هدى علي.. موهبة فنية لفتاة بدوية: أنامل تعزف على الورق
كان غريبًا أن تُعلن الفتاة البدوية عن موهبة بداخلها، والأكثر صعوبة أن تُمارس موهبتها في العلن، لكن هدى علي، ابنة مرسى مطروح، كانت حاضرة لتكتب اسمها بين اللاتي أبدعّن وظهرن من باطن القبيلة، لتُهدي الآخرين نورًا فنيًا يُداعب أنظارهم، من خلال رسوماتها الجميلة.
في المرحلة الإعدادية من دراستها، كانت «هدى» تكتشف الجوهرة التي بداخلها، وتُلامس أياديها الورق لترسم لوحات فنية كانت تتفوق بها على عدد سنوات عمرها.. أسرة هدى التي تنتمي لقبيلة العجارمة، كانت داعمة لابنتهم في خُطاها.. «كانوا دائمًا يرون بداخلي فنانة، ويدعمونني دائمًا، وعمي أيضًا فنان.. نشأت وسط عائلة تُحب الفن وتٌقدره أيًا كان نوعه» ـ تقول الفتاة.
كبُرت الصغيرة، والتحقت بكلية التربية النوعية، وكانت وجهتها في قسم الفنون، وأصبحت لا تترك معرضًا فنيًا إلا وشاركت فيه، بحثًا عن تطوير موهبتها وتنميتها، لكنها تبحث عن المزيد.. تقول ابنة مطروح: أحلامي أن أطور دائمًا من نفسي في الرسم الزيتي الأكثر واقعية، وأحب أن أكمل رحلتي التعليمية في الدراسات العليا في نفس مجالي، ويكون لدي مشروعي الخاص الذي أعرض من خلاله أعمالي.
«من النادر أن تكون هناك فتاة بدوية في مجال الفن، لكن انفتاح عائلتي، ووجود فنانين من بينهم، جعلني أّكمل الطريق في تنمية موهبتي».. تقول «هدى» موضحة أنه أيضًا من القليل جدًا أن تختار فتاة بدوية مجال الرسم.
لوحات لمشاهد طبيعية، وأخرى لشخصيات عامة ونجوم الفن.. إبداعات كثيرة تحويها غرفة «هدى»، لتحوي في تفاصيل لوحاتها رسومًا حرصت من خلالها على دِقة التفاصيل بين خطوطها لتصنع مشاهدًا تهتم بما تُعبر عنه بداخلها.
