رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحورات كورونا

لماذا تخرج متحورات كورونا من الدول النامية؟.. أطباء يجيبون

 كورونا
كورونا

شهد فيروس كورونا منذ انتشاره في العالم في العام الماضي عشرات التحورات التي أثارت القلق بسبب الخوف من أن تصبح مقاومة للقاحات، ومنذ أسابيع قليلة أثار التحور الجديد «أوميكرون» القلق لدى العالم بسبب سرعة انتشاره.

التوزيع العادل

محمد محمود أستاذ علم المناعة بكلية العلوم جامعة المنوفية، أرجع سبب خروج أغلب تحورات كورونا من دول العالم الثالث بسبب ضعف التلقيح هناك مقارنة بالدول الكبرى، قائلا إن المتحور الجديد نتيجة طبيعية لاختلاف معدلات التطعيم باللقاحات ما بين الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا والدول النامية والفقيرة في أفريقيا مما جعل معدل الإصابات والوفيات في الدول الفقيرة في ارتفاع نتيجة قلة التطعيمات.

وتابع أن إصرار شركات الأدوية علي الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية لصناعة اللقاحات، وعدم التوزيع العادل لها بين الدول سيجعلنا لا نخرج من دائرة التحورات بسهولة، مضيفا «إذا لم يدرك العالم ضرورة توزيع اللقاحات بالتساوي والتخلي عن المكاسب المادية سنظل جميعا ندور في فلك المتحورات المختلفة لفيروس كورونا المستجد الي وقت طويل، لأن الدول ليست مغلقة على مواطنيها بل هناك تنقلات دائمة بين دول العالم، مما يجعلها حتى وإن بدأت في الدول الفقيرة تنتقل إلى الدول الغنية وتنتشر بين مواطنيها لأن اللقاحات لا تمنع الإصابة، ويظهر متحور يكون مضاد للقاحات وتعود الوفيات في الارتفاع في الدول الكبرى».

تحورات الدول النامية

لم يكن «أوميكرون» الذي تم التعرف عليه في جنوب أفريقيا، هو التحور الأول الذي يخرج من دول نامية بل خرجت أغلب متحورات كورونا من هناك، ومنها «بيتا» وأبلغت عنه وزارة الصحة في 18 ديسمبر 2020، وكان أكثر انتشارًا بين الشباب الذين لا يعانون من أمراض صحية مزمنة، وساهم في زيادة إصابات المواطنين خلال الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا في البلاد.

التحورات وكثرة الإصابات

وقال حسام فتحي طبيب عزل سابق، إن التحورات تحدث بسبب كثرة الإصابات فالعلاقة بينهم طردية كلما زادت الإصابات في منطقة معينة زادت التحورات، موضحًا أن أغلب التحورات تظهر حاليًا في الدول النامية بسبب قلة التطعيمات هناك، مما يؤثر على دول العالم أجمع.

الدول الأقل تطعيمًا

هناك فجوة كبيرة بين عدد التطعيمات التي حصل عليها المواطنين في الدول الغنية مقارنة بالفقيرة، فوفقًا للبنك الدولي مقابل 124 جرعة لكل 100 نسمة في الدول الغنية كان 4 جرعات فقط لكل 100 نسمة في الدول الفقيرة.

وسجلت إفريقيا حتى الآن استعمال أقل من جرعة 0,7 لكل 100 ساكن، ما يدل على الفارق الضخم بين الدول الغنية والفقيرة، وهناك ثلاث دول لم تبدأ حملة التلقيح بعد هي بوروندي وإريتريا وكوريا الشمالية، والتي دعت لأجلها منظمة الصحة العالمية الدول الغنية بالتبرع لها بجرعات من لقاحات فيروس كورونا حتى يتم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين دول العالم كما ينص اتفاق «كوفاكس».

وتعتبر بريطانيا هي أعلى الدول التي لقحت مواطنيها، حيث تلقى 43% من السكان جرعة واحدة، تليها الإمارات على المستوى العربي بموجب 39% من سكانها ثم تشيلي بنحو 32% من سكانها، والبحرين بموجب 27% من سكانها، ثم أمريكا بموجب 26% من سكانها تلقوا اللقاح مقارنة بأعداد السكان الضخمة، ونفس النسبة لقحت مالطا مواطنيها، ثم صربيا التي لقحت 19% من سكانها، والمجر لقحت 19% من سكانها.