رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصحة العالمية»: متحور «كورونا» الجديد «مثير للقلق».. وخبراء أوبئة: سريع الانتشار

الصحة العالمية
الصحة العالمية

سلّطت وسائل إعلام عالمية الضوء على خطورة «أوميكرون»، المتحور الجديد من فيروس كورونا، الذى وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه مثير للقلق.

وقالت المجموعة الاستشارية الفنية المعنية بتطور الفيروسات بالمنظمة، فى بيان عقب اجتماعها لبحث ما يتعلق بمتغير فيروس كورونا الجديد الذى أبلغت عنه جنوب إفريقيا فى ٢٤ نوفمبر الجارى، ويحمل اسم «B.1.1.529»- إن المتغير يحتوى على عدد من الطفرات، بعضها مثير للقلق، مشيرة إلى أن الأدلة تشير إلى زيادة خطر الإصابة مرة أخرى به.

وأضافت المجموعة الاستشارية الفنية أن العديد من المعامل أفادت بأنه بالنسبة لاختبار «بى سى آر»، المستخدم على نطاق واسع، لم يجرِ اكتشاف أحد الجينات الثلاثة المستهدفة، وهو ما يعرف بـ«تسرب الجين» أو فشل هدف الجين، وبالتالى يمكن استخدام هذا الاختبار كعلامة لهذا المتغير بانتظار تأكيد التسلسل.

وأوضحت أنه باستخدام هذا النهج جرى اكتشاف هذا المتغير بمعدلات أسرع من الزيادات السابقة فى الإصابة، ما يشير إلى أن هذا المتغير قد يكون له ميزة نمو، وأكدت استمرار تقييم هذا المتغير.

وأفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، بأن خبراء الصحة فى العالم يشعرون بقلق كبير حيال ظهور سلالة «أوميكرون» المُتحورة من فيروس كورونا المستجد، نظرًا لاحتمالية أن تكون أكثر قابلية للانتقال وأشد مقاومة للقاحات، وذلك لاحتوائها على سلسلة طفرات جينية غير مسبوقة.

وأوضحت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى، أن المتحور الجديد، الذى انتشر لأول مرة فى جنوب إفريقيا، يحمل عددًا كبيرًا من الطفرات فى البروتين الشائك الخاص به، الذى يلعب دورًا رئيسيًا فى دخول الفيروس إلى خلايا جسم الإنسان، كما يحتوى على ٥٠ طفرة بشكل عام، بما فى ذلك أكثر من ٣٠ طفرة على البروتين الشائك وحده الذى تستهدفه معظم لقاحات كورونا الحالية، الأمر الذى يمكن أن يجعله أكثر قابلية للانتقال من متغير «دلتا» السائد، وأكثر قدرة على التهرب من الحماية المناعية، التى تمنحها اللقاحات أو العدوى السابقة.

وأضافت الصحيفة أن العلماء حول العالم قلقون من السرعة التى انتشر بها المتحور فى جنوب إفريقيا، لا سيما فى مقاطعة جوتنج، التى تضم مدينتى جوهانسبرج وبريتوريا، حيث تضاعفت الحالات اليومية فى جنوب إفريقيا لأكثر من ثلاثة أضعاف منذ يوم الثلاثاء الماضى، مع تسجيل ٢٨٢٨ حالة يوم الجمعة، وأشارت نتائج الاختبارات المبكرة إلى أن ٩٠٪ من الحالات الجديدة المسجلة يوم الأربعاء فى جوتنج كانت ناجمة عن البديل الجديد.

وتعليقًا على ذلك، قال أستاذ الصحة العامة وعلم الأحياء الدقيقة فى جامعة كامبريدج، شارون بيكوك، لـ«فاينانشيال تايمز»، إن القيمة «آر» التى تقيس معدل نمو الوباء قدرت بـ١.٩٣ فى جوتنج، حيث يتركز «أوميكرون»، وهذا بالمقارنة مع ١.٤٧ لجنوب إفريقيا ككل.

أما السبب الآخر، فهو المظهر الجينى غير المعتاد للمتحور؛ حيث وصف مدير مبادرة «علم جينوم كوفيد- ١٩» فى معهد ويلكوم سانجر فى بريطانيا، جيفرى باريت، المتحور أوميكرون بأنه «متحور غير مسبوق»، وأضاف أن هناك تغيرات جينية أخرى لم نشهدها من قبل ولا تزال أهميتها غير معروفة حتى الآن.

ويعتقد العلماء أن التغيرات الشاملة فى «أوميكرون» وفى البديل «ألفا»، الذى تفشى فى الخريف الماضى فى إنجلترا، هى نتيجة عدوى طويلة الأمد فى شخص مجهول الهوية يتعرض نظامه المناعى للخطر من خلال المرض أو العلاج الطبى الخاطئ.

وقال خبير أبحاث الجينوم فى مركز «Sophia Genetics» للتكنولوجيا الحيوية ومقرها جنيف، سلومير كوبيك، إن العديد من طفرات «أوميكرون» جاءت «من العدم تمامًا»، ولم تتم ملاحظتها من قبل فى سلالات أخرى، لذلك فإن العلماء «لديهم رؤية قليلة جدًا تكاد تكون معدومة حتى الآن حول ما تفعله هذه الطفرات الجديدة لكيفية عمل الفيروس»، مضيفًا أنه بمجرد أن يبدأ فى الانتشار على نطاق واسع، ستصبح «لياقته الحقيقية» واضحة.

فى الوقت نفسه، قال كبير خبراء الأمراض المعدية فى الولايات المتحدة، أنتونى فاوتشى: «بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات فى الوقاية من الأمراض الخطيرة».

وأضاف: «حتى يتم اختبار المتحور الجديد بدقة، لا نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التى تحميكم من الفيروس أم لا». 

ومع ذلك، أعلن العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد.

وبدأت شركة «نوفافاكس» للأدوية العمل على تطوير لقاحها كى يناسب متحور «أوميكرون»، وقالت إنها تأمل فى أن يكون اللقاح الجديد جاهزًا للاختبار والتصنيع فى غضون أسابيع.

كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرتها على التصدى لأى تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد.

وقالت شركة «بيونتيك» إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضاد للوباء خلال مائة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التى يحدثها لقاحها الحالى.