رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة رواية «أزمة ثقة» للكاتبة رباب فؤاد فى صالون سالمينا الثقافى

غلاف الرواية
غلاف الرواية

تحل الكاتبة الروائية رباب فؤاد، في الخامسة والنصف من مساء اليوم السبت، في ضيافة أمسية جديدة من أمسيات صالون سالمينا الثقافي، لمناقشة روايتها "أزمة ثقة"، والصادرة عن دار الفؤاد للنشر والتوزيع.

هذا ويناقش الرواية كل من الكتاب: الروائية سلوي بكر، الناقد دكتور محمود عطية، الشاعر حزين عمر، ودكتورة قدرية سعيد، ودكتور بسيم عبد العظيم، ودكتور حماده هزاع، والكاتبة الكبيرة دكتورة عزة رشاد. يدير الندوة الكاتب الصحفي إيهاب الحضري.

و"رباب فؤاد"، مترجمة، كاتبة، عضو اتحاد الكتاب، صدر لها 4 روايات ورقية وهي: "خفقات دامعة" ــ "حقيقة حب" ــ "نصف ملاك" ورواية "أزمة ثقة".

ومن أجواء رواية "أزمة ثقة" للكاتبة رباب فؤاد نقرأ: نقلت إحدى القنوات الإخبارية نبأ وقوع هجمات على مقر قطاع الأمن المركزي بمدينة رفح المصـرية، وتحدثت عن وقوع مناوشات بين الضباط والبدو، وإصابة البعض من الطرفين، ولم تنتظر متابعة الأخبار على تلفاز حجرة الأطباء بالمستشفى، فهرعت إلى هاتفها تتصل به، ودقات قلبها تسابق رنين الهاتف للوصول إليه. وكلما أعادت الاتصال، تزايد القلق بداخلها وشيطانها يوسوس لها بالكثير الذي لا تريد التفكير فيه.

أخيرًا أتاها صوته المنهك على الطرف الآخر، فهتفت به في لهفة:
ـ"(سيف).. طمنني عليك عامل إيه"؟
أجابها بغيظ مكتوم:
ـ"دا وقت اتصال يا (لميس)؟ الدنيا مقلوبة وانتي عاوزة تطمني؟"
ارتُج عليها للحظات نسيت فيها حروف الأبجدية، قبل أن تتمالك نفسها لتقول:
ـ"آسفة مكنتش أعرف انت في العريش ولا رفح.. قريت خبر عن هجمات على قطاع الأمن المركزي قلت اتطمن. وعمومًا واضح انك كويس. سلام".
همت بإنهاء الاتصال ليهتف بها متراجعًا:
ـ"استني يا مجنونة انتي.. خلاص اتصلتي ورديت عليكي، بتقفلي ليه دلوقتي؟"
اختنق صوتها بالعبرات وهي تعاتبه بضيق:
ـ"مش عاوزة أعطلك أكتر.. أنا غلطانة إني مشيت ورا قلبي وقلقت عليك. بعد كدا ابقى اقفل موبيلك أحسن وقت الاشتباكات".
زفر بتوتر وهو يدرك في قرارة نفسه كيف جرحها بحديثه، لكنه قال بكبرياء:
ـ"لا أنا غلطان ولا انتي غلطانة يا ستي خلاص.. وعمومًا أنا في العريش مش رفح لإني مش بنزل تشكيلات. بس دا لا يمنع إني أقف على برج الحراسة زي العساكر.. عشان كدا انفعلت عليكي لإني كنت لسه داخل أنام".
لم تجبه، فقال بصبر نافذ:
ـ"خلاص يا (لميس) متعمليهاش حكاية.. قلنا الموضوع انتهى. لو بابا أو ماما سألوكي عرفيهم إني في العريش مش رفح، لإني غالبًا هعمل بنصيحتك دلوقتي وأقفل الموبيل عشان اعرف أنام شوية".
قالت بآلية:
ـ"حاضر.. أي أوامر تانية يا فندم؟"
رق صوته ليستعطفها:
ـ" ما تبقيش قلبك اسود بقى.. انتي عارفة إني لما بكون في الشغل ردودي بتبقى غير متوقعة.. معلش أنا آسف انها جات فيكي المرة دي. طب أقولك خبر كويس؟ احتمال أنزل أجازة خلال يومين".
قفز قلبها طربًا، حتى أنها نسيت إهانته الموجعة، لتقول بسعادة حقيقية:
ـ"بجد؟ هينفع تنزلوا أجازات في الوضع دا؟"
ابتسم في ثقة لعلمه بنجاح أسلوبه في مصالحتها كالعادة، وأجابها بهدوء:
ـ"سمعت كلام كدا بس مش مؤكد إنهم ممكن ينزلوا جزء مننا أجازة، خصوصًا اللي كان عليهم الدور في النزول زيي كدا.. يالا يا ستي خبر حصـري أهو، بس دا سر.. متقوليش لحد، هعملها مفاجأة".
قالت بسعادة:
ـ"سرك في بير".