رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكدت أن أمها كانت بطلة حياتها وتحاول التعافي من وفاتها

سلمى الجندي: أقاوم الإعاقة بـ«الهاندميد» وزوجي أكبر داعم لي رغم مرضي

سلمي الجندي
سلمي الجندي

يطرق ذوو الاحتياجات الخاصة أبواب الأمل دائما من أجل الحياة، سلمى الجندي كانت إحداهن، تلك الفتاة ذات الملامح الدافئة والروح الصافية، عاشت أيامها تعاني الكثير، وتحمد الله على الطيبين الذين وقفوا بجانبها، والمخادعين الذين علموها الكثير من أجل صراع البقاء، فكانت الأم الملهمة، والسيدة الطموحة العاملة.

وفي يومهم العالمي الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام، نحكي قصة سلمى الجندي خلال السطور التالية.

تقول سلمى لـ"الدستور" أنها منذ وقت طويل وهي تعاني من العديد من المشاكل الصحية، وفي فترة ما كان مصيرها الحصول على علاج خاطئ، وكان تأثيره مع الوقت هو حدوث فقدان في الذاكرة وكانت مازالت طفلة في الصف الثالث الإعدادي، وحينها لم تكن بيد أمها المسكينة إلا أن تفوض أمرها لله، بعدما نصحها الكثير بعدم جدوى تلك القضايا.

حاولت "سلمى" أن تتعايش مع وضعها الجديد، كانت في كل مرة تريد أن تقاوم من أجل الحياة، وعلى الرغم من حالات الإغماءات والتشنجات التي كانت تصيبها كل فترة والأخرى، تعرفت على هدية القدر زوجها الذي وقف بجانبها كثيرا، وتحمل العديد من الأشياء مع والدتها، فعندما كانت سلمى في الصف الثالث الثانوي أصيبت بشلل كلي، وبعد العديد من المحاولات لإنقاذها من قبل والدتها أصبح شللا نصفيا، وهكذا ظلت لمدة عامين ونصف على كرسي متحرك.

سلمي الجندي

وعلى الرغم من أنها كانت فاقدة الأمل من أن تعود لطبيعتها، لكن والدتها وزوجها لم ييأسا، فكان حبيبها يحملها على كتفه بينما والدها كان مسافرا خارج مصر، وبالفعل استطاعت سلمى أن تحرك جزءا من قدميها بعد عامين ونصف، وعندما أكملت 3 سنوات استطاعت السير دون عكاز أو كرسي متحرك، وفي تلك الأثناء كانت تعمل في هوايتها المفضلة "الهاند ميد".

- انفصلت عن زوجها وتركت الدراسة ولجأت لـ "الهاندميد"

انفصلت سلمى عن زوجها لبعض الوقت بسبب المشاحنات، ودخلت في حالة اكتئاب، وعادت للعمل وبيع اللوحات الديكورية من أجل مساعدة والدتها في شئون المنزل ومن أجل مصاريف كليتها، ولكن بسبب ظروف مرض والدتها، اضطرت لترك الدراسة وتم النصب عليها فخسرت كل أموالها.

 وتابعت سلمى، في تلك الأثناء أنها عادت لزوجها الذي ساندها كثيرا لتتخطي المحنة، ورزقها الله بابنتها لوليا، لكن حدثت بعض المضاعفات أثناء الحمل على ظهرها وقدميها، وبعد شهرين من الولادة توفيت السند الحقيقي الأم المقاتلة، وكانت صدمة شديدة، كابوس لم تستيقظ منه إلى الآن، ولكنها تحاول بمساعدة أشقائها وزوجها أن تعود لعملها عن طريق الإنترنت.

وعن عملها في لوحات "الهاند ميد"، أكدت سلمى أنها تعبر عن حياتها، فلم تكن طبيعية كغيرها من الفتيات لم تحيا كما يجب أن تكون، فقد كان قدرها هذه المعاناة التي ستجزى عليها كل خير، لذلك تحاول التعبير عن الأحداث المتسارعة التي مرت عليها، عن الأحلام والشغف، والحزن والفقد والألم، عن سطوع الشمس كل صباح، وغياب القمر في الليل من خلال عملها في أعمال ومنتجات"الهاندميد".