رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدارس الصندوق السيادى

اتفاقية شراكة قام «صندوق مصر السيادى» بتوقيعها مع شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية «سيرا»، وشركة السويدى كابيتال، لـ«تقديم أفضل الخدمات» فى مجال التعليم الأساسى بـ«جودة تراعى المعايير العالمية وبتكلفة مناسبة للأسر متوسطة الدخل»، بحسب بيان أصدرته «وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية»، لم يرد فيه أى ذكر لـ«وزارة التربية والتعليم»، كما جرت العادة فى غالبية البيانات الصادرة بشأن اتفاقيات، مشروعات أو استثمارات الصندوق فى قطاع التعليم!

بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، رئيس مجلس إدارة الصندوق، والدكتور حسن القلا، رئيس مجلس ادارة شركة سيرا، والمهندس أحمد السويدى، رئيس مجلس إدارة شركة السويدى كابيتال، قام الرؤساء التنفيذيون للكيانات الثلاثة بتوقع الاتفاقية. وأشار البيان إلى أنه من المقرر أن تبدأ الشراكة بإطلاق مدرستين جديدتين فى «القرية الكونية» بإجمالى استثمارات يبلغ ٣٥٠ مليون جنيه، «لتصبح المدرستان بمثابة حجر الأساس لشراكة مستمرة بين جميع الأطراف، فى إطار التوافق الاستراتيجى لجلب تعليم عالى الجودة إلى مختلف المحافظات». وأوضح البيان أن تلك الشراكة هى الرابعة للصندوق فى قطاع التعليم هذا العام.

تقع «القرية الكونية» أو الـ«كوزميك فيليدج»، Cosmic Village، على مساحة ١٩٠ فدانًا، بمدينة السادس من أكتوبر، وتضم نماذج مصغرة لأشهر معالم مصر، وبدأ إنشاؤها سنة ٢٠٠٧، لتكون «أحد المراكز التعليمية الاستكشافية فى مصر»، بميزانية بلغت ٣٥٥ مليون جنيه مصرى، وفرتها وزارة التربية والتعليم. ومع أن تنفيذ المشروع انتهى بالكامل سنة ٢٠١١، إلا أن القرية ظلت معطلة، حتى أصدر الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم الأسبق، أواخر ٣٠١٣، قرارًا بفتحها لاستقبال طلاب المدارس الحكومية فى رحلات مجانية، وتوقع أن تحقق القرية، حال عملها بالشكل الأمثل، حوالى ٢٥ أو ٣٠ مليون جنيه سنويًا. 

قبل أن تحقق القرية مليونًا واحدًا، من الـ٢٥ أو الـ٣٠، تم إغلاقها، فى يناير ٢٠١٥، ليس بسبب غرق مواطن فى بحيراتها، كما أشيع وقتها، ولكن لوجود خلافات مالية بين الشركة المنفذة للمشروع ولجنة التقييم بوزارة التربية والتعليم. وبغض النظر عن السبب، فإن القرية صارت مغلقة ومهملة وتحولت إلى «خرابة»، وأضيفت إلى أصول مصر غير المستغلة.

باستبعاد الثلاثة، الذين تولوا وزارة التربية والتعليم، منذ الانتهاء من تنفيذ المشروع وحتى قيام ثورة ٣٠ يونيو، يمكنك تحميل مسئولية تخريب القرية، لأربعة وزراء: محمود أبوالنصر، الذى تولى الوزارة منذ ١٦ يوليو ٢٠١٣، إلى ٥ مارس ٢٠١٥، ثم محب الرافعى، الذى غادرها فى ١٩ سبتمبر من السنة نفسها، ثم الهلالى الشربينى، وصولًا إلى طارق جلال شوقى، المستمر فى منصبه منذ منتصف فبراير ٢٠١٧، والذى تجاهل المناشدات الشعبية والإعلامية والبرلمانية، وظل مكتفيًا بالفرجة، حتى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القرار رقم ٤٥٩ لسنة ٢٠٢٠ بضم «القرية الكونية» إلى صندوق مصر السيادى.

تأسيسًا على ذلك، قرر الصندوق استغلال أرض القرية الكونية فى إنشاء مجمع تعليمى يتضمن جامعة ومجمع مدارس وسكنًا للطلاب والمدرسين، ومسرحًا ومجمّعًا رياضيًا و... و... وتعليقًا على اتفاقية الشراكة الجديدة، قالت وزيرة التخطيط، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى، إنها «تعكس أولويات الصندوق الاستثمارية، واهتمامه بالاستثمار فى هذا القطاع، اتساقًا مع أولويات الدولة وأهداف رؤية مصر ٢٠٣٠، التى تؤكد على الاستثمار فى رأس المال البشرى كعنصر أساسى فى عملية التنمية الشاملة، كما أنها تحقق أربعة على الأقل من أهداف التنمية المستدامة الأممية». وأكدت أن «رأس المال البشرى هو ثروة مصر الحقيقية، ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة الشاملة إلا من خلال الاستثمار فى تعليم الأجيال القادمة».

.. وتبقى الإشارة إلى أن الصندوق قام، فى مارس الماضى، بالاكتتاب فى غالبية الجولة الثالثة، أو الإصدار الثالث، من «صندوق التعليم المصرى»، الذى تديره المجموعة المالية «هيرميس»، بقيمة تتجاوز ٢٥٠ مليون جنيه. وفى يوليو الماضى تم تأسيس منصة «لايتهاوس» للاستثمارات التعليمية من خلال تحالف يضم صندوق مصر السيادى وبنك مصر والقابضة للتأمين وبنك قناة السويس، برأسمال مستهدف ١.٧٥ مليار جنيه، ويهدف، أيضًا، إلى تقديم منتج جيد بتكلفة تناسب الطبقة الوسطى وتحقيق عوائد استثمارية مناسبة.