رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فورين بوليسي»: الحرب في إثيوبيا تهدد بتفككها بشكل فوضوي ودموي

الحرب في إثيوبيا
الحرب في إثيوبيا

حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، من إن إثيوبيا تشهد حروب أهلية عرقية تهدد بتفككها بشكل "فوضوي ودموي"، مضيفة إن النتيجة المحتملة للصراع المستمر منذ أكثر من عام بين قوات الجيش الإثيوبي والقوات التابعة لجبهة تحرير تيجراى، والتطورات السريعة التي تشهدها البلاد فى ظل تقدم جبهة تيجراى واقترابها من العاصمة أديس ‏أبابا، هي إن إثيوبيا في طريقها لأن تصبح يوغوسلافيا القرن الإفريقي. 

وقالت المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الحكومة الإثيوبية تواجه الآن العديد من الخيارات التي لا تحسد عليها، مع التقدم السريع لقوات جبهة تحرير تيجراي- والقوات المتحالفة معها (جيش أورومو)- من العاصمة أديس أبابا، مشيرًا إلى أن الحكومة ليس أمامها إلا الاستمرار في قتال قوات تيجراي مواجهة العواقب، معتبرة إنه، في هذه الحالة، انتصارها على تيجراي "أمر غير مرجح".  

وأشارت إلى انه هناك خيار آخر تواجهه الحكومة الإثيوبية في الوقت الحالي، ولكنه أقل احتمالا، وهو التفاوض مع قوات تيجراي والقوات المتحالفة معها- التي تم تشكيلها مؤخرا بهدف الإطاحة من النظام المركزي في أديس أبابا- وتلبية معظم مطالبهما، وبالتالي تهدئة النزاعات الحالية وتجنب التفكك العنيف للبلاد، معتبرة أن هذا السيناريو غير متوقع الحدوث لأن هذا التحالف يسعى لتحقيق الكثير من النقاط من خلال الحفاظ على المسار بدلاً من التفاوض مع الحكومة بشكل منفصل. 

وتابعت المجلة في تقريرها "إذا تمكنت الحكومة من إبرام صفقة مع إحدى الجماعات المعارضة ، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تكثيف الصراعات في البلاد - وليس التقليل منها - لأن تلك الجماعات ستضاعف ببساطة جهودها الحربية لانتزاع التنازلات من الحكومة المركزية، مما يعقد جميع الجهود المستقبلية لحل النزاعات سلمياً."

ولفت تقرير المجلة إلى أن الحرب في إثيوبيا تسببت حتى الان في إزهاق العديد من الأرواح وتدمير اقتصاد البلاد والجيش الوطني لها، مشيرة إلى أن أن السبب الجذري للنزاعات الأهلية في اثيوبيا، يرجع إلى الفشل في الالتزام بالاتفاقيات التي يمكن التوسط فيها من خلال المفاوضات.

 وأضافت "هذه الحروب تتميز بتوزيع القوة غير المتكافئ والمتغير، حيث لا تثق الأطراف الأضعف في الأطراف الأقوى التي تمتلك القوة، لذلك يجب أن تركز جهود السلام التي يبذلها المجتمع الدولي على معالجة مشكلة الالتزام الكامنة وراء جذور النزاعات في إثيوبيا والتي مازلت مستمرة".

وترى المجلة، في ختام تقريرها، إن إحدى الحلول على الطاولة لحل أزمة الصراع في إثيوبيا يمكن ان تستلزم "تشكيل حكومة انتقالية شاملة يرأسها تلك الجماعات المتحالفة، التي ستصمم وتنفذ بشكل مشترك السياسات بطريقة مقبولة وقابلة للتنفيذ، بهدف التغلب على مشكلة الالتزام في جذور صراعات إثيوبيا"، على أن ان يتم ذلك بمساعدة من أمريكا وحلفائها الغربيين من أجل معالجة القضايا التي يمكن أن تكون مصدرًا للصراعات المستقبلية في البلاد، ولا سيما النزاعات الناشئة عن الخلافات حول الحدود الجغرافية والأقاليم.