رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذكرى الرابعة والسبعون لقرار التقسيم

فى اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى (29 نوفمبر)، نقدم كل التحية لملحمة كفاح الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الصهيونى على مدى أكثر من مائة عام منذ وعد بلفور 1917، ونقدم كل الدعم والمساندة للمقاومة الفلسطينية الشاملة ضد الجرائم التى يرتكبها العدو يوميًا فى حق الشعب الفلسطينى من قتل وسجن وتشريد وهدم منازل وتهويد المدن والقرى والأماكن المقدسة، واعتقال الأطفال والنساء.
فى هذا اليوم أحيت الشعوب العربية والشعوب الحرة الأبية فى كل دول العالم اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى فى الذكرى 74 لقرار التقسيم رقم 181 لعام 1947، حيث صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم دولة فلسطين العربية إلى دولة عربية ودولة يهودية (صهيونية)، الذى خصص 56.4% من أراضى فلسطين التاريخية للدولة اليهودية فى الوقت الذى كان اليهود لا يملكون غير 6% من فلسطين، وخصصت بقية الأراضى للدولة الفلسطينية مع جعل منطقة القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية. 
يجىء هذا اليوم وسط استنكار شعوب دول العالم الحر لجرائم الكيان المحتل التى يرتكبها كل يوم على الأرض الفلسطينية، كما تجىء الذكرى مع انتفاضات فلسطين عن بكرة أبيها وانتفاضة شعبها الصامد فى كل الأراضى والقرى والمدن الفلسطينية مع فلسطينيى 1948 والفلسطينيين فى الشتات, من أجل إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف ومن أجل عودة اللاجئين ومن أجل تحرير الأسرى والأسيرات المعتقلين فى سجون الاحتلال, ومن أجل محاسبة قادة الكيان على جرائم القتل والتخريب والتدمير وتغيير معالم المدن العربية والمدن المقدسة. انتفاضة امتدت للعديد من شعوب الدول التى وقفت ضد ما يقوم به العدو العنصرى من تطهيرعرقى، وساندت ودعمت حقوق الشعب الفلسطينى ضد الكيان الصهيونى وضد الدول التى تسانده وتدعمه، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويجىء هذا اليوم وسط استنكار وإدانة واحتجاجات الشعوب العربية لهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الغادر الملوثة أيادية بدماء الأبرياء من الشعب الفلسطينى ومن الشعوب العربية التى قاومت الاحتلال الصهيونى منذ 1948، وها هى انتفاضات الشعب المغربى ضد الاتفاق الأمنى مع وزير دفاع العدو الصهيونى، والشعب البحرينى والإماراتى ضد التطبيع، والشعب الأردنى ضد ما يسمى اتفاق إبراهام الأردنى الإماراتى مع الكيان الصهيونى بمباركة وحضور الأمريكان، وهو الاتفاق الذى ينص على مد الأردن بالمياه العذبة من فلسطين مقابل أن تمد الأردن العدو بالكهرباء، تلك المياه التى سرقتها إسرائيل من نهر الأردن!!
ولقد شرفت بالمشاركة فى لقاء افتراضى أقامه الملتقى العربى الدولى لنصرة الأسرى والمعتقلين فى سجون الاحتلال الصهيونى على مدى يومين (27 و28 نوفمبر) كان بمثابة لتظاهرة دولية لإدانة جرائم الكيان الصهيونى ولنصرة الشعب الفلسطينى وللمطالبة بالإفراج للأسرى والأسيرات الذين يتعرضون للتعذيب على يد الجلاد والسجان ومنع الزيارات العائلية ومنع الأدوية وعلاج المرضى، ومنع الكتب عن الدارسين.
لقد وصل عدد الأسرى داخل السجون لـ 4650 أسيرا فلسطينيا منهم 44 محكومون بالسجن مدى الحياة ومنهم 40 من النساء و160 من الأطفال مع سجن 500 أسير دون محاكمة بالمخالفة لحقوق الإنسان والاتفاقيات والقوانين الدولية، هذا بجانب احتجاز جثامين 8 من الأسرى فى الثلاجات منذ عام 1967 حتى الآن بالمخالفة للأعراف والمواثيق الدولية.
لقد أجمع كل المشاركين والمشاركات فى هذا اللقاء على العمل الجاد من أجل نصرة الأسرى أمام المؤسسات الدولية ورفع القضايا أمام المحاكم الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية، وذلك مع تشكيل لجنة لمتابعة قضية الأسرى، وتبنى الملتقى توصية بتكوين "تنسيقية عربية دولية للدفاع عن الأسرى".
ووجه المشاركون التحية للأسرى الذين يخوضون معارك الأمعاء الخاوية دفاعا عن عزة وكرامة الوطن، والتحية للأبطال الستة الذين فروا من سجون العدو وكسروا إرادة المحتل وأثبتوا أن إرادة الأسرى الأحرار أقوى من إرادة السجان.
وفى يوم الإثنين 29 نوفمبر نظمت لجنة فلسطين باتحاد المحامين العرب بالقاهرة (التى أشرف بعضويتها) يوما تضامنيا مع الشعب الفلسطينى تخللته كلمات لقادة سياسيين وقوى ومنظمات داعمة للشعب الفلسطينى من مصر وعدد من الدول العربية مع عرض فيلم عن معاناة الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال، بجانب إقامة معرض رائع للصور التشكيلية لعدد من الفنانات والفنانين الفلسطينيين.
وتحدث فى هذا اللقاء المفكر والكاتب دكتور أحمد يوسف أحمد عن الوضع الخطير الذى تمر به القضية الفلسطينية من الانحياز الأمريكى التام للكيان الصهيونى على حسىاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، لتراجع الموقف العربى مع التطبيع المجانى مع الكيان الصهيونى بما لا يخدم مصلحة القضية الفلسطسينية، مع استمرار المشروع الصهيونى بكل أبعاده فى إقامة دولة يهودية فى كل أراضى فلسطين واستمرار إقامة المزيد من المستوطنات حتى وصل عدد المستوطنين فى الضفة الغربية لـ700 ألف مستوطن. وأوضح الدكتور يوسف خطورة الانقسام الفلسطينى وقال لقد آن الأوان للوحدة الوطنية الفلسطينية.
المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والمعتقلين فى سجون الاحتلال والنصر للشعب الفلسطينى رمز المقاومة والصمود والعزة والكرامة.