصحية بالنقص الشديد جراء حالة الغلق العام التي فرضها فيروس كورونا

الوضع ازداد صعوبة، تصف الفتاة معاناتها الشهرية في إيجاد فوط صحية بعدما خرجت الفوط الصحية من قوائم المواد المدعومة من قبل الحكومة، وأصبحت الآن غير مدعومة وغير أساسية: "صعب على المرأة اللبنانية الآن أن تأمن احتياجاتها من الفوط الصحية وهي منتج أساسي للفتيات، كنت بشتريها بـ3500 ليرة (ما يعادل نصف دولار)، لكن الآن أصبحت 7500 ليرة واحتاج علبة شهريًا وأحيانًا علبتين"

ترى حنين أن قرار خروج الفوط الصحية من قوائم السلع الأساسية أو المدعومة ذكوري، لكونه دفعها إلى استخدام الخرق البالية في فترات حيضها، ما أصابها بالتهابات شديدة في منطقة المهبل وفق تقرير لدينا: "ما عندنا في الدكاكين بالحيّ فوط صحية منذ تفشي كورونا، بسبب غلائها وعدم قدرة التجار على استيرادها في وقت الغلق".

حنين وغيرها من النساء في لبنان تستخدم الأقشمة، بسبب نقص الفوط الصحية منذ جائحة كورونا، نتيجة عدم إدراجها ضمن المواد الأساسية في وقت سابق وبالتالي منع استيرادها في أوقات الغلق العام. إذ أن الحكومة اللبنانية اعتبرت في العام 2016 الفوط الصحية النسائية ليست من المواد الأساسية.

جاء القرار من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة، حيث أدرجت الفوط الصحية النسائية من ضمن المواد غير الأساسية لذلك لا يتم استيرادها في أوقات الغلق العام، بحسب الموقع الرسمي للوزارة والقائمة التي نشرتها وقتها التي توضح المواد الأساسية الجائز استيرادها في أوقات الغلق العام.