رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتحام المسجد الإبراهيمي.. هل تنجح الخطة الصهيونية لإشعال الحرب الدينية في الخليل؟

الحرم الإبراهيمى
الحرم الإبراهيمى فى الخليل

أثارت خطوة اقتحام رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلى إسحاق هرتسوج للحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، مساء اليوم الأحد، غضب واستياء الفلسطينين فى جميع الأراضى الفلسطينية.

وتابعت "الدستور"، ردود أفعال عددٍ من الأهالى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة للتعرف على تأثير تلك الخطوة الاستفزازية لمشاعر الفلسطينيين بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام.

وقال فادى ثمين حنتولى من سيله الظهر بجنين لـ"الدستور": اقتحام المسجد الاقصى من قبل الرئيس الاسرائيلي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، استفزاز لكافة الفسطينيين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني.

وأكد “حنتولى” أن للحرم الابراهيمي مكانة خاصة عند العرب والمسلمين إذ تؤدى فيه العبادات والصلاة، فهو من المعالم والمقدسات الإسلامية التي لها مكانة تاريخية ودينية لدى العرب والمسلمين.

ومن بيت لاهيا فى قطاع غزة، قالت هدى عليان، إن الاقتحام يذكرنا بمجزرة عام 1994 والتي استشهد فيها عشرات المصلين العزل داخل المسجد الابراهيمي واليوم يؤكد هذا الصهيوني العنصري على اعلان دعمه الصريح للمستوطنين ولاقتحاماتهم للأماكن المقدسة لدي المسلمين وإثارة مشاعر الكراهية والحقد والاستمرار في استفزاز مشاعر الملايين من العرب و المسلمين .

وتابعت عليان فى تصريحات لـ"الدستور": "هذه الزيارة تعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لتنفيذ مخططاتهم العنصرية ودعم جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني".

وقالت عليان نحذر الاحتلال الاسرائيلي من ارتكاب مجازر جديدة لان هذا سيؤدي الى حرب دينية وهذا ما يسعى له الاحتلال، متابعة نؤكد هنا على توحيد كلمة العرب والمسلمين في مواجهة هذا العدوان الجديد القديم".

ودعت عليان كافة ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة وفي الداخل المحتل  الى شد الرحال للإقامة في المسجد الابراهيمي وإعماره بشكل يومي  والدفاع عن مقدسات العرب والمسلمين.

ومن حى التفاح فى غزة الشجاعية، قالت داليا الحاج أحمد، دكتورة تنمية بشرية، إن اقتحام الحرم الإبراهيمي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يعتبر عدوان صريح علني على الإسلام والمسلمين وإهانة لمشاعر ملايين من المسلمين حول العالم كله  وعلى حرمة ووطنية الشعب الفلسطيني خاصة.

وأضافت لـ"الدستور"، أن تلك الخطوة تعبير عن همجية عقلية الاحتلال وأن كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية تؤمن وتتفق على أمر واحد وهو الاستيطان والاستعمار والعدوان الهمجي.

وأشارت أحمد إلى أن هذا تأكيد من هرتسوغ أنه يسير على نهج وخطى شارون بإشعال نار صعب اخمادها، واستمرار سلطات الاحتلال في تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية  مما يشكل استهتارهم واستفزازهم لمشاعر المسلمين عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص .

وشددت أحمد على أن الحرم الإبراهيمي كالمسجد الأقصى وككل المقدسات الدينية والتاريخية بكل فلسطين هي حق خالص للفلسطينيين ولهم حق الولاية عليها والدفاع عنها.

ساسة وباحثون فلسطينيون: استمرار لمحاولة إسرائيل فى سياسة تهويد الأماكن المقدسة

من جانبه، أكد الباحث الفلسطينى في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية الدكتور منصور أبو كريم، أن اقتحام الرئيس الإسرائيلى للمسجد الإبراهيمى فى الخليل بالضفة الغربية المحتلة هو استمرار لمحاولة إسرائيل تعزيز حالة الفصل المكاني والزماني في الحرم واستمرار في سياسة تهويد الأماكن المقدسة الإسلامي في الخليل والقدس.

وأضاف أبو كريم فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى حالة من الصدام وتصاعد الغضب الشعبي في تكرار لتجربة زيارة شارون للمسجد الأقصى عام 2000 التي فجرت انتفاضة الأقصى.

كما أكد الباحث السياسي والمستشار السياسي الفلسطيني بمجلة الفكر الخليجى، الدكتور خالد أحمد، أن اقتحام المسجد الابراهيمي بمشاركة الرئيس الاسرائيلي هيرتسوغ هو تعدي خطير علي المقدسات الاسلامية.

وأضاف أحمد فى تصريحات لـ"الدستور"، أن اقتحام الرئيس الإسرائيلى للحرم الإبراهيمى تعتبر سابقة خطيرة تستوجب مواجهتها والتصدي لها من كل المستويات الفلسطينية الرسمية والشعبية وهذا يعكس تحول في السياسية الإسرائيلية التي ربما اتخذت قرارها بتهويد المسجد الإبراهيمي وعزله تماما وهي الخطوة الأولى نحو تهويد الأقصي لاحقا.

فيما قال الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافى، إن ما قام به  الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة، يأتي في ظل استمرار  سلطات الاحتلال في تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية وتهويد كافة الأراضي الفلسطينية كما يحدث في القدس والمدن والبلدات الفلسطينية في محيط القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام (48)  وسياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة كلها ضمن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وأضاف صافى فى تصريحات خاص للـ"الدستور"، أن تلك الزيارة تؤكد استهتارهم بمشاعر المسلمين،  كما أنها انتهاكا صريح وواضح لقرارات ولقواعد القانون الدولي الشرعية الدولية.
وتابع: مما لاشك فيه أن الحرم الإبراهيمي يتعرض لتهويد واضح وذلك بعد تقسيمه الزماني والمكاني، الذي جاء بعد المذبحة التي حدثت في داخل الحرم الإبراهيمي في شهر رمضان عام 1994 .