رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قرية بلا إدمان».. «حياة كريمة» تنقذ الشباب من تعاطى المخدرات

قرية بلا إدمان
قرية بلا إدمان

لم تكتف مبادرة «حياة كريمة»، التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإصلاح البنية التحتية للقرى وتوفير الخدمات للأهالى فقط، بل عملت على التوعية بمخاطر تعاطى المخدرات، وساعدت عددًا كبيرًا من الشباب فى بدء رحلة التعافى، ووعدتهم بتقديم المساعدة الكاملة، برعاية الدولة، حتى الوصول للشفاء وإعادة الدمج فى المجتمع، ضمن مبادرة «قرية بلا إدمان». 

وفى مركز زفتى، حققت «حياة كريمة» إنجازات كبيرة، تضمنت تطوير شبكات الصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء، وإنشاء مجمعات خدمية وتطوير المنشآت الصحية والمدارس ومراكز الشباب، وساعدت كل من يتعاطى المخدرات على دخول مصحة علاجية، ليعود مجددًا إلى الحياة كإنسان ناجح. 

«الدستور» حاورت مجموعة من الشباب الذين ساعدتهم المبادرة على بدء رحلة التعافى، ورصدت جهود الدولة لتوعية الأطفال وطلاب المدارس والشباب بمخاطر تعاطى المخدرات.

عبدالله: المبادرة خلتنى أبدأ حياتى من جديد

عبدالله محمود، ٢٦ سنة، طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، توفى والده منذ سنوات طويلة، وأصبحت والدته تعول الأسرة، قال إنه بدأ التعاطى قبل ٦ سنوات.

وأوضح: «حينما كنت أجلس مع أصدقائى فى القاهرة، كانوا يطلبون منى مشاركتهم فى التعاطى لأصبح رجلًا مثلهم، وبسبب الضغط قبلت الأمر، وبدأ انهيار كل شىء».

وأضاف «عبدالله»: «خسرت كل شىء خلال ٦ سنوات، دراستى وسمعتى وعلاقاتى بمن حولى»، موضحًا: «كنت فى الماضى شابًا محبوبًا من الجميع، وحسن السيرة، وأحرص على صنع علاقات مودة مع الجميع، وفجأة أصبحت وحيدًا ويائسًا، أهرب من الحياة إلى المخدرات.. أصبحت أضرب أمى وإخوتى لأحصل على المال.. كرهت حياتى».

وأشار إلى أنه كان يلاحظ جهود شباب مبادرة «حياة كريمة»، وحلم بأن يعود مواطنًا صالحًا حريصًا على مصلحة بلده، وقال: «كنت أراهم يمسكون الدفاتر ويكتبون مشكلات الناس ويساعدون الجميع، فقررت أن أتحدث معهم، وتخيلت أن الأمر لن يكون سهلًا بالنسبة لشخص مثلى مشهور بالتعاطى».

وأكمل: «كسرت حاجز الخوف وذهبت إلى أحد الشباب العاملين فى المبادرة، وتحدثت معه بصراحة شديدة، وقلت له إننى أخاف من أن يبلغ عنى الشرطة، فطمأننى، وسجل بياناتى، ووعدنى بالمساعدة فى أقرب وقت».

ولفت إلى أنه فوجئ بعد ذلك بوصول حملة كبيرة لتوعية الشباب والأطفال وطلاب المدارس بخطورة تعاطى المخدرات، وحينها تواصل معه شخص ضمن فريق المبادرة، بشكل سرى، وعرض عليه الدخول لمصحة علاج الإدمان، بدعم كامل من الدولة، فوافق فورًا.

وقال: «بدأت رحلة التعافى، وأعلم أنها لن تكون سهلة، لكننى شجاع وأحلم بأن أعود إنسانًا طبيعيًا»، ووجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحرص على أن يعيش كل مصرى حياة كريمة. كما وجه الشكر لمبادرة «حياة كريمة»، قائلًا: «المبادرة أنقذت حياتى، سأعود للمجتمع من جديد كإنسان صالح.. أشعر بأن الله أرسل لنا تلك المبادرة لتصلح أحوالنا».

كريم: سأصلح كل شىء لأعود مرة أخرى

«لم أكن منحرفًا، كنت معلم لغة ألمانية فى زفتى، وسنى ٢٧ عامًا، وفقدت كل شىء بسبب حبى للتجربة».. هكذا بدأ كريم عاطف قصته، قال إنه كان يقضى معظم وقته فى المدرسة، وشعر بضيق وأراد أن يصبح شخصًا اجتماعيًا، فتعرف على مجموعة من الأشخاص، عرضوا عليه أول سيجارة غير شرعية.

وأضاف «كريم»: «فى البداية رفضت التعاطى، وبسبب الضغط واحتياجى للوصول لسعادة تشبه سعادتهم، جربت هذه السيجارة، لم يكن مخدر الحشيش، بل مخدرًا جديدًا.. شعرت بألم فى رأسى، وأحسست بأننى أموت، وصدقت حينها الروايات التى قالوها عن هذا المخدر، الذى يجعلك تشعر بأن جميع من حولك موتى».

وواصل: «أصبحت أختبر قدرتى على التنفس لأتأكد من أننى لا أزال حيًا، هلوسة ثم فقدان وعى، ثم استعادة كاملة للوعى»، وتابع: «كان الأمر يشبه تجربة خطيرة كالوقوف فوق جبل مثلًا، وأردت أن أكرر هذه التجربة، مرة كل شهر، هذا ما أقنعت به نفسى».

وقال: «خلال ٤ أشهر أصبحت مدمنًا، أهملت عملى، وأصبحت أنفق كل أموالى على التعاطى، وبدأت فى السرقة»، لافتًا إلى أنه ضرب والدته ليحصل منها على ثمن الجرعة.

وأضاف: «طردتنى أمى من المنزل، وفقدت عملى، وأصبحت أتسول الطعام، وأسرق وأبيع لأحصل على أموال تكفى لشراء المخدرات.. هذا سيناريو يمكن أن يحدث، معلم يتحول إلى مدمن».

ولفت إلى أنه صادف بعض الشباب الذين يحملون لافتات المبادرة الرئاسية، فتحدث معهم وطلب المساعدة، فسجلوا بياناته ووعدوه بالمساعدة، والآن أصبح يتعافى داخل مصحة، وأكد: «اشتقت لحياتى القديمة، وسأصلح كل شىء».

فادى: تعاملوا معى بشكل آدمى داخل المصحة

«لا أدرى إن كانت حكاية تبدأ بعنف أبوى ستهم أى أحد، كنت طالبًا أعيش فى هذه القرية البسيطة، وكان البيت سجنًا، يعذبنى والدى كل يوم ويربطنى فى السرير.. فقررت الهرب».. هكذا حاول فادى مينا، ٢٢ عامًا، تلخيص فترة حياته قبل اللجوء للشارع وتحمل تبعات ذلك. 

وقال «مينا»: «فى الشارع كنت اجتماعيًا جدًا، كنت قائدًا بين أصدقائى، وفى المنزل كنت أرى الذل، ومنذ عام واحد اتخذت القرار الذى أعانى بسببه الآن»، مضيفًا: «خرجت من المنزل، ولم أذهب لبيت أى قريب أو صديق، نمت تحت الكبارى وصادفت أسوأ أصناف البشر».

وأضاف: «الشحاذون الذين يتاجرون بضعفهم صباحًا، يعتدون على أى شىء ضعيف يجدونه فى المساء، لم أستسلم، صارعت وهزمت، حتى تعلمت الدفاع عن نفسى، وأصبحت قويًا وأصبحت أسيطر على أطفال بالقوة».

وتابع: «خلال عام واحد حدث كل ذلك، فوجئت بأننى أتحول إلى بلطجى، ولا أستطيع التوقف عن التعاطى.. لم تكن هذه هى الحياة التى أريدها، أصبحت قويًا للدفاع عن نفسى، لكننى فقدت كل معانى الحياة، لذا قررت أن أصلح من نفسى».

وأشار إلى أنه صادف مجموعة من شباب مبادرة «حياة كريمة»، فتحدث معهم عن قصته، وطلب منهم المساعدة، وأوضح لهم أوضاع أطفال الشوارع، فسجلوا بياناته وعرضوا عليه دخول مصحة لعلاج الإدمان، بدعم كامل من الدولة، وقال: «المبادرة أعادت بعض الأطفال إلى البيوت، وعالجت المدمنين، وضمت البعض لدور الرعاية».

وأكد أن الجميع يتعامل معه بشكل آدمى داخل المصحة، وأن التأهيل لا يشمل الحماية من التعاطى فقط، بل يتضمن أيضًا العلاج النفسى، لافتًا إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على تجار المخدرات فى القرية.

ووجه، من خلال «الدستور»، رسالة للشباب، قال فيها: «لا تتعاطَ المخدرات.. ظروفك السيئة ليست سببًا كافيًا لتدمير مستقبلك بالمخدرات، لن تستطيع التوقف عن التعاطى وستموت وأنت تنتظر جرعة، وستقابل الله مذنبًا»، ثم أضاف: «أحلم بأن أكمل دراستى، وأن أجد وظيفة أستطيع من خلالها توفير دخل أعيش به حياة آدمية، وأحلم بأن أجد بيتًا صغيرًا».

ووجه الشكر لجميع العاملين بمبادرة «حياة كريمة»، متمنيًا أن تعيش مصر دائمًا فى أمن وأمان، مشيدًا بالمجهودات التى يبذلها الرئيس السيسى لتحسين مستوى المعيشة.