رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف من عودة الإغلاق..هل سيزيد «أوميكرون» من حدة العنف ضد المرأة؟

كورونا والعنف ضد
كورونا والعنف ضد المرأة

 

دفعت السيدات فاتورة تداعيات فيروس "كورونا"ربما أكثر من غيرهم ليس فقط على المستوى الصحي، ولكن على المستوى النفسي فرفع الفيروس من معدلات العنف الموجه لها، وهذا ما كشفته منظمة الصحة العالمية التي صرحت أن جائحة كوفيد 19 أدت إلي تفاقم معدلات العنف ضد المرأة منوهه في دراسة اجرتها أن 55٪ – 95٪ من الناجيات من هذا العنف  لا يكشفون عنه أو يبحثون عن أي نوع من الدعم.


 وأكدت المنظمة أن إمرأة من كل ثلاث تعانى من العنف المبني على النوع الاجتماعي من قبل شركائهن، ويعتبر التقرير أن جائحة كورونا ساهمت في تفاقم الأوضاع نظرا لملازمة البيوت والتبعات الاقتصادية الصعبة التي رافقتها.

وفي الوقت الذي نحن فيه بصدد الوقوف على أعتاب مواجهة متحور جديد" أيمكرون"، علينا أن نستدعي بعضّا من النماذج النساء لتروين لحظات من العنف الموجه لهن، بسبب كوفيد19.


منال ابراهيم "اسم مستعار" في منتصف السيدات، كانت تعمل بإحدى شركات الاستيراد والتصدير، وبطبيعة الحال تقلص عدد ساعات عملها بشكل كبير وقت الإغلاق الذي عاشته مصر في أوج انتشار فيروس "كورونا" لتمكث إثر ذلك ساعات أطول بالمنزل مع أطفالها الثلاث، وزوجها الذي تقلصت هو الآخر ساعات عمله لنفس السبب.

وعلى الرغم مما كان لتواجدها بالمنزل عدد من الآثار الإيجابية، إلا أنه على الوجه الآخر تسبب في حدوث الكثير من المشكلات بينها وبين الزوج الأمر الذي جعلها تمر بحالات اكتئاب جعلتها فكرت مرات  في الانتحار.

تقول: "وجودنا أنا وجوزي فترات أكبر في البيت اتسبب في وجود مشاكل بينا وبقى بيضربني كتير" موضحة أن وجود زوجها بالمنزل لفترات طويلة معها دون عمل جعله يشعر بالاكتئاب مما انعكس على علاقته بها مشيرة إلى أنه لأول مرة يضربها "أول مرة يمد ايده عليا" كانت بإحدى الخلافات بينهم والتي كانت نتيجة مروره بحالة اكتئاب نظرًا لسوء اوضاع عمله بسبب فيروس "كورونا".

أما روحية أحمد" اسم مستعار"قالت"للدستور": الظروف الاقتصادية وحملها الإجباري لتواجدها فترات فترات أطول بسبب الإغلاق عرضها لكثير من مظاهر العنف على يد زوجها، الذي أصبح عصبيًا وعنيدًا بصورة ملحوظة-على حد قولها-موضحة أنها تحاول أن تغفر له ما يوجهه لها من إهانات مبررة ذلك لتعرضه لضغوط نفسية نتيجة ما تسبب فيه "كورونا" من ركود في العديد من القطاعات، لكنها تارة أخرى تنتفض وتثور لتعلن أنها ليست المسئولة عن ماحدث من تراجع في مستوى دخل الأسرة، وماتعيشه حاليًا من أزمة بسبب الفيروس.

كانت قد قالت الدكتورة كارينا نرسيسيان، نائب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن جائحة كوفيد-19 لم تكشف فقط عن عدم المساواة المستمرة بين الجنسين والأعراف الاجتماعية السلبية التي تسهم في استمرار العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولكنه أدى إلى زيادة عدد النساء والفتيات اللائي يتعرضن للعنف القائم على نوع الجنس والممارسات الضارة، كما أعاق وصول النساء والفتيات إلى الخدمات الأساسية.

وأضافت أن ذلك الأمر قاد نحو الابتعاد عن الالتزام بضمان أن تتمكن جميع النساء والفتيات من العيش بكامل إمكاناتهن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوقت المناسب، كاشفة أن صندوق الأمم المتحدة للسكان توقع أن عمليات الإغلاق المطولة يمكن أن تؤدي إلى 31 مليون حالة إضافية من العنف القائم على نوع الجنس، وما يقدر بنحو 2 مليون حالة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على مدى العقد المقبل مما كان سيحدث لولا ذلك، وما يقدر بنحو 13 مليون حالة زواج أطفال إضافية على مدى 10 سنوات.

ونوهت نائب المدير الاقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بأن الاعداد المتزايدة تشير إلى أنه سيكون هناك فتاة أو امرأة ستشهد تقليصًا لحقها في التعليم، وستواجه مشكلات صحية تعيق نوعية حياتها وقدرتها على المساهمة في حلول مبتكرة للتحديات التي نواجهها اليوم.

في ذات السياق ولأول مرة منذ 11 عامًا، ارتفعت معدلات الانتحار في اليابان، وكان أكثر ما أثار الدهشة هو ارتفاع معدلاته بين النساء بنحو 15 بالمئة، في حين انخفضت حالات انتحار الذكور بشكل طفيف، وفي شهر أكتوبر وحده من العام ذاته، ارتفع معدل انتحار الإناث في اليابان لأكثر من 70 بالمئة، مقارنة بالشهر نفسه .