رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطباء يضعون روشتة مقاومة «سلالة جنوب إفريقيا»: التطعيم أولًا

كورونا
كورونا

حذر أطباء ومتخصصون من خطورة المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد «أوميكرون»، الذى اعتبره العلماء أخطر سلالة ظهرت من «كوفيد- ١٩»، لقدرته الكبيرة على الانتشار.

روشتة مقاومة سلالة جنوب إفريقيا

وقال الدكتور محمد عزالعرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد، إن المتحور الجديد لفيروس كورونا مثير للقلق، بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، موضحًا: «بتتبع التسلسل الجينى له، عبر دراسة ١٠٠ حالة إصابة، تبين أنه يضم نحو ٥٠ طفرة».

وأضاف «عزالعرب»: «حدث تغير فى الغلاف الشوكى أو البروتين الشوكى للفيروس، وهذا جعله قادرًا على الانتشار بشكل أسرع، وقادرًا على مراوغة الأجسام المضادة التى يشكلها الجهاز المناعى فى جسم الإنسان، سواء كانت هذه الأجسام تشكلت نتيجة إصابة سابقة أو التطعيم باللقاح».

وواصل: «مصر بدأت بالفعل فى حظر الرحلات الجوية الآتية من الدول التى ظهرت فيها السلالة الجديدة، ونأمل فى أن يشمل الحظر الدول المجاورة لدولة جنوب إفريقيا التى ظهر فيها المتحور الجديد».

وأشار إلى أن وزارة الصحة اتخذت العديد من إجراءات المكافحة الجيدة، وأخذت عينات من القادمين من هذه الدول، لمنع انتشار هذا المتحور، لافتًا إلى أن الكثير من الدول علقت الطيران مع دول جنوب إفريقيا كإجراء احترازى مؤقت.

وأكد أن أهم خطوة فى الوقت الحالى هو الإسراع فى تطعيم أكبر عدد من المواطنين، موضحًا: «حتى الآن لا توجد معلومات علمية تقول إن المتحور قادر على مقاومة اللقاحات، وهذا أمر جيد».

وقال: «لا بد من الاستمرار فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعى».

وأكد الدكتور محمد أبوعامر، أستاذ المناعة، أن المتحور الذى ظهر فى بوتسوانا وانتقل منها إلى دول جنوب إفريقيا خطير جدًا، موضحًا أنه لا يمكن حاليًا معرفة مدى مقاومته للقاحات المضادة لفيروس كورونا.

وأضاف «أبوعامر»: «هذا المتحور الجديد يحتوى على ضعف عدد الطفرات الموجودة فى سلالتى دلتا ودلتا بلس، وهو قادر على الانتشار بنسبة ٥٠٠٪ أكثر من أى متحور سابق، وأكثر قدرة على مقاومة الأجسام المضادة».

وأوضح: «زيادة عدد الطفرات فى البروتين (سبايك) الشوكى، المُستخدم فى معظم اللقاحات لتهيئة جهاز المناعة ضد فيروس كورونا المستجد، يزيد القلق»، مؤكدًا أن المتحور الجديد ظهر كنتيجة طبيعية لاختلاف معدلات التطعيم باللقاحات ما بين الدول المتقدمة فى أوروبا وأمريكا والدول النامية والفقيرة فى إفريقيا، إضافة إلى إصرار شركات الأدوية على الاحتفاظ بحقوق الملكية الفكرية لصناعة اللقاحات».

وتابع: «لا بد من أن يدرك العالم ضرورة توزيع اللقاحات بالتساوى، والتخلى عن المكاسب المادية.. سنظل جميعًا ندور فى فلك المتحورات المختلفة لفيروس كورونا المستجد إلى وقت طويل».

ونوه بأن التوسع والسرعة فى التطعيم بلقاح كورونا هو الحل الآن للوقوف أمام هذه التحورات، للتخفيف من حدتها، مؤكدًا: «هذا سيحمينا من ظهور متحور جديد مقاوم للقاحات».

وقال الدكتور محمد أحمد على، أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، إن المعلومات حول المتحور الجديد لا تزال ضئيلة، ولا يمكن الجزم بمدى خطورته حتى الآن، متوقعًا حدوث العديد من المتحورات خلال الفترة المقبلة.

ونصح «على» بالحصول على اللقاح المضاد لـ«كورونا»، ما يساعد على تقليل الإصابات بشكل كبير، إلى جانب الإجراءات العادية ومنها ارتداء الكمامة فى الأماكن المزدحمة، وعزل المريض فى حالة ثبوت إصابته، وغسل الأيدى باستمرار وتعقيمها، وعدم لمس العينين أو الأنف أو الفم، وتجنب التواجد فى أماكن مزدحمة قدر الإمكان، وغيرها من الإجراءات التى نصحت بها منظمة الصحة العالمية منذ بداية انتشار «كورونا».

وأكد الدكتور محمد العيسوى، طبيب الباطنة والقلب والأوعية الدموية، مسئول الفرز والعزل بمستشفى الشيخ زايد المركزى، إن المتحور الجديد عرف بأنه سريع الانتشار، لكن لا توجد معلومات عن أعراض جديدة تفرقه عن سابقيه، مشيرًا إلى أنه كلما زادت تحورات الفيروس كان أضعف.

ووجه «العيسوى» بضرورة الحصول على اللقاح، ما يسهم فى تقليل الإصابات بشكل كبير فهى فعالّة وواقية، إلى جانب الإجراءات المعتادة التى يعرفها الجميع منذ إعلان وصول «كورونا» إلى مصر، مشيرًا إلى أن الموجة الرابعة فى مصر انكسرت، بدليل خلو المستشفيات من مرضى «كورونا» بالمقارنة بالأسبوعين الماضيين.

وذكر أن المصاب الذى يحتمل إصابته بالمتحور الجديد سيظل فى مكانه بالمطار لحين التأكد، فإذا كان إيجابيًا سيتم عزله لمدة ٧ أيام لملاحظة التطورات عليه، مشيرًا إلى أن أهم خطوة يتم اتخاذها هو إيقاف مصر الطيران مع الدول الإفريقية، التى ثبت وجود متحور جديد بها.